الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:07 ص

"عم نصحي" مكوجي المشاهير.. دفء الحياة يغلب سخونة المكواة

العم نصحي مكوجي المشاهير

العم نصحي مكوجي المشاهير

أحمد فودة

A A

لافتة قديمة على دكان صغير بعنوان “مكوجي العائلات”، نال من ألوانها الزمن لكنها تنبض بالحياة مع مطلع كل صباح يفتح فيه عم “نصحي توفيق” أبواب محله العتيق، الذي تزين جدرانه العديد من صور “الأنبا آبرام"  يجاورها آيات قرآنية وعلم قديم لنادي الزمالك.

عم نصحي توفيق 

 دفء يملأ المكان ربما سببه حرارة المكواة أو صاحب الوجه البشوش “عم نصحي” كبير مشجعي الزمالك في الجيزة، قبل زمن بالتأكيد، وقال لـ”تليجراف مصر": “كان زمان لما كانت الصحة تسمح، كنا ورا الزمالك في كل ستاد، وزي ما بيقول الزملكاوية دلوقتي القصة مش كام بطولة، ده عشق من الطفولة، محبة الزمالك تجمعنا، ودلوقتي بتفرج على التلفزيون".

                                                         شعار نادى الزمالك 

ما يوجد على جدران دكان “مكوجى العائلات” لن يلفت نظرك إذا كنت عابر سبيل، ولكن إذا كنت مهتما بالتفاصيل، من المؤكد أنك ستتجاوز فكرة الحديث عن الزمالك مع “مشجعه التاريخي” بالنظر إلى أنه عاصر حمادة إمام ورفاقه من أساطير الجيل، لتسأل عن صورة “القسيس والصليب وأية هذا من فضل ربي”.

قال “عم نصحي”، 80 عاما، قاطعا حيرة الصور الإسلامية والمسيحية: "أنا لا مسلم ولا مسيحي؟، أنا مصري، هتفرق إيه مسلم ولا مسيحي، الدين لله والوطن للجميع، عندما كنا على الجبهة في حرب أكتوبر، لم يسأل الرصاص عن ديانتنا".   

                                                               الأنبا ابرام 

إجابة عم نصحي توفيق، كانت كفيلة بالخروج من مساحة سؤال أنت “مسلم ولا مسيحي؟” والإنتقال للحالة المصرية التي لا يزال بعضها موجودا حتى الأن ويظهر في اللافتات القديمة بمحله معنونة “فكهاني العائلات، بقالة العائلات، جزارة العائلات، مكوجي العائلات"، وفسرها “ليست موضة أو اسم شائع وقتها، يمكن القول إنها حالة، فكلمة عائلات تعني الاستقرار".   

                                               أيات قرآنية تزين دكان مكوجي العائلات بالجيزة 

“من أهم الأسباب التي جعلتني أحب مهنة المكوجي هي العائلات المحترمة التي كنت أتعامل معها وأنا صغير، عرفت زبائن مهمين ومشاهير ونجوم كبار، منهم المرحوم الشاعر حسين السيد، شاعر الـ1000 أغنية، والمخرج السيد راضي، والفنانة عفاف راضي، والفنانة إكرام عزو وأخرين”، يقول عم نصحي.

على رف دكان مكوجي العائلات، وضعت مكواة قديمة بمقبض خشبي طويل مغطاة بستارة، دفعت "نصحي" لتوضيح الفارق بين "المكوة الرجل" و"الكهرباء" بقوله: “كل وقت له أدان، لما كانت الصحة تسمح كنت أستخدمها، لا تحتاج صبر ومعلمة، لكن الآن هناك مكواة في كل بيت، ومع انتشار (الدراي كلين) محدش يقدر يستغنى عن المكوجي”.

search