الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:35 ص

"الفيدرالي" يحسم اليوم مصير الفائدة.. وهذه أبرز التوقعات

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول

ولاء عدلان

A A

تتوجه أنظار العالم مساء اليوم الأربعاء، صوب مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الذي بدأ أمس اجتماعًا لحسم قرراه بشأن أسعار الفائدة وسط توقعات بأن يميل إلى تثبيتها عند أعلى مستوياتها في 23 عامًا، مع منح المستثمرين والمستهلكين إشارات بشأن موعد انتهاء موجة التشديد النقدي التي أطلقها في مارس 2022. 

خلال اجتماع يونيو، قرر صناع السياسة النقدية في أكبر اقتصاد بالعالم، الإبقاء على أسعار الفائدة عند نطاق يتراوح بين 5.25% و5.50% وذلك للمرة الرابعة منذ بداية 2024 وللمرة السابعة على التوالي، ورجحوا خفضًا للفائدة بمعدل مرة واحدة نزولًا من توقعاتهم السابقة المعلنة في مارس الماضي والبالغة 3 مرات. 

مرونة الاقتصاد الأمريكي

توقع الخبير المصرفي محمد بدرة أن يتوخى الاحتياطي الفيدرالي الحذر ويقدم على تثبيت سعر الفائدة اليوم، انتظارًا لمزيد من الدلائل على أن معدلات التضخم لن تخرج عن مسارها الهابط، لا سيما في ضوء حالة عدم اليقين السياسي التي تسبق إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. 

وأوضح أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتمتع بالمرونة الكافية التي تسمح للفيدرالي بالتحلي بالصبر وانتظار وصول التضخم إلى مستهدفه (2%) أو قرب هذا المستوى بالحد الذي يؤكد أنه لن يعاود تسجيل قفزات على غرار ما حدث في 2022. 

حقق الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من العام المالي الحالي نموًا بقرابة 2.8% مقارنة بـ1.4% خلال الربع الأول، ونزولًا من 3.3% في الربع الأخير من العام الماضي، ما يشير إلى نجاح الفيدرالي في تحقيق الهبوط السلس (تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي دون السقوط في دائرة الركود) للاقتصاد، كما يتوقع المركزي الأمريكي وصول معدلات البطالة هذا العام إلى 4%.

خلال يونيو الماضي تباطأ معدل التضخم السنوي في أمريكا بأكثر من المتوقع؛ ليسجل 3% مقابل توقعات بـ3.1% وبمستواه المسجل في مارس البالغ 3.5%، وعلى أساس شهري انكمش تضخم يونيو بـ0.1%، ويتوقع الفيدرالي وصول متوسط التضخم لهذا العام إلى 2.6%. 

رغم تباطؤ التضخم من ذروة تجاوزت الـ9% في العام 2022، توقع كبير الخبراء في مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس، ريان سويت، في مذكرة حديثة، أن يقدم الفيدرالي على تثبيت سعر الفائدة خلال اجتماع اليوم، ويستخدم تباطؤ التضخم وسوق العمل للإشارة إلى أن قرار خفض الفائدة سيكون حاضرًا على طاولة اجتماع سبتمبر. 

للمفارقة كانت آخر زيادة لأسعار الفائدة الأمريكية وصولًا إلى مستوياتها الحالية في يوليو 2023، الآن تتوقع بنوك وول ستريت أن يقدم الفيدرالي خلال الساعات المقبلة على تثبيت سعر الفائدة دون تغيير، مع فتح الباب لخفضها خلال اجتماع سبتمبر المقبل، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته  مؤسسة FactSet الأمريكية للأبحاث هذا الشهر. 

مبنى مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي

هل يخفض الفيدرالي الفائدة في سبتمبر؟ 

قال بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس إنه من الأفضل للفيدرالي خفض الفائدة في اجتماع اليوم، تزامنًا مع تباطؤ التضخم بشكل ملحوظ وحتى لا يضطر لخفضها في سبتمبر أي قبل انتخابات الرئاسة، الأمر الذي قد يفسر على أنه تحرك سياسي أكثر منه قرار يتعلق بالسياسة النقدية. 

في 10 يوليو الحالي، ألمح رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول، في شهادة أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، إلى قرب خفض الفائدة، قائلًا إن الفيدرالي لا يمكنه أن ينتظر حتى يتراجع التضخم إلى مستوى 2% ليبدأ خفض الفائدة لأن وقتها سيكون الأوان قد فات، موضحًا أن خفض الفائدة في وقت متأخر للغاية أو بأقل من المطلوب قد يضعف الاقتصاد، لكنه عاد ليؤكد أن الفيدرالي بحاجة إلى ثقة أكبر بشأن تباطؤ التضخم قبل أن يقدم على خفض الفائدة .

هذه التصريحات دفعت بنوك وول ستريت لترجيح أن يتجه الفيدرالي بنسبة تفوق 80% لخفض معدلات الفائدة في سبتمبر المقبل، وذلك ارتفاعًا من احتمالية بنسبة 50% خلال يونيو الماضي، ورجح بنك جيه بي مورجان أن يخفض الفيدرالي الفائدة في اجتماعي سبتمبر وديسمبر المقبلين في ضوء عاملين مهمين هما تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتراجع معدلات التضخم. 

توقع جولدمان ساكس هذا الشهر أن يقدم الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة بواقع 3 مرات حتى نهاية العام الحالي، على أن يبدأ هذا التوجه في سبتمبر المقبل بخفض قدره 25 نقطة أساس، لكنه حذر من أي زيادة في معدلات التضخم قبل سبتمبر ربما تعرقل هذا السيناريو، وتعد هذه التوقعات تراجعًا عن توقعات البنك الشهير لخفض للفائدة اعتبارًا من يوليو الحالي. 

انضمت لهذا التوقع شركة ليندينج تري الأمريكية، إذ توقعت خفضًا بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل يتبعه خفض بالمقدار نفسه في اجتماعي أكتوبر وديسمبر. 
ذهب بنك أوف أمريكا في مذكرة حديثة إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يؤجل خطواته صوب خفض الفائدة إلى ديسمبر المقبل، للحصول على مزيد من البيانات التي تؤكد تباطؤ الاقتصاد والتضخم.

search