الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:48 م

"الغول توقع استهدافه".. الدقائق الأخيرة بحياة "مراسل الجزيرة" (خاص)

مراسل قناة "الجزيرة" إسماعيل الغول

مراسل قناة "الجزيرة" إسماعيل الغول

منى الصاوي

A A

لبسا السترة الواقية من الرصاص، حملا الكاميرا والمايك واتجها إلى منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المدمر بمخيم الشاطئ، شمالي غزة، لتصوير تقرير تلفزيوني عن اغتيال إسماعيل هنية.

وقف مراسل الجزيرة، إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، ينقلان مشاهد ركام منزل القيادي الفلسطيني المغتال، وسط سماع دوي انفجار وقصف اعتادا سماعه.

لحظات غدر مدبرة

وفي لحظة غدر مدبرة، استهدفت طائرة مسيرة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي تجمع للصحفيين في محيط منزل هنية، وزادت الدمار دمارًا، وأصبح المراسلان أشلاءً.

المراسل إسماعيل الغول

رحلة مهنية

وكشف يسري الغول، ابن عم المراسل إسماعيل الغول، اللحظات الأخيرة قبيل استهدافه، قائلًا إنه رافقه رحلته المهنية منذ العاشرة صباح اليوم، بمحيط منزل هنية.

وأضاف لـ"تليجراف مصر"، أن عائلة الغول فقدت نحو 264 شهيدًا حتى الآن، لافتًا إلى أن إسماعيل لحق بوالده الذي استشهد قبل نحو شهر في قطر، بعد إصابته أيضًا خلال الحرب، واستشهد أيضًا شقيقه “الليث” قبل 3 أشهر، بينما يقبع شقيقه جهاد بمستشفى المعمداني بعدما أصيب في غارة إسرائيلية.

تقرير تلفزيوني

وأوضح أن الشهيد إسماعيل الغول طلب منه أن يظهر معه بتقرير تلفزيوني، قبل استشهاده بساعة واحدة، مشيرًا إلى أن القصف كان قريبًا من منزل "أبو العبداني"، وشعر إسماعيل أنه سيتم استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع: "قرر إسماعيل العودة إلى المستشفى (المعمداني)، وتم استهدافه في الطريق المؤدي إلى برج الشفاء بمخيم الشاطئ، واستشهد هو وزميله رامي الريفي، وطفل كان يمر بالطريق ذاته".

الصورة الأخيرة لمراسل “الجزيرة” إسماعيل الغول

أحلام لم تتحقق

وأكد أن إسماعيل صاحب الـ 27 عامًا، شاب كان مقبلًا على الحياة، وكان يحلم أن يصبح صحفيًا كبيرًا، ولطالما حلم أن يسافر ويزور بلدان العالم المختلفة، فضلًا عن أمانيه التي باتت مستحيلة في أن يصبح شخصًا مؤثرًا في المجتمع لا سيما في مجال الإعلام والصحافة.

وتابع، “إسماعيل أب لطفلة اسمها زينة لم تكمل عامها الثاني، تقبع ووالدتها بمنطقة الوسطى، ولم يرها منذ نحو 10 أشهر بسبب الظروف القاسية التي يعيشها أهالي غزة والحصار المفروض عليهم".

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الكلمة والصوت والصورة، وسط حصارًا مدقعًا وخانقًا، لافتًا إلى أن إسماعيل كان يعلم تمام اليقين أن إسرائيل ستستهدفه أسوة بزملائه.

زينة، ابنة إسماعيل الغول

الحرب على غزة

وقال يسري الغول إنه أيضًا نجا من أكثر من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي نظرًا لعمله هو الآخر بمجال الإعلام.

وأكد أن إسماعيل الغول تخرج في كلية الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية بغزة، وعمل بالعديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية في فلسطين، والتحق بقناة الجزيرة بعد اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

search