السبت، 23 نوفمبر 2024

06:14 م

إبراهيم القاضي

حسين القاضي

A A

الدكتور إبراهيم نجم.. ثقةٌ في محلها

قرر المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بإجماع الآراء، تجديد الثقة في الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أمينًا عامًا لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، لفترة جديدة تمتد خمس سنوات قابلة للتجديد، تتويجا للجهود الحثيثة والإنجازات الكبيرة التي حققها خلال السنوات الماضية، وأعرب  أعضاء المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم - خلال اجتماعه السنوي على هامش المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء - عن تقديرهم الكبير للدكتور إبراهيم نجم، مؤكدين أنه يتمتع برؤية متميزة.

 لقي قرار التجديد ارتياحا عاما بين المتابعين والعلماء والمختصين والخبراء، فالدكتور نجم رجل هادىء الطبع، حسن الخلق، صاحب عقلٍ مرتب، وأفكارٍ ثاقبة، ورؤى عصرية، يؤمن بالنقد والتصويب، ويمتلك مهارات كبيرة في التعامل مع المؤسسات والهيئات والأفراد، ويمثل جسرا معرفيا للتواصل مع الغرب، برحابة صدره، وفهمه لفسلفة الغرب، وإتقانه لعدة لغات، وتجاربه المختلفة، وهو خير سفير يمثل فضيلة المفتي وينوب عنه وعن دار الإفتاء وعن الأمانة العامة في الغرب والشرق والمحافل الدولية.

يحظى الدكتور إبراهيم نجم بالدعم الكامل ممن عمل معهم، بداية من فضيلة الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، والذي اكتشفه وقدمه مستشارا إعلاميا لدار الإفتاء، ورأى فيه مهارة فائقة، وموهبة فذة، وعقلا مختلفا، ثم مع فضيلة الدكتور شوقي علام، الداعم الأكبر للدكتور نجم، والذي وثَق فيه وفي عقليته وتفكيره ورؤيته ومقترحاته، فكان له بمثابة الأب، وكان هو أهلا لهذه الثقة، فكان مستشارا أمينا ومعبرا تعبيرا صادقا عن رؤية دار الإفتاء المصرية، ورؤية مفتيها.

 أيضا، يحظى الدكتور إبراهيم نجم بقبول واحترام من المؤسسات الدينية والوطنية ومن علماء الأزهر، وباحترام في الاوساط والأكاديميات والمراكز البحثية والجامعات الأوروبية والعربية والامم المتحدة، وله قبول في الأوساط البحثية من الباحثين العرب والمصريين والأجانب، المهتمين بالفتوى والتطرف والإرهاب والتنمية واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي، كما أنه يحظى باحترام علماء دار الإفتاء المصرية، وله تقديره ومكانته من الصحافة ورؤساء التحرير والمفكرين والكتاب والإعلاميين المصريين والعرب، وله تلاميذ وباحثون استفادوا من خبرته وتجاربه، فانطلقوا يقدمون الأفكار والرؤى والمقترحات، ويسيرون على الخطى.

في ديسمبر ٢٠١٥م، تم إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وصار هو أمينها، ومن يومها اضطلعت الأمانة بدورها في التعاطي الفعال مع القضايا الإفتائية الكبرى، وصار مؤتمرها السنوي ملتقى للعلماء والخبراء والباحثين شرقا وغربا، بل صار قمة دينية على أرض مصرية، وقدمت الأمانةُ خطابا مستنيرا، وتعددت مساراتها ومخرجاتها العلمية، ومبادراتها المختلفة، ونجحت في قيادة قاطرة العالم الإسلامي في التجديد الإفتائي، والاشتباك مع الواقع، وجمعت هذه المظلة دُور وهيئات الإفتاء في العالم على أرض مصر، حاملةً لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة، والمشاركة في الهَم العام، مؤمنةً بأن الفتوى الصحيحة هي إحدى اللبنات الرئيسية لبناء فرد ومجتمع ودولة وأمة مستقرين وفاعلين بين الأمم.

كما نجح في بناء شراكات علمية تدعم المنهج الوسطي والاستقرار والتنسيق والتعاون واحترام حقوق وإطفاء فلسفة الصراع والصدام، وإطفاء نار الفتن الطائفية والمذهبية، ومازالت جهود الأمانة تستمر، وكل ذلك برعاية وإشراف وتوجيه من فضيلة مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة، وجهود جبارة لأعضاء وباحثي الأمانة.

وفي سياق القناعات، يؤمن الأمين العام بأن المسلمين لا بد أن يكون لديهم حلم كبير واستفادة من الموارد، وأن أفكار التطرف والإرهاب تُقوض جهود التنمية، وتسيئ إلى الأديان والأوطان، وتقدم صورة مشوهة للإسلام، وأن التطرف اللادينى يمثل وجها آخر للتطرف الديني.

يدعو الدكتور نجم إلى التمسك بالثوابت مع مراعاة التحول الجذري العالمي في العقلية والتفكير، والذي يُفضي لمواقف مختلفة، وقيم متسارعة، تختلف حسب اختلاف السقف المعرفي، ويذهب إلى أن مشكلاتنا إدارية في المقام الأول، لكنها تبدأ بسقوط منظومة الأخلاق “demoralization” والحل -من وجهة نظره- أن نعيد للدين -بفهمه المنضبط المعتدل- وضعه الصحيح.

كما يؤمن بأننا في مرحلة أولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ولم نصل بعدُ إلى مرحلة الذكاء الخارق “Super Intelligence”، ومن ثَم يرى أن عالم اليوم رُفعت فيه الحدود والحواجز، وصار كالسوق المفتوح، ماديا وفكريا، ولن يكون من المفيد أن نتمثل حالة الإنكار، ولكن دورنا أن نحسن عرض بضاعتنا وقيمنا وأخلاقنا، ولا يمكننا أن نفعل ذلك إلا إذا كنا معًا في ساحة التلاقي والتعايش والتعارف، والاجتماع على القواسم المشتركة، فالبناء الحضاري اليوم ليس حكرا على أتباع دين معين، بل عمل جماعي تشترك فيه البشرية كلها.

خالص التهاني للأمين العامة وللأمانة العامة، وإلى مزيد من العطاء والبذل في قادم الأيام.

search