الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:22 ص

تحذيرات من "كارثة".. القطب الجنوبي يذوب شتاءً

ذوبان القطب الجنوبي

ذوبان القطب الجنوبي

حبيبة وائل

A A

شهدت القارة القطبية الجنوبية موجة حر غير مسبوقة، أثارت قلق العلماء بشأن تأثيراتها المحتملة على صحة القارة ومستقبلها، وما يمكن أن تسببه من عواقب لملايين البشر حول العالم.

ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة

منذ منتصف يوليو، ارتفعت درجات الحرارة إلى 10 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي في أجزاء من القارة القطبية الجنوبية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الدفء غير الموسمي خلال النصف الأول من أغسطس. تشير البيانات الحديثة إلى أن درجات الحرارة في شرق القارة، التي تتراوح عادة بين -50 و-60 درجة مئوية، أصبحت الآن أقرب إلى -25 إلى -30 درجة مئوية؛ وفقا لما نشرته شبكة “سي إن إن”.

تأثيرات موجة الحر على النظم البيئية والمناخ العالمي

ورغم أن هذه الدرجات لا تزال تحت الصفر، إلا أن درجات الحرارة التي تشبه حرارة الصيف في عز الشتاء تمثل تطوراً مثيراً للقلق في القارة القطبية الجنوبية، التي تحتوي على أغلب جليد الكوكب. وحذر الباحثون من أن ذوبان الجليد بشكل كامل في القارة القطبية الجنوبية قد يكون له عواقب "مدمرة"، مما قد يرفع مستويات سطح البحر في جميع أنحاء العالم بنسبة تصل إلى 60 مترًا، وهو ما يعني غمر الجزر والمناطق الساحلية التي يقطنها عدد كبير من سكان العالم حاليًا. وفقا لما نشره موقع العربية.

تحذيرات من ذوبان الجليد الكارثي

أشار ديفيد ميكولاجيك، عالم الأرصاد الجوية في مركز أبحاث وبيانات الأرصاد الجوية في القارة القطبية الجنوبية بجامعة ويسكونسن ماديسون، إلى أن المزيد من موجات الحر في فصول الشتاء المستقبلية قد تجعل القارة القطبية الجنوبية أكثر عرضة للذوبان خلال موجات الحر الصيفية اللاحقة، ما قد يغير الدورة المحيطية العالمية التي تلعب دورًا كبيرًا في استقرار مناخ الكوكب.

وأكد توماس بريسجيردل، نائب رئيس العلوم في فريق الغلاف الجوي والجليد والمناخ في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، أن درجات الحرارة في هذا الحدث كانت قياسية وتشير إلى ما قد يحدث في المستقبل البعيد، وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Geophysical Research Letters" في عام 2023 أن تغير المناخ ساهم في ارتفاع درجة حرارة موجة الحر بمقدار 2 درجة مئوية ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم موجات الحر المماثلة بمقدار 5 إلى 6 درجات مئوية بحلول عام 2100.

هذه هي ثاني موجة حر شديدة تشهدها القارة القطبية الجنوبية خلال العامين الماضيين. في الموجة السابقة في مارس 2022، وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 39 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، وهي أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق في هذا الجزء من الكوكب. وقد تفاقمت هذه الموجة بفعل تغير المناخ.

تغيير الدورة المحيطة العالمية

وفقًا لميكولاجيك، يمكن أن يؤدي ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية إلى تغيير الدورة المحيطية العالمية، ما قد يؤثر بشكل كبير على مناخ الكوكب، وأوضح أن الدوامة القطبية الجنوبية، التي تحتفظ بالهواء البارد فوق القارة، قد تتعرض للاضطرابات بشكل أكبر بسبب هذه الموجة الحر، ما يترك الباب مفتوحًا للهواء الدافئ للوصول إلى القارة.

تشير الدراسات إلى أن درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية قد ارتفعت أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل العالمي منذ عام 1989. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Nature Climate Change" أن هذه الزيادة في درجات الحرارة تمثل جزءًا من اتجاه أكبر له عواقب خطيرة على النظم البيئية والمناخ العالمي.

search