الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:01 ص

ببساطة.. ما هي "الأموال الساخنة" ومخاطرها على الأسواق؟

عملات نقدية أمريكية

عملات نقدية أمريكية

مصطفى العيسوي

A A

تخارج ما يفوق 4 مليارات دولار من “الأموال الساخنة” من السوق المصرية، خلال الساعات الماضية، دفع سعر الدولار إلى مستوى 49 جنيهًا، بعد أن كان قد استقر في الأيام الماضية عند مستوى 48 جنيهًا، ولكن ما هي “الأموال الساخنة”، ما طرق دخولها إلى الأسواق، وما مدى خطورتها على الاقتصاد؟

ما هي الأموال الساخنة؟

أكد الخبير المصرفي، عز الدين حسانين، أن الأموال الساخنة هي عبارة عن استثمار الأجانب في أداوت الدين الحكومية (أذون الخزانة والسندات)، أو شراء أسهم الشركات المدرجة في البورصة أو شراء شهادات الادخار التي تطرحها البنوك، لكن أغلبها يكون في أذون الخزانة، لا سيما أنها تكون قصيرة الأجل، والتي تترواح بين 3 أشهر وعام، إذ تسعى وراء سعر الفائدة المرتفع في مختلف دول العالم وسعر الصرف المنخفض.

وفقًا لبيانات البنك المركزي، ارتفعت حيازة الأجانب من أدوات الدين الحكومية "أذون الخزانة" إلى أكثر من 35 مليار دولار، بنهاية أبريل الماضي، ارتفاعًا من 10.5 مليار دولار فقط في يناير 2023، في مؤشر لعودة الأموال الساخنة إلى السوق المصرية بقوة هذا العام.

وأوضح حسانين لـ"تليجراف مصر"، أن المستثمر يأتي من الخارج، لشراء أذون خزانة بالجنيه المصري، مقابل تنازله عن الدولار بالسعر الرسمي، للاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة في مصر البالغة 27.25%، وذلك بعدما رفعها البنك المركزي بنحو 600 نقطة أساس في مارس الماضي.

من يستثمر في الأموال الساخنة؟

وأضاف الخبير المصرفي، أن صناديق وشركات الاستثمار والمؤسسات المالية العالمية، هي التي تستثمر جزءًا من أموالها في الأموال الساخنة، لتحقيق مكاسب مالية لعملائها، موضحًا أن خروج هذه الاستثمارات يحدث لسببين، أولهما موعد استحقاقها، أو بسبب حدوث أزمات خارجية كالتي تحدث حاليًا، بعد هبوط مؤشرات جميع البورصات العالمية نتيجة التوترات الجيوسياسية، على خلفية زيادة المخاوف من توتر الأوضاع بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة التي تطورت مع اغتيال إسماعيل هنية في إيران، ما قد ينذر بدخول أطراف جديدة في الصراع.

وأوضح، أنه في حال خروج الأموال الساخنة قبل موعدها، فإن ذلك قد يعرض المستمثرين للخسائر، لكنهم يكونون مجبرين على ذلك بسبب أزماتهم العالمية، لكن ذلك يؤدي إلى سحب قيمة العائد من الاحتياطي النقدي الاجنبي للبنك المركزي.

وفقًا لبيانات المركزي المصري، زاد صافي الاحتياطيات الأجنبية لمصر خلال يونيو الماضي بقرابة 259 مليون دولار ليقفز إلى 46.384 مليار دولار صعودًا من مستوى 46.125 مليار دولار المسجل نهاية مايو الماضي ومن 41.1 مليار دولار في أبريل الماضي.

وأشار حسانين، إلى أنه في حال حلول موعد استحقاقها، يتم تحريك سعر الدولار بصورة أو بأخرى من قبل البنك المركزي، لتقليل حجم قيمة العملة الأجنبية التي سيحصل على المستثمر عند التخارج، موضحًا أن هذا هو سبب زيادة سعر العملة الأمريكية في الدولار اليوم.

وفقز سعر الدولار ببعض البنوك العاملة في السوق المصرية، بنحو 60 قرشًا ليصل إلى 49.52 جنيهًا، خلال تعاملات اليوم.

مخاطر الأموال الساخنة

وتابع الخبير المصرفي، هناك العديد من المخاطر في الأموال الساخنة، أبرزها أن خروجها المفاجئ قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية كبيرة، لا سيما أنه عند دخولها تؤثر في سعر الصرف وميزان المدفوعات، ما ينعكس على توافر السيولة النقدية الأجنبية، في حالة الوفرة، ويمكن تحقيق استقرار اقتصادي وتجاري. في حين يؤدي العجز إلى نتائج عكسية.

وطالب حسانين البنك المركزي بترويض هذه الأموال من خلال تحديد آجال دخولها وخروجها، واستغلالها على المدى القصير مع محاولة توطينها لأطول فترة ممكنة.

يُشار إلى أنه بعد تخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار في نوفمبر 2016، من قبل البنك المركزي، جرى جذب العديد من الاستثمارات بفضل معدلات الفائدة المرتفعة، لكن في عام 2022 أصبحت السوق الأميركية أكثر جاذبية، خاصة بعد تشديد الفيدرالي الأميركي سياسته النقدية، ما أدى إلى خروج 22 مليار دولار من الأموال الساخنة من مصر، مسببة ضغوطًا على الجنيه.

search