الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:41 ص

"لا تغازل امرأة ولا تمش عاريًا".. تعليمات للضباط الإيطاليين في ألبانيا

ضباط الشرطة الإيطالية داخل مخيم الاستقبال الألباني

ضباط الشرطة الإيطالية داخل مخيم الاستقبال الألباني

حبيبة وائل

A A

أثار اتفاق جديد بين إيطاليا وألبانيا بشأن نقل بعض المهاجرين الذكور البالغين الذين تم إنقاذهم في البحر إلى مراكز في ألبانيا جدلاً واسعاً سياسياً وثقافياً، بسبب تعليمات لحراس السجون الإيطاليين تتعلق بالتعامل مع النساء في البلد الأوروبي ذي الأغلبية المسلمة.

تفاصيل الاتفاق

في نوفمبر الماضي، وقعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ونظيرها الألباني، إيدي راما، على اتفاق مثير للجدل، يقضي بنقل بعض المهاجرين الذكور الذين تم إنقاذهم في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى إيطاليا، إلى ألبانيا أثناء معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم. يتمتع المهاجرون الذين يتم نقلهم إلى ألبانيا بحق التقدم بطلب اللجوء في إيطاليا ومعالجة طلباتهم هناك، لكن حركتهم داخل وخارج المراكز في ألبانيا ستكون مقيدة. 

بحسب صحيفة "تلغراف" اللندنية، تلقى 45 عنصراً من حراس السجون الإيطاليين دورة تدريبية استعداداً لبدء عملهم في المراكز التي من المتوقع أن تكون جاهزة لاستقبال المهاجرين قريباً، خلال الدورة، تم تزويد الضباط الإيطاليين بدليل يحتوي على 14 مبدأ توجيهياً ينصحهم بالسلوكيات الواجب اتباعها، بما في ذلك كيفية ارتداء الملابس وتناول الطعام وأماكن شرب القهوة. 

التعليمات تثير جدلََا واسعا

ومع ذلك، أثارت بعض التعليمات جدلاً واسعاً، حيث أكدت على ضرورة احترام العادات والتقاليد المحافظة في شمال ألبانيا، وأن أي احتكاك مع النساء هناك قد يسبب مشاكل، ونص أحد البنود في المبادئ التوجيهية على "تجنب مغازلة النساء الألبانيات في أماكن مختلفة أو بطريقة مرتجلة". وشددت التعليمات على الحراس الإيطاليين بارتداء ملابس محافظة وتجنب التجول وهم نصف عراة. 

انتقدت نقابة حراس السجون هذه التحذيرات ووصفتها بأنها غير واقعية، بينما قال معارضو الحكومة إنها تظهر "الطبيعة الهزلية" لهذا المخطط الخاص بالمهاجرين، وقال جينارينو دي فازيو، الأمين العام لنقابة حراس السجون الإيطالية: "اعتقدنا أنها أخبار كاذبة، لكننا علمنا بعد ذلك أن الدليل تمت صياغته وتوزيعه بالفعل". وأضاف: "لا نعتقد أن الأمر كان متعمداً، ربما يكون هذا من عمل مسؤول متحمس، لكن ما يثير الدهشة هو التعامل مع هذه المسألة بشكل ارتجالي ودون تدقيق مسبق من قبل الإدارة العليا". 

وفي مطلع الشهر الجاري، أكد مسؤولون إيطاليون أن مراكز إيواء المهاجرين الإيطالية الجديدة في ألبانيا، التي كان مقرراً أن تفتح أبوابها خلال الأول من أغسطس، لن تكون جاهزة للعمل لعدة أسابيع أخرى بسبب تأخيرات في البناء. 

وأيدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الاتفاق كمثال على "التفكير خارج الصندوق" في معالجة قضية الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، لكن منظمة العفو الدولية وجماعات حقوق الإنسان الأخرى انتقدته، قائلة إنه سيؤدي إلى احتجازات تعسفية وطويلة الأمد، وإن الـ670 مليون يورو (730 مليون دولار) التي خصصتها إيطاليا للخطة سيكون من الأفضل إنفاقها على تعزيز مراكز إيواء المهاجرين في البلاد. 

search