السبت، 23 نوفمبر 2024

06:00 ص

ما حكاية "الريال الماليزي" الناجي الوحيد من "الإثنين الأسود"؟

بعض فئات العملة الماليزية

بعض فئات العملة الماليزية

حسن راشد

A A

شهدت الأسواق المالية العالمية انهيارًا كبيرًا في 5 أغسطس الجاري، حيث تراجعت الأسهم والعملات في معظم البلدان بشكل حاد، ما أعاد إلى الأذهان موجة بيع “الإثنين الأسود” عام 1987.

هذا الحدث أثار حالة من الفزع بين المستثمرين وخسائر ضخمة في الأسواق المالية، ومع ذلك، وسط هذا الانهيار العالمي، برز الريال الماليزي كعملة مستقرة وناجية من هذا التراجع الكبير، فما هو السر وراء الصمود؟

انهيار الأسواق

كان "الإثنين الأسود" بمثابة صدمة للاقتصادات العالمية، حيث تفاقمت المخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي، وزيادة التوترات الجيوسياسية، وارتفاع أسعار الفائدة في العديد من البلدان، ما أدى إلى تراجع حاد في أسعار الأسهم والعملات.

في حين تراجعت العملات الرئيسية الحساسة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي والبيزو المكسيكي والراند الجنوب أفريقي مقابل الدولار، شهد الريال الماليزي أفضل ارتفاع يومي له منذ 2015، متفوقًا على جميع نظرائه في الأسواق الناشئة.

يمثل ذلك انعكاسًا هائلًا لعملة كانت تعاني سابقًا، حيث سجلت في فبراير أدنى مستوى لها منذ عام 1998 مقابل الدولار، ويبدو الآن أن الريال الماليزي مستعد للانتعاش مع تزايد التفاؤل بشأن نمو الاقتصاد الماليزي، إذ تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني جميع التوقعات، كما يساهم تدفق السندات الأجنبية وتحسن صادرات التكنولوجيا في تعزيز قوة الريال الماليزي.

أسباب صمود الريال الماليزي

تعد ماليزيا واحدة من الاقتصادات الناشئة في جنوب شرق آسيا، وتمتاز بتنويع اقتصادها الذي يشمل قطاعات مثل التصنيع، والخدمات، والزراع، كما أنها تتمتع باحتياطيات نقدية قوية وسياسات اقتصادية مستقرة نسبيًا.

1. سياسات نقدية حكيمة

البنك المركزي الماليزي يتبع سياسات نقدية حكيمة ومرنة، حيث حافظ على أسعار الفائدة عند مستويات مناسبة لدعم النمو الاقتصادي دون التسبب في ضغوط تضخمية كبيرة، كما دعمت الاحتياطيات النقدية القوية الثقة في العملة المحلية.

2. تنويع الاقتصاد

التنويع الاقتصادي الذي اعتمدته ماليزيا قلل من تأثير التقلبات الاقتصادية العالمية، فهي لا تعتمد بشكل كبير على قطاع واحد فقط، مما جعله أكثر قدرة على التحمل في مواجهة الأزمات.

3. سياسات مالية مستقرة

الحكومة الماليزية اعتمدت سياسات مالية مستقرة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما دعم الاقتصاد المحلي وعزز الثقة في العملة.

4. إدارة الدين العام

نجحت ماليزيا في إدارة ديونها بشكل فعال، ما حد من الضغوط على الاقتصاد وسمح لها بمواجهة الأزمات بشكل أفضل.

search