الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

11:06 ص

هل يجوز صيام شهر رجب كاملا؟

صيام شهر رجب

صيام شهر رجب

فادية البمبي

A A

يترقب المسلمون موعد شهر رجب 2024، للتضرّع إلى الله أكثر بقراءة القرآن والصلاة والصيام، فلعله من أكثر الأشهر التي يتقرّب فيها المسلمون إلى الله بصالح الأعمال نزولا على السنة النبوية.

يتطلع الكثير من المسلمين إلى معرفة مدى جواز صيام شهر رجب كاملا، مع استطلاع دار الإفتاء هلال الشهر الفضيل الخميس المقبل 11 يناير الجاري، والموافق 29 جمادي الآخر، إذ من المنتظر بحسب التقويم الفلكي أن يستقبل العالم شهر رجب 1445 يوم السبت الموافق بالتاريخ الميلادي 13 يناير2024.

صيام رجب

يرى بعض الناس أن تخصيص شهر رجب بالصيام بدعة محرمة، وأن الفقهاء الذين استحبوه - كالشافعية- مخطؤون، وهم قد استندوا في قولهم هذا لأحاديث ضعيفة وموضوعة، فهل هذا صحيح؟

أجابت دار الأفتاء قائلة “الصحيح عند جمهور الفقهاء استحباب التنفل بالصيام في شهر رجب كما هو مستحب طوال العام، والصوم في رجب بخصوصه وإن لم يصح في استحبابه حديثٌ بخصوصه، إلا أنه داخلٌ في العمومات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا، فضلًا عن أن الوارد فيه من الضعيف المحتمل الذي يُعمل به في فضائل الأعمال”.

الإسراء والمعراج

 كما جاءت أهمية شهر رجب من أمر الله تعالى بتحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المُشرفة في مُنتصف شهر رجب في السنة الثانية للهجرة كما ورد عن ابن عباس، ومعنى كلمة رجب الرُّجوب أي التّعظيم.

وقد جاء به أمر للرسول علية الصلاة والسلام بالصيام به دون تخصيص، حين جاءه رجل من أهله وقد عذَّب نفسه بالصيام فطلب الرسول عليه الصلاة والسلام منه أن يصوم شهر رمضان ويوماً من كل شهر، ثم قال له الرجل زدني، فطلب منه أن يصوم يومين، فقال الرجل زدني، ثم قال: صم ثلاثة أيام، ثم قال زدني فقال: صم من الحرم. هذا هو كل ما ورد في شهر رجب، ولم يخصه النبي بصيام أو قيام أو باحتفال بليلة السابع والعشرين منه في حادثة الإسراء والمِعراج؛ حيث لم يثبت عن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم أي من ذلك، والأولى أن يكون الصيام في شعبان كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

فضل شهر رجب

يعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها، إلا أن يبادر العدو إليه، كما أن انتهاك المحارم في هذا الشهر أشد من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، والحق والصواب أن شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنه من الأشهر الحرم، كما أن الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أن مثل هذه الأفعال لم يكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.

search