الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:13 م

"ارمِ نظارتيكَ ما أنتَ أعمى".. ضعاف البصر أبطال الأولمبياد

لاعب الجمباز الأمريكي ستيفن نيدوروسيك

لاعب الجمباز الأمريكي ستيفن نيدوروسيك

منى الصاوي

A A

في مشهد مؤثر، تخلى لاعب الجمباز الأمريكي ستيفن نيدوروسيك عن نظارته قبل أدائه في نهائيات مسابقة "حصان الحلق" للرجال، ليحقق إنجازًا مذهلاً بحصوله على الميدالية البرونزية الثانية في أولمبياد باريس.

حصان الحلق

نيدوروسيك ليس الوحيد الذي يتحدى ضعف البصر في طريقه نحو المجد الأولمبي، فقد سبقه السباح الأيرلندي دانييل ويفين، الذي تخلى أيضًا عن نظارته قبل أن يحقق فوزًا تاريخيًا بالميدالية الذهبية في سباق 800 متر سباحة حرة، بحسب تقرير نشره موقع CNN.

ضعف البصر

بعد إنجازه في أولمبياد باريس، كشف اللاعب سر تفوقه في مسابقة "حصان الحلق" رغم ضعف بصره، إذ تعتمد هذه المسابقة بشكل كبير على الإحساس بحركة الجسم، مما يمكنه من أداء حركاته بدقة حتى بدون نظارته.
وأضاف: "الأمر الذي يُميّز حصان الحلق أنك تستخدم يديك طوال الوقت، كما تشعر بكيفية دوران مركز كتلتك، لا أحتاج إلى رؤية ما أفعله لأنّني أتّبع حواسي".

الحول البصري والثلامة

يعاني نيدوروسيك من الحول البصري والثلامة، وهما حالتان تؤثران على وضوح الرؤية وإدراك العمق، وهو أمر بالغ الأهمية في الرياضات مثل الجمباز، لكن، يمكن لأدمغة الرياضيين التكيف مع هذه المشاكل من خلال "الليونة العصبية"، حيث يغير الدماغ مصدر حصوله على المعلومات.

روح قتالية

هذه الروح القتالية المشتركة بين الرياضيين الذين يتحدون الإعاقة وجدت صدى لدى لاعبة كرة القدم الأمريكية بيكي ساوربرون، إذ شاركت تجاربها الشخصية في اللعب بدون عدسات لاصقة، مؤكدة أنها تعتمد على حواس أخرى للتعرف على زميلاتها في الملعب.

وقالت ساوربرون: "أستطيع تمييز هوية كلّ شخص من خلال مشيته".

إدراك العمق

ويشرح أستاذ طب الرياضة والتمارين الرياضية، الدكتور جوردون وادينجتون، أن "المرونة العصبية" تمكن الدماغ من تغيير مصدر معلوماته، مما يسمح للفرد بالاعتماد على حواس أخرى مثل اللمس والشم والسمع بالإضافة إلى الرؤية لتحديد موقعه.

الحاسة السادسة

ويؤكد أن كل شخص يعتمد على تركيبة فريدة من هذه الحواس بحسب نقاط قوتها لديه، مما يبرز قدرة الدماغ على التكيف مع التحديات المختلفة.
وتسمح مجموعة من "القنوات أو أنظمة المعلومات"، المعروفة أيضًا بـ"الحاسة السادسة"، للشخص بالشعور بموقعه، ويعتمد الرياضيون على تركيبات مختلفة ونقاط قوة متفاوتة لهذه الأنظمة من أجل تكوين صورة كاملة عن بيئتنا وموقعنا داخلها.

علم نفس الحركة

يوضح الباحث في علم نفس الحركة وعلم الأعصاب، الدكتور فابريس سارلينيا، أن الحاسة السادسة تساعدنا على الشعور بأجزاء الجسم وتحديد موقعها، وغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين التوازن. 

ويؤكد سارلينيا أننا نمتلك أكثر من خمس حواس، وأن الرؤية ليست الحاسة المهيمنة كما هو شائع، مستشهدًا بقدرتنا على تحديد موقع أقدامنا حتى عندما لا نراها.

search