مديرة مرصد الأزهر: مخاطر المشروع الصهيوني أولوية وفلسطين قضية مركزية (حوار)
الدكتورة رهام سلامة مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف
فادية البمبي
نسعى لتعظيم رسالة الدين الإسلامي الوسطية
أضفنا لغات جديدة لمكافحة اليمين المتطرف والتحذير منه
نطرق الأبواب لتفكيك الأفكار المتطرفة
للعام الثامن على التوالي نجح "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" في ملاحقة شبهات التنظيمات الإرهابية، وتفنيد مزاعم الجماعات المتطرفة، وتسليط الضوء على الأحداث والقضايا التي تهم الإسلام والمسلمين حول العالم، ونشر السلام العالمي، وترسيخ تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتعظيم رسالتِه القائمة على الوسطية.
فضلًا عن التفاعل مع المستجدات المتعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا وارتفاع معدلات الكراهية، وخلال عام 2023 برزت جهود المرصد في مكافحة اليمين المتطرف والتحذير من خطورته على تآكل السلم العالمي.
وللوقوف على الخطط المستقبلية للمرصد في تفكيك الأفكار المتطرفة خلال عام 2024، حاور “تليجراف مصر”، الدكتورة رهام سلامة، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، والتي صرحت بأنه تم تقديم مقترح لفضيلة الإمام الأكبر لعقد مؤتمر سنوي بمشاركة وفود دولية وإقليمية ومحلية، لتبادل الخبرات والتعرف على أبرز المستجدات في مجال مكافحة الإرهاب.
بعد تحليل المرصد لخطاب اليمين المتطرف وملف الإسلاموفوبيا في الغرب.. لماذا لم نر جهود عملية للمرصد وتعاونا مع المؤسسات الدينية في العالم لاتخاذ خطوات جادة للتصدي لجرائم التمييز والعنصرية ضد المسلمين في أوروبا؟
عقد المرصد بالفعل بروتوكولات تعاون مع عدد من الجهات الإقليمية، مثل المعهد الملكي للدراسات الدينية بالأردن، بخلاف التعاون مع جهات مثل مراكز "صواب، وهداية، وتريندز" بالإمارات، وعلى الصعيد الدولي عقد المرصد برتوكول تعاون مع معهد الآباء الدومينيكان، بخلاف انتظار الموافقة للتعاون مع جامعة جاوا، وحكومات أوزبكستان، وماليزيا، والجزائر، وتونس، وكذلك مؤسسة ماعت، ومركز القاهرة الدولي لفض النزاعات.
هناك حضور قوي للمرصد في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية، مثل: مؤتمرات لجنة مكافحة الإرهاب (CTED) بمجلس الأمن الدولي، والمؤتمرات التي تعقدها المؤسسات الدولية الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي والمنظمات العربية والإسلامية، ومنظمة ثقافة الأديان للسلام العالمي، وملتقى السلام برعاية منظمة (HWPL) بكوريا الجنوبية، ومؤسسة أديان من أجل السلام، وغيرها.
هذا بخلاف حرص المرصد على استقبال العديد من الوفود الأجنبية التي تعلن عن الرغبة في التعاون مع المرصد، واستقبال باحثين من جامعات أمريكية وأوربية مثل استقبال الوفد الألماني برئاسة دكتور"بولنت أوتشر" عميد معهد الدراسات الإسلامية بجامعة أوسنابروك الألمانية.
كذلك يحرص المرصد على التواصل مع المبتعثين الأزهريين في الخارج، والتنسيق معهم في ترويج مخرجات المرصد، وتذليل العقبات التي تواجه المسلمين في الخارج.
ما هي الخطوات العملية التي يتخذها المرصد في حماية الشباب على المستوى المحلي والدولي وتحصينهم من الأفكار المتطرفة؟
في ظل حرص التنظيمات الإرهابية على استغلال حماس الشباب وتجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية، يولي المرصد أهمية خاصة للشباب والأطفال باعتبارهم نواة المجتمع الأساسية.
وقد روعي في المحتوى المقدم للشباب أن يقوم على محورين مباشر وغير مباشر، ويتطلب التفاعل المباشر الالتحام مع الشباب من خلال الندوات والمعسكرات الشبابية، والاستماع إلى آراء الطلاب والرد على استفساراتهم.
وبدأ المرصد العمل على المحور الشبابي من خلال تدشين حملة "طرق الأبواب" وهي حملة ممتدة تستهدف إقامة فعاليات في الجامعات والمدارس والمكتبات في مصر، بغرض تقديم التوعية الفكرية للشباب من الوقوع في براثن الأفكار المتطرفة.
أما على المستوى الدولي، استغل المرصد فرصة دراسة الوافدين بجامعة الأزهر ونظّم على مدار العامين الماضيين معسكرات تثقيفية للطلاب الوافدين في مدن الطور وبورسعيد، في إطار استراتيجية المرصد للتفاعل المباشر مع الشاب من كافة الجنسيات، والحيلولة دون مخطط التنظيمات الإرهابية للنفاذ إلى صفوف الشباب عبر نشر أفكار شاذة تتنافى تمامًا وصحيح الدين.
كما شارك المرصد للمرة الأولى في النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بجناح خاص يستهدف التفاعل مع الشباب من 160دولة، وتعريف المشاركين في المنتدى بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف من خلال أدواته الحديثة في بناء السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، والدفاع عن قضايا الأمة وحماية الشباب من الأفكار الهدامة والمغلوطة.
أما التفاعل غير المباشر فيتمثل في إعداد وسائط متنوعة (مقروءة أو مرئية) بلغة سهلة وبسيطة تناسب أهتمام الشباب.
كيف يستعد المرصد لتحليل وتفكيك الأفكار المتطرفة؟
يعتزم المرصد هذا العام إعداد مسرد بالمصطلحات الإرهابية، بالنظر إلى التباين الثقافي بين اللغات المختلفة، والفجوة بين مفهوم المتكلم وفهم المتلقي، والعمل على فتح قنوات إتصال جديدة وتكثيف التعاون مع الجمعيات الإسلامية في الخارج، وتكثيف التعاون ما بين المرصد والسفارات الأجنبية والملحقات الثقافية الموجودة في الخارج لتوصيل مخرجات المرصد لها.
بجانب عقد الندوات البحثية المختلفة مع الوزارات المعنية بمواجهة التطرف والإرهاب وترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى المتلقين من الشباب كوزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي ومعاهد مختلفة مثل معهد اعداد القادة وغيرها.
متى نرى تطورا وطفرة تكنولوجية داخل المرصد لتفكيك أفكار الجماعات الإرهابية؟ خاصة في ظل انتشار مفاهيم الإرهاب الرقمي واعتماد الجماعات المتطرفة على أحدث المستجدات التكنولوجية لترويج أفكارها وضم متطرفون جدد؟
بالفعل يشارك بعض أعضاء المرصد حاليًا في دورة للترويج الإلكتروني، يتعرف الباحثون من خلالها على كيفية التغلب على المشكلات التي قد تعوق عملية الترويج الإلكتروني، والبحث عن حلول لتلك المشكلات، هذا بالإضافة إلى عدد من الدراسات والمقالات التي تناقش أنماط وأنواع الإرهاب المختلفة، ومنها الإرهاب الإلكتروني، لا سيما وأن المرصد يمتلك صفحات باللغات المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفحة على موقع يوتيوب، وصفحات باللغات المختلفة على موقع بوابة الأزهر الإلكترونية.
مرصد الأزهر يكافح التطرف بـ 13 لغة من بينها اليونانية والعبرية لماذا تم اختيار هذه اللغات تحديدًا؟
وصف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، المرصد بـ(عين الأزهر الناظرة على العالم) حيث يُعنى المرصد بتفكيك الأفكار المتطرفة، ونشر السلامِ العالمي، وترسيخِ تعاليم الدينِ الإسلامي الحنيف، وتعظيم رسالته القائمة على الوسطية، والاعتدال، والتسامح، والأخوة الإنسانية مؤكدًا عالمية الأزهر الشريف، ومعززًا مكانةَ مصر العالمية في مجال مكافحة التطرف، وبناء السلم المجتمعي .
كان المرصد قد بدأ بعدد 7 وحدات هي " الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأردية، والفارسية، والسواحيلية" وكان من المقرر إضافة المزيد من اللغات الأخرى، لذلك جرى إدراج اللغات التركية والصينية والإيطالية، ثم العبرية، كإحدى توصيات "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس العالمي"، الذي عقد في العام 2018م، وهدفها الرئيسي هو السعي الجادّ إلى الوصول بأبعاد القضية الفلسطينية وملفاتها الشائكة إلى أكبر عددٍ ممكن من قطاع الشباب، سواء عبر تنوع المحتوى وأسلوبه أو عبر اتّباع الوسائل الرقمية الحديثة، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي لتكون منارةً لخلق حالة من الوعي بين الشباب العربي بالقضية الفلسطينية.
وتمثل القضية الفلسطينية محددًا رئيسًا في الحراك الأزهري على صعيد تعميق الوعي العربي والإسلامي، بل والعالمي بمركزية القضية الفلسطينية، ومخاطر المشروع الصهيوني ليس فقط على المنطقة وإنما على العالم ككل.
بعد ذلك استحدث المرصد وحدة اللغة اليونانية، في ضوء اهتمامات الدولة المصرية بالعلاقات مع اليونان وقبرص، كما أن أثينا تعد بوابة الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا، وقد واجه آلاف المهاجرين أوضاع احتجاز سيئة للغاية، أضف إلى ذلك صعود تيار اليمين المتطرف نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية اليونانية، الأمر الذي ساهم في تفاقم أزمة المهاجرين.
وتوجد جالية مسلمة تُقدر بنحو حوالي 300 ألف شخص، لديهم مشكلات عدة لقد كانت العاصمة اليونانية أثينا حتى وقت قريب العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد بها مسجد، لذلك جرى استحداث وحدة اللغة اليونانية انطلاقًا من حرص مؤسسة الأزهر على حيوات الكثير من شباب الأمة المخدوع بفكرة الكسب السريع، فضلًا عن جهود الأزهر في مكافحة اليمين المتطرف والتحذير من خطورته على تآكل السلم العالمي، ومن المقرر إضافة المزيد من اللغات الأخرى بما يواكب رسالة الأزهر العالمية.
هل اهتمّ المرصد بإطلاق حملات إلكترونية لنشر صورة الإسلام الصحيحة في المجتمع الدولي؟
أصدر المرصد خلال العام 2023م 312 حملة إلكترونية توعوية بالعربية واللغات الأجنبية، حيث تشترك وحدات المرصد في إعداد الحملات للمشاركة في إحياء بعض المناسبات العالمية مثل اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، واليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، واليوم العالمي للمرأة، واليوم العالمي للطفل وغيرها، بخلاف تفرد كل وحدة بإعداد وتصميم حملات إلكترونية بما يتناغم وسياق كل لغة، وكلها تهدف كجميع مخرجات المرصد إلى الردّ على شبهات التنظيمات المتطرفة، ونشر صحيح الدين، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والأخوة الإنسانية.
على سبيل المثال أعدت وحدة رصد اللغة الفرنسية حملة بعنوان (Paroles du Prophète pbAsl) أو من أقوال الرسول (ﷺ) وتشتمل على بعض الأحاديث النبوية مع شرح ما تنطوي عليه هذه الأحاديث من محتوى يحضّ على التعايش السلمي والتآخي والتضامن ونبذ العنف والحث على مكارم الأخلاق.
وحملة أخرى بعنوان حملة (Ne Méditent-ils pas le Coran) بمعنى “أفلا يتدبرون القرآن”؛ وتستشهد رسائل الحملة ببعض آيات الذكر الحكيم التي تحث على القيم الإنسانية المختلفة التي من شأنها التوعية من مخاطر التطرف ونبذ الفرقة والاختلاف،
ونشرت وحدة رصد اللغة الإسبانية، حملة بعنوان (la ciudadanía en el Islam) أو المواطنة في الإسلام، وتقدم صورة عن عناية الدين الإسلامي بقيم المواطنة، وترسيخ مبادئها منذ عهد النبوة فيما تتناول حملة (Día Internacional De La Paz) أو الاحتفال باليوم الدولي للسلام، حرص الإسلام على نشر السلام بين جميع الأفراد والمجتمعات.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
جدول امتحانات شهر نوفمبر 2025 جميع الصفوف التعليمية بالقاهرة
22 نوفمبر 2024 10:44 ص
لا تشتروا تقاوي البطاطس.. توجيه من "الزراعة" للفلاحين
22 نوفمبر 2024 10:41 ص
"أنت عند الله غال".. نص خطبة الجمعة اليوم
22 نوفمبر 2024 09:35 ص
بعد موافقة الحكومة.. موعد مناقشة قانون المسؤولية الطبية بالبرلمان
22 نوفمبر 2024 07:56 ص
ضوابط جديدة للحج السياحي 2025.. هل تضمن أمن وسلامة الحجاج؟
22 نوفمبر 2024 05:56 ص
هل مساعدة الفقراء أولى من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب
22 نوفمبر 2024 03:19 ص
المتحدث العسكري للسيسي: "هوّن على سيادتك".. والرئيس يرد
21 نوفمبر 2024 09:34 م
الجيزة تعلن فوز 2389 شخصًا في قرعة الحج
21 نوفمبر 2024 10:29 م
أكثر الكلمات انتشاراً