الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:55 ص

إيمان خليف.. من بائعة خبز إلى "بطلة أوليمب"

 الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

محمد فتحى

A A

تصدرت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف المشهد الرياضى بعد ساعات من حصدها ذهبية الملاكمة في نهائي وزن أقل من 66 كيلوجراماً للسيدات بدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، والذي أقيم مساء الجمعة على ملعب “فيليب شاتريبه” في جاروس.

ووصلت إيمان للنهائي بعد فوزها في الدور الأول على الإيطالية أنجيلا كاريني، قبل أن تتجاوز في ربع النهائي المجرية لوكا هاموري، ثم التيلاندية جانجايم سوانيفينج، في نصف النهائي.

من بيع "الخبز" إلى "الذهب" 

ولدت إيمان في ولاية تيارت شمالي غرب الجزائر، عام 1999، لعائلة جزائرية بسيطة، وهي الأخت الكبرى لست شقيقات وأخ وحيد.

أحبت إيمان كرة القدم ومارستها في شوارع قريتها مع الأطفال، حيث عُرفت بأنها كانت تتعارك مع منتقديها، وهو ما ساعدها في اكتشاف موهبتها في الملاكمة، كما لوحظ عليها القدرات البدنية الفائقة بشكل متميز عن بقية أقرانها.

وفى تصريحات لصحيفة “صن” اعترفت حاملة الميدالية الذهبية أنها اضطرت إلى بيع الخبز وتجميع الأطباق كي تسافر لقرية أخرى، وتتلقى دروس الملاكمة، والتي آتت ثمارها بعد قرابة عامين، بتتويجها بذهبية الملاكمة في عام 2024.

وأضافت خليف أنها نشأت في بيئة محافظة، حيث كانت الملاكمة تعتبر حكرًا على الرجال، ولم يكن طريقها إلى احتراف هذه الرياضة مفروشًا بالورود، فقد اضطرت إلى توفير المال اللازم لممارستها، فكانت تبيع الخبز في الشوارع وتجمع الأطباق لتتمكن من السفر من قريتها إلى المدينة حيث كانت تتدرب على القتال.

إيقاف اللجنة الأولمبية الدولية 

وسمحت  اللجنة الأولمبية الدولية لإيمان خليف بالمشاركة بعد إيقافها من قبل الاتحاد الدولي مع الملاكمة التايوانية لين يو-تينج في بطولة العالم العام الماضي، لعدم تجاوزهما اختبارات الأهلية الجنسية.

وحُرمت خليف في حينها من خوض نهائي بطولة العالم في نيودلهي بسبب عدم استيفاء معايير أهلية الجنس و"مستويات هرمون التستوستيرون"، بحسب موقع الألعاب الأولمبية الذي حذف المنشور مؤخرا.

 

“حكاية الهرمون الذكورى”

نفى الاتحاد الدولي إجراء اختبارات لقياس مستوى التستوستيرون، لكنه لم يحدّد طبيعة التحليلات التي أجريت لاتخاذ قرار باستبعاد خليف ولين من بطولة العالم.

تنمر المشاهير وترامب 

 تعرّضت إيمان لانتقادات بعد فوزها الأول، فقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني "أعتقد انه لا يجب السماح للرياضيات اللاتي يملكن خصائص وراثية ذكورية بالمشاركة في المسابقات النسائية".

كما تنمر عليها الرئيس الأمريكى الأسبق  دونالد ترامب بعد فوزها على مواطنته كاريني حيث قال: "سأبقي الرجال خارج مسابقات السيدات".

أما مؤلفة سلسلة رويات هاري بوتر جيه كيه رولينج، فكتبت على منصة “إكس” أن ألعاب باريس ستبقى "دومًا ملطخة بسبب الظلم القاسي الذي لحق بكاريني".

تهنئة الرئيس الجزائرى

ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون  الشكر للإيمان على منصة "إكس " قائلا :شكرًا إيمان خليف على إسعاد كل الجزائريين، بهذا التأهل القوي والرائع للنهائي..الأهم قد تحقق،.

وقال والدها عمر خليف:"ابنتي فتاة مؤدّبة وقوية، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها تلك الإرادة القوية في العمل والتدريب".

الخوض فى الشرف

وبعد بلوغها نصف النهائي وضمانها ميدالية، ردّت باكية على منتقدين وصفوها بـ"الرجل"، وقالت لقناة بي إن سبورتس: "هذه قضية كرامة وشرف كل امرأة أو أنثى. الشعب العربي كله يعرفني منذ سنوات، وأنا ألاكم في مسابقات الاتحاد الدولي الذي ظلمني. لكن أنا عندي الله".

 

التتويج أكبر رد للمشككين فى أنوثتى

أكدت إيمان خليفة أن الفوز بالميدالية الذهبية أبلغ رد على الحملة الشرسة التي تعرضت لها قائلة: "شرفى وسمعتى فوق كل شيء”.

وأضافت أن التتويج بالميدالية شرف العالم العربي والجزائر وأسرتها، وهو أكبر رد على  على الحملة الشرسة التى تعرضت لها بشأن هويتى الجنسية.

وقالت إنها  انثى وليس لديها ميول أخرى، لكن هناك أعداء للنجاح لا يستطيعون تقبل نجاحها، فكل الشعب الجزائري يعرف  أخلاقياتها.

search