الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

02:49 م

حرمته 9 جنيهات منها.. "عبد المولى" حصل على الثانوية بعد المعاش بسوهاج

الحاج حسن عبدالمولي

الحاج حسن عبدالمولي

محمد لطفي أبوعقيل

A A

“لا يأس بعد الستين”، عنوان قصة قصيرة بطلها حسن محمود محمد عبد المولى، بحصوله على شهادة الثانوية العامة بمجموع 77.6%، بعد 50 عاما من وقوف “9 جنيهات” عائق أمام استكمال دراسته، مكتفيا بالمرحلة الابتدائية، حتى أيقظ “حلمه القديم” في دراسة القانون، بعد خروجه على المعاش كبيرا لعمال إدارة تعليمية، في مركز جهينة، بمحافظة سوهاج.

من هو الحاج حسن؟

الحاج حسن عبد المولى، كما يعرف في بلده، 63 عاما، أب لـ6 أبناء، كان “حكاية” الثانوية العامة في مصر، بعد إعلان نجاحه في المرحلة المصيرية، بمجموع نسبته أكبر من الحد الأدنى لتنسيق كليات المرحلة الأولى بـ9% كاملة، وهو ما يعني أنه أصبح على بعد بعض الإجراءات فقط لتحقيق حلم الطفولة، دخول كلية الحقوق.

حسن محمود محمد عبدالمولي

9 جنيهات

وراء تأخر “عبد المولى” في شهادته الدراسية، قصة أثرى من تلك التي ارتبطت بتخطيه المرحلة الثانوية، وكما رواها لـ"تليجراف مصر"، حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة "محمود السيد عبد الحميد" عام 1974، ولكن حالته المادية حينها لم تسمح بانتقاله إلى الإعدادية، التي تتطلب 9 جنيهات مصاريف تقديم، لم تكن متوفرة مع والده حينها، بسبب ظروفه المادية وكبر سنه.

مع اقترابه من الستين عاما، بحث “عبد المولى” عن حلمه الخاص، وحقق فصلا فيه بالتغلب على “لعنة الـ9 جنيهات”، ودرس الإعدادية في مدرسة "عرب الناقة" بينما كان عامل بإدارة جهينة التعليمية، وحصل على شهادتها، ثم اكتملت القصة بالالتحاق بمرحلة الثانوية العامة، بعد وصوله إلى سن المعاش 2021، في مدرسة "الشهيد محمد كامل الثانوية".

صعوبات في الدراسة

يقول “الحاج حسن”، إنه واجه العديد من الصعوبات في الدراسة بسبب دراسته الثانوية العامة بنظام "المنازل"، الأمر الذي لا يعطيه حق الحصول على كتب أو “تابلت”، مثل بقية طلاب تلك المرحلة، وكشف أنه تغلب على تلك المعضلة باقتراض الكتب من الطلاب الذين سبقه بمرحلة.

كانت كتب المرحلة الثانوية صديقا لا يفارق “عبد المولى”، إذ يقول إنه كان يصطحبها إلى أرضه الزراعية ويذاكر دروسه وقت راحته من الفلاحة، على أن يستكمل مذاكرته بعد عودته إلى المنزل.

الحاج حسن وهو يذاكر

تجربة “حسن عبد المولى” الملهمة، كانت كفيلة بإجبار الجميع في بلده على دعمه، ومنهم وكيل إدارة جهينة التعليمية سيد قطامش، الذي كان يساعده في دروس اللغة الفرنسية، فيما كانتا مادتي الرياضيات والإنجليزية مهمة أبنائه.

“عبد المولى” يقول إنه حرص على تعليم أبناء، وساندهم حتى حصل الـ6 على شهادات جامعية، مستطردا، “فضلت استكمال تعليمي من أجلهم، وساندوني في ذلك”.

كلية الحقوق

“هدخخل كلية الحقوق إن شاء الله”، الحلم المؤجل لمدة 14 عاما في حياة محمود محمد عبد المولى، وكان أيقظه في نفسه وأحبه بسبب اطلاعه على كتب ابنه الأكبر “حسام”، الذي تخرج من الكلية  2010.

اختتم ابن مركز جهينة، “استقبلنا خبر نجاحي في الثانوية العامة بفرحة كبيرة، لكن لم أحتفل لظروف وفاة أحد أقاربي، وتكفيني فرحة أولادي وفخرهم بحصولي علي الثانوية العامة بعد المذاكرة والإرهاق والسهر، وزي ما بيقولوا (الفرحة في القلب)، علشان دي كانت بالنسبة لي مسألة حياة أو موت".

search