الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:25 م

"إهمال جسيم".. أسرة تتهم مستشفى شهير بالتسبب في وفاة ثلاثة توائم

توأم - أرشيفية

توأم - أرشيفية

داليا أشرف

A A

اتهمت إحدى الأسر مستشفى شهير في محافظة القليوبية بالتسبب في وفاة ثلاثة توائم خلال أيام قليلة، مشيرة إلى تعرضهم للإهمال الجسيم من قِبل الأطباء وفريق التمريض المسؤول عن الحضّانة، وأنهم السبب الرئيسي في وفاة الرضع الثلاثة.

هاجر الدسوقي، عمّة الخدج الثلاثة وأول من حضر مع الأم بالمستشفى، قالت لـ"تليجراف مصر"، إن زوجة أخيها أحست بالتعب الشديد، وكانت في نهاية الشهر السابع من الحمل، وبسبب انهيار جسدها اضطرت للذهاب بها لأقرب مستشفى ومعها والدتها، وهناك أبلغوهن بأن الولادة ستكون طبيعية.

وفاة ثلاثة توائم

الحالة كانت صعبة للغاية ورفضت هاجر والأم الولادة الطبيعية لأنها تحمل ثلاثة في أحشائها، لكن الطبيب أصر على تلك الولادة، قائلة: "زعق لنا بطريقة صعبة وقال لها أعملك إيه انتِ جاية متأخر ومفيش بنج".

حاولت هاجر التواصل مع الطبيب الأساسي الذي كانت تتابع معه الأم "دينا"، لكنه أخبرها أن ولادتها قيصيرية ولن يستطع الآن أن يتدخل، كما أن قرار نقلها إلى مستشفى آخر سيشكل خطرًا على حياتها.

ولاة قيصرية

استسلمت دينا للأمر الواقع، وكل ما كانت تفكر فيه أن تتخلص من آلامها، لكنها دخلت غرفة تعذيب حيث بقيت في محاولة الولادة الطبيعية مع الأطباء لمدة 3 ساعات متواصلة، كانت تصرخ تارة وتفقد الوعي تارة أخرى من شدة الآلم، حتى لم يجد الطبيب حلًا أمامه سوى أن تدخل في النهاية للولادة القيصيرية.

دخلت دنيا غرفة العمليات بعد ساعات من عذاب الولادة الطبيعية، وفور خروج الأطفال المبتسرين دخلوا حضّانة المستشفى ولكن أخبرهم الأطباء بضرورة نقلهم إلى الخارج، لأن القانون يمنع وجود توأم بحضانة واحدة، على الرغم من توافر الأسرّة.

تقرير طبي

قانون أطفال الحضانات

توسلت هاجر شقيقة الأب للمستشفى حتى يظل الأطفال الثلاثة بالحضّانة، لكنهم رفضوا ذلك تمامًا، وبدأوا في اختيار الحالة الأولى التي تتحمل الانتقال من مستشفى إلى أخرى، وبعد مزيد من الإجراءات منحوهم الطفل الذي يحتاج لجهاز تنفس صناعي، موضحة: "قالوا لي مش هينفع كلهم يقعدوا على أجهزة التنفس الصناعي أنتوا كدة هتاخدوا أجهزة المستشفى لحسابكم، وأخدت الطفل وهو حالته مش مستقرة".

الصدمة الكبرى كانت عندما تفاجأت هاجر بنقل الطفل إلى مستشفى آخر بسيارة الإسعاف دون طبيب، فطلبت خروج طبيب معها ولكن الأطباء أخبروها أن الحالة لا تستلزم ذلك، حتى أن الطفل لم ينتقل فورًا لأنهم اكتشفوا أنه لم يُسجل له الكود الوزاري الخاص به، ورغم التباطؤ وطلب الإسعاف إخلاء مسؤوليتها عن الطفل الذي يبلغ وزنه كيلوجرامًا واحدًا، فإنهم في النهاية خرجوا بالحالة من دون طبيب.

تقرير طبي

وبمجرد وصول هاجر بالطفل إلى مستشفى آخر، استلمه أطباء آخرون وتعاملوا مع الحالة فورًا، ولكن دون جدوى، لأن الطفل بمجرد وصوله كان جسده قد اتشح باللون الأزرق، وعلى الفور فقد حياته بنزيف في الرئة التي لم تكتمل وتُوفي هناك.

الطفل المتوفي

بعد الغُسل والكفن ذهبت هاجر مسرعة إلى الطفليين الآخرين، وهنا كان الأب “عبد الله” قد جاء من سفره فور علمه بولاده أبنائه الثلاثة، لكن الشقيقة وجدت الحضّانة في أسوأ حالتها، قائلة: "مفيش تعقيم، الممرضة بتغسل البيبرونة بإيديها وترضعهم، مفيش بني آدم لابس جلافز (قفازات طبية) وفي زبالة على الأرض.. ورغم كدا جبنا دكتور الأطفال سألناه عن حالة البنتين اللي فاضلين قالوا لنا مستقرة وكويسة".

غسل الطفل قبل الدفن

في اليوم التالي، أخبر الأطباء الأسرة أن واحدة من الطفلتين توفيت رغم استقرار حالتها الصحية، وعلموا أن الوفاة حدثت بسبب اختناق مفاجئ ولم يتم إنقاذها سريعًا من قبل فريق التمريض –بحسب قول هاجر - وعندما أخذوا الطفلة لتغسيلها لم يكن هناك أحدًا بالمشرحة للقيام بهذه المهمة، فقامت هي بذلك.

تحدث الأب عبد الله مع الطبيب بخصوص الطفلة المتبقية لكنه تفاجأ برده عليه: "إنت ممشتش الحالة دي ليه؟ إحنا أعصابنا تعبت وعاوزين نرتاح".

وحاول عبد الله نقل الطفلة الثالثة بالفعل، التي كانت هي أيضًا حالتها مستقرة، وتواصل مع مستشفى أخرى ولكن جاءت الإسعاف أيضًا دون طبيب، وبعد شرح مصير الحالة الأولى، نجح الأب في الإتيان بطبيبة لتخرج مع طفلته أمله الأخير إلى المستشفى الأخرى.

وهناك تفاجأ من الطبيب أن الطفلة تحتاج لعمل “سونار” على المخ، لأنها تعاني من اختناق، وتفاجأ عندما علم بأنها تعرضت لاختناق بالحضّانة الأولى ولم توضع على جهاز السونار رغم توافره، ولم تتحمل الطفلة الثالثة خروجها من الحضانة وتوفيت على الفور هي الأخرى.

وأوضح الأب في حديثه: "أنا وديت عيالي عندهم عشان يموتوا.. كنت جايب لهم لبس كتير، وكان نفسي أشوفهم وأفرح بيهم، والتلاتة راحوا في لحظة".

search