الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:45 م

بعد جدل الـ 2 جنيه.. رحلة العملات المعدنية في جيوب المصريين

جنيهات معدنية

جنيهات معدنية

ولاء عدلان

A A

تداولت أنباء خلال الأيام القليلة الماضية بشأن قرب طرح عملة معدنية بقيمة (2 جنيه)، لكن مصلحة سك العملة أكدت أنها لم تتلق أي توجيهات من رئاسة الوزراء تتعلق بهذا الأمر، ليعيد هذا الجدل تسليط الضوء على أهمية العملات المعدنية (الفكة) في المعاملات اليومية للمصريين.

في بداية ظهور النقود في مصر الحديثة، كانت العملات المعدنية هي المتداولة حتى أنها كانت مصنوعة من الذهب أو الفضة، ثم تحولت إلى لفظ يطلق على فئات النقود الأقل من الجنيه الواحد فيما يعرف بـ"الفكة"، والهدف الرئيسي من إصدارها هو تسهيل معاملات المواطنين اليومية وتلبية احتياجاتهم من فئات العملة في ضوء تحركات الأسعار. 

تاريخ النقود في مصر 

عرفت مصر العملات قبل غيرها من دول المنطقة، إذ بدأت في وضع قواعد لنظامها النقدي وأصدرت أول عملة في تاريخها الحديث في العام 1834 عندما قررت في عهد الوالي محمد علي باشا سك الريالات من الفضة والذهب دون الاعتماد على وحدة نقدية محددة، وبدأ تداول الجنيه المصري المعدني اعتبارًا من العام 1836.

ووقتها كان الجنيه بوزن 8.5 جرام من الذهب، وتخلت مصر عن سك الريالات الفضة في العام 1885 واعتمدت الذهب كمعيار لسك العملة وتداولها نتيجة لتراكم الديون على مصر واعتماد معيار الذهب من جانب معظم الشركاء التجاريين وتحديدًا إنجلترا، وفي العام 1899 خرج الجنيه الورقي للنور عندما أصدر البنك الأهلي أول نسخة منه (جنيه الجملين الشهير)، وكانت قيمته تعادل 7.5 جرام ذهب، أما الآن فجرام الذهب وصل إلى 3470 جنيهًا. 

صورة للجنيه المصنوع من الذهب 

وعرف المصريون اعتبارًا من فترة حكم محمد علي، فئات متعددة من العملات المعدنية "الفكة" الأقل من جنيه كامل (وتساوي قيمته 100 قرش أو 1000 مليم)، فظهر السحتوت وهو يساوي ربع مليم وظهرت النكلة وتساوي 2 مليم والتعريفة وقيمتها 5 مليمات والنصف فرانك ويساوي  2 قرش. 

ظهرت لاحقًا البريزة وتساوي 10 قروش والريال الذي يساوي 20 قرشًا، والشلن وقيمته 5 قروش، والربع جنيه المثقوب الذي يعادل 25 قرشًا، ونتيجة لتراجع قيمة العملة مع بداية  خميسنيات القرن الماضي بدأت بعض العملات "الفكة" في الاختفاء والتحول إلى خانة الذكريات لدى المصريين، والأشهر هنا هو السحتوت والنكلة ونصف فرانك، كما انخفض وزن فئات العملات نفسها بقرابة 50% وبدأ الاعتماد على الفضة لصناعتها بدلًا من الذهب. 

صورة لعملة معدنية تعود لعهد الملك فؤاد الأول

المصريون يودعون المليم والشلن

وفي العام 1967 توقفت مصر عن سك العملات من الفضة، وبدأت استخدام النحاس والنيكل والألومنيوم، وفي العام 1981 ألغت مصر رسميا فئة المليم والتعريفة وأصدرت الريال (20 قرشا) وعملة أخرى بفئة القرشين وفي التسعينيات أصدرت الربع الجنيه المثقوب للمرة الأولى وقررت إلغاء فئة القرشين رسميًا. 

أما الجنيه المعدني والنصف جنيه بصورتهما الحالية، فخرجا للنور في العام 2005، ولاحقًا اختفت فئة الشلن والبريزة من التعاملات اليومية تدريجيا ليصبح الربع جنيه هو أقل فئة (فكة) للتعامل، تزامنًا مع تراجع القدرة الشرائية للجنيه.

يشار إلى أن قيمة الجنيه خلال الفترة من عام 1899 إلى 1924، كانت تتراوح بين 7.5 جرام و6 جرامات ذهب، وبالعودة للعام 1914 كان الإسترليني الواحد يساوي حوالي 900 قرش، أي أقل من جنيه واحد أما الآن فيعادل قرابة 63.7 جنيه للاسترليني الواحد. 

وبالنسبة للدولار فخلال الفترة من 1945 إلى 1949، كان الجنيه الواحد يساوي نحو 4.2 دولار، ويعادل 3.7 جرام ذهب، وواصلت العملة المصرية مسيرة التراجع لاحقا لتصل في العام 1990 إلى مستوى 2.79 جنيه للدولار الواحد ثم إلى 5.4 جنيه للدولار في العام 2003، وصولا إلى مستوى 48.8 جنيه للدولار في الوقت الراهن بعد سلسلة من قرارات التعويم. 

صورة للشلن تعود للعام 1991


 

search