الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:59 ص

أغلبهم بأطراف مبتورة.. حرب غزة تخلّف 19 ألف طفل يتيم

أطفال صغار في دار أيتام بقطاع غزة

أطفال صغار في دار أيتام بقطاع غزة

خاطر عبادة

A A

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن الحرب في غزة تحرم الأطفال من آبائهم، وتحرم الآباء من أطفالهم، وتدمر الوحدة الأساسية للحياة في القطاع، كما تتسبّب في خلق أعداد هائلة من الأيتام في حالة من الفوضى التي لا تستطيع أي وكالة أو مجموعة إغاثة إحصاءها.

إبادة العائلات

وفي تقرير نشرته اليوم بعنوان "حرب غزة تنتج آلاف الأيتام"، أشارت الصحيفة إلى أن العائلة الكبرى تتدخل لرعاية الأيتام، بجانب موظفي المستشفى والمتطوعين لرعاية العديد من الأطفال الأيتام حديثًا في غزة، الذين يعاني بعضهم إصابات وصدمات نفسية ويظلون متأثرين بذكريات والديهم.

ويقول الطاقم الطبي إن الأطفال يُترَكون يتجولون وحدهم في ممرات المستشفى، فلا توجد أسرة على قيد الحياة، كما يأوي بعض المستشفيات أطفالًا خدج لم يأت أحد ليطالب بهم.

وفي خانيونس، أقيم مخيم يديره متطوعون لإيواء أكثر من ألف طفل فقدوا أحد الأبوين أو كليهما، بما في ذلك عائلة العقيلة. وهناك قسم مخصص للأطفال "الناجين الوحيدين في عائلاتهم"، وهم الأطفال الذين فقدوا أسرهم بالكامل، باستثناء أحد أشقائهم ربما، وهناك قائمة انتظار طويلة.

وقالت “نيويورك تايمز” إنه خلال القصف المتواصل وعمليات الإخلاء من خيمة إلى أخرى  ومن شقة إلى مستشفى إلى مأوى، لا يستطيع أحد أن يقول كم عدد الأطفال الذين فقدوا أثر والديهم، وكم عدد الذين فقدوهم إلى الأبد.

19 ألف طفل

وباستخدام أسلوب إحصائي مستمد من تحليل الحروب الأخرى، يقدر خبراء الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 19 ألف طفل يعيشون الآن منفصلين عن والديهم، سواء مع أقاربهم، أو مع مقدمي الرعاية الآخرين، أو بمفردهم.

ولكن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك، فالحروب الأخرى لم تشمل هذا القدر من القصف وهذا القدر من النزوح في مثل هذا المكان الصغير المزدحم، الذي يضم عددًا كبيرًا من السكان من الأطفال، كما يقول جوناثان كريكس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هذا العدوان حصد عشرات الآلاف من الناس، كثير منهم من الأطفال، وكثير منهم من الآباء، لافتة أنه في شهر أبريل الماضي، كانت 41% من الأسر التي استطلعت  آراءها في غزة ترعى أطفالاً ليسوا من أطفالها.

وقالت الدكتورة ديبورا هارينجتون، طبيبة التوليد البريطانية التي شهدت طفلين يولدان بهذه الطريقة في أثناء تطوعها في غزة في ديسمبر 2023، إن بعض الأطفال ولدوا أيتامًا بعد وفاة أمهاتهم الجريحات أثناء الولادة.

وفي أحيان كثيرة، ينفصل الأطفال عن آبائهم عندما تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلية والديهم، أو بعد غارة جوية، يهرع الأطفال إلى المستشفيات بمفردهم وسط الارتباك.

ويقول الأطباء إنهم عالجوا العديد من الأطفال الأيتام حديثًا، وكثير منهم من مبتوري الأطراف.

وقال الدكتور عرفان جالاريا، جراح التجميل من ولاية فرجينيا والذي تطوع في مستشفى غزة في فبراير: "لم يكن هناك أحد ليمسك بأيديهم، ولم يكن هناك أحد ليمنحهم الراحة" أثناء العمليات الجراحية المؤلمة.

ويحاول عمال الإغاثة تعقب الآباء والأمهات، إذا كانوا على قيد الحياة، أو أقاربهم، ومع ذلك، فإن الأنظمة الحكومية التي كان من الممكن أن تساعد انهارت والاتصالات متقطعة، وأوامر الإخلاء تفرق أشجار العائلة، وترسل الشظايا في كل الاتجاهات.

ويعاني بعض الأطفال الصغار من صدمة شديدة لدرجة أنهم يصابون بالخرس ولا يستطيعون إعطاء أسمائهم، مما يجعل البحث عنهم شبه مستحيل، وفقًا لجمعية قرى الأطفال SOS، وهي منظمة مساعدات تدير دارًا للأيتام في غزة.

search