الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:37 م

الملياردير مايك لينش.. عاش "بيل جيتس" ومات على طريقة "تيتانيك"

مايك لينش ويخت بايزيان المنكوب

مايك لينش ويخت بايزيان المنكوب

ولاء عدلان

A A

دعا الملياردير البريطاني مايك لينش، معارفه لنزهة بحرية على متن يخته الفاخر (بايزيان)، احتفالا بالانتصار على عملاقة التكنولوجيا الأمريكية (hp) في معركة قضائية تعود جذورها للعام 2011، لكن لينش لم يكن يتخيل أن تسطر هذه النزهة نهايته على طريقة تيتانيك. 

انتشل عمال الإنقاذ، جثة لينش، الساعات الماضية، بعد 4 أيام من عمليات البحث قبالة سواحل جزيرة صقلية عن حطام يخت (بايزيان) الذي تتجاوز قيمته 39 مليون دولار ومصمم بصورة تجعله عصيا على الغرق، وفق بيان للشركة التي قامت بصناعته، إلا أن الرياح غالبا ما تجري بما لا تشتهي السفن.  

بيل جيتس بريطانيا

قطب التكنولوجيا البريطانية ورائد الأعمال المغامر و"بيل جيتس بريطانيا"، جميعها ألقاب أطلقتها الصحافة البريطانية على رجل الأعمال الراحل مايك لينش 59 عاما الذي ولد في لندن لأسرة متوسطة؛ فوالده كان يعمل رجل إطفاء ووالدته ممرضة، لكن ذكاءه وقدرته العالية على التحليل الرياضي، ساهم بشكل كبير في دعمه دراسيًا، إذ فاز بمنح متعددة ودرس العلوم الطبيعية في جامعة كامبريدج وتخصص في الأنماط التكيفية، وحصل على درجة الدكتوراه فيها بإطروحة مصنفة ضمن الأكثر قراءة في مكتبة كامبريدج العريقة، إذ تناولت التقنيات التكيفية في معالجة النماذج الاتصالية.

مايك لينش، كان رائد أعمال من طراز رفيع، وتمكن من تأسيس أولى شركاته في نهاية الثمينيات من القرن الماضي ووقتها حصل على قرض بألفي إسترليني وكانت الشركة متخصصة في إنتاج معدات إلكترونية وصوتية، وفي العام 1991 أسس ثاني شركاته وكانت متخصصة في تقنيات التعرف على بصمات الأصابع إلكترونيا، وفي العام 1996 أسس شركته الأبرز وهي “أوتونومي” للبرمجيات. 

يخت مايك لينش المنكوب 

“أوتونومي” التي كانت تستخدم خوارزميات خاصة على براءة اختراع لبناء قواعد بيانات وتحليل ومعالجة آلاف البيانات، لم تستغرق وقتا طويلا لتصبح واحدة من أكبر 100 شركة في بريطانيا، وفي العام 2011 جرى بيعها لصالح (hp) في واحدة من أكبر صفقات قطاع التكنولوجيا عالميًا، إذ جاءت بقيمة 11 مليار دولار، وربح لينش وحده من هذه الصفقة قرابة 800 مليون دولار، وفي العام الماضي قدرت ثروته بأكثر من مليار دولار. 

وبعد بيع “أوتونومي” أسس لينش شركة Invoke Capital في 2012، وهي عبارة عن صندوق استثمار في قطاع التكنولوجيا، إذ تساعد في تأسيس الشركات العاملة بهذا القطاع وتقدم مشورات فنية ويندرج تحتها عدة شركات منها Darktrace، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني ومنصة التعلم الإلكتروني Luminance. 

وإلى جانب كونه رئيسا لمجلس إدارة شركاته وأخرها Invoke Capital، شغل لينش عدة مناصب مرموقة منها عضو مجلس إدارة إدارة كامبريدج إنتربرايز ومستشار في مجلس العلوم والتكنولوجيا البريطاني، وعضو بمجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية، ومعهد فرانسيس كريك.

مايك لينش بجوار شعار شركة Autonomy

معركة شرسة 

مايك لينش حارب طوال أكثر من 10 سنوات مضت بشراسة لتبرئة نفسه من تهم الاحتيال التي لاحقته على خلفية بيعه لشركة أوتونومي لـ(hp)، إذ اتهتمه الأخيرة في 2012 بالاحتيال لتضخيم حجم إيرادات ومبيعات شركته وتسهيل عملية بيعها، ورفعت ضده قضايا متعددة في لندن وتمكنت من الحصول على حكم مبدائي في العام 2022 سمح لاحقا في تسليم لينش للسلطات الأمريكية بتهمة التآمر. 

وأثناء جلسات محاكمته في الولايات المتحدة، دافع لينش عن نفسه وعن شركته، مؤكدا أنها كانت ناجحة للغاية وأن (hp) أفسدتها، وخلال يونيو الماضي انتصرت المحكمة لصالح لينش، وقررت تبرأته من جميع التهم ووقتها عبر عن رغبته في العودة سريعا إلى لندن، وللاحتفال بهذا النصر دعا لينش زوجته وابنتيه وأصدقائه لرحلة بحرية جنوب إيطاليا. 

لم يكن يتخيل عاشق سلسلة أفلام جميس بوند الذي يضع في مكتبه حوضا لأسماك "البرانا فيش" في محاكاة لأحد مشاهد أفلام بوند، ويطلق على غرف الاجتماعات بشركاته أسماء شخصيات تعود لهذه الأفلام، أن تكون نهايته سينمائية بامتياز، إذ فوجئ خلال الاحتفال ببراءته على متن (بايزيان) فجر الاثنين الماضي بعاصفة ابتلعته سريعا مع 5 من أصدقائه تأكدت وفاتهم حتى تاريخه، في مشهد أعاد للأذهان حادثة غرق سفينة تايتنيك الشهيرة.  

صورة لمايك لينش 
search