الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:34 ص

الذهب والدولار.. من يربح "معركة النفوذ" في أسواق المال؟

محمود كمال

A A

الذهب والدولار مرتبطان بعلاقة عكسية تمتد لعقود طويلة، فعندما يرتفع الذهب غالبًا ما ينخفض الدولار، والعكس صحيح، إذ أن هذه العلاقة متجذرة في التاريخ الاقتصادي العالمي وتتحكم فيها عدة عوامل.

يقول خبير أسواق المال أحمد معطي، إن الذهب يُعتبر ملاذا آمنا بالنسبة للمستثمرين، خصوصا وقت التوترات الجيوسياسية أو ما يمُكن أن يسمى بأوقات عدم اليقين الاقتصادي، وتلك الأوقات تؤدي إلى ضعف الدولار، وبالتالي يتجه المستثمرون إلى الذهب للحفاظ على قيمتهم الشرائية.

يضيف معطي لـ"تليجراف مصر"، أنه عندما يلجأ المستثمرون إلى الذهب، فإن هذا يزيد من الطلب على المعدن الأصفر، وبالتالي يرتفع سعره كطبيعة أي سلعة ترتفع سعرها بزيادة الطلب.

يتابع خبير أسواق المال، إن العكس من ذلك فعندما يكون الدولار قويًا تزداد ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي، فيتجه المستثمرون إلى الأصول المقومة بالدولار أو ما يسمى بالسندات الدولارية، ما يقلل الطلب على الذهب ويؤدي إلى انخفاض أسعاره.

لماذا عندما يرتفع الذهب ينخفض الدولار؟

أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه العلاقة العكسية هو تأثير السياسات النقدية التي تُدار من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فعندما يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، يؤدي ذلك إلى تعزيز قوة الدولار لأن الأصول المقومة بالدولار تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين. 

في المقابل، يميل سعر الذهب إلى الانخفاض لأنه لا يقدم عوائد مالية مباشرة مثل الفوائد البنكية أو السندات.

وارتفعت أسعار الذهب، عند التسوية أمس الجمعة بنحو 1% بعد تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، وذلك عندما أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي أشار فيها إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، خلال الأسبوع المنتهي إلى أدنى مستوياته منذ بداية العام الجاري، وذلك بعدما ألمح الفيدرالي إلى خفض الفائدة خلال سبتمبر المقبل.

فك الارتباط بين الذهب والدولار

تاريخ إلغاء الارتباط بين الذهب والدولار يمكن تتبعه إلى نظام بريتون وودز، الذي كان يحدد أسعار الصرف بين العملات الرئيسية والدولار الأمريكي على أساس الذهب.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس نظام بريتون وودز في مؤتمر دولي عُقد في نيو هامبشير، الولايات المتحدة، وكان هذا النظام، الدولار الأمريكي مرتبطًا بالذهب بسعر ثابت قدره 35 دولارًا للأوقية، وكان باقي العملات الرئيسية مرتبطة بالدولار الأمريكي.

اتفاقيات بريتون وودز

وبدأت الضغوط على نظام بريتون وودز تظهر تدريجياً بسبب العجز التجاري والمالي الأمريكي، وارتفاع التضخم، ونفقات الحرب في فيتنام.

وفي 15 أغسطس 1971، أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عن تعليق تحويل الدولار الأمريكي إلى ذهب، وهو ما يُعرف بـ “صدمة نيكسون"، وهذا القرار جاء نتيجة الضغط الكبير على احتياطيات الذهب الأمريكية.

وفي عام 1973، بدأ النظام النقدي العالمي في التحول إلى نظام أسعار الصرف العائمة، حيث أصبحت قيم العملات تحدد بناءً على السوق وليس على أساس الذهب.

وفي أوقات الأزمات، مثل الأزمة المالية العالمية في 2008 أو جائحة كورونا في 2020، شهدنا ارتفاعات قياسية في أسعار الذهب مع تراجع الدولار، نتيجة قلق المستثمرين من الأوضاع الاقتصادية العالمية.

search