الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:33 ص

مصر تسعى لاستعادة إنتاجها من الوقود.. ما الخطة؟

حقول الغاز

حقول الغاز

مصطفى العيسوي

A A

تعتزم مصر استعادة مستويات إنتاج النفط والغاز الطبيعي إلى معدلاتها الطبيعية اعتبارًا من العام المقبل 2025، من خلال تعاون وثيق مع شركاء دوليين، حسبما ذكر رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، لكن كيف يمكن تحقيق ذلك، وإلى أي مدى هو قابل للتحقيق؟

عودة الإنتاج

أكد رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، أن مدبولي لم يحدد مستويات الإنتاج الطبيعية كمًا، وهذا لا يعني مستويات محددة، معتبرًا ما قاله دون معنى محدد، لا سيما في ظل تراجع معدلات إنتاج الغاز الطبيعي خلال الفترة الحالية.

ووفقًا لتقارير رسمية، فإن إنتاج مصر من الغاز خلال 2023 تراجع بنحو 11.5% على أساس سنوي ليصل إلى 59.3 مليار متر مكعب مسجلًا أدنى مستوياته منذ عام 2016، انخفاضًا من قرابة 67 و66.2 و63.3 خلال أعوام 2022 و2021 و2020 على التوالي.

وفي المقابل، تراجعت صادرات مصر من الغاز خلال العام الماضي وحده بنحو 52% إلى 3.5 مليون طن بعد أن حققت أعلى مستوياتها في 10 سنوات خلال 2022 عند مستوى 7.3 مليون طن.

الأوضاع الحالية

وأوضح يوسف لـ"تليجراف مصر"، أنه في ضوء الأوضاع الحالية لا يمكن باي حال من الأحوال عودة إنتاج الغاز الطبيعي لمستوى إنتاج 6.6 مليار قدم مكعب يوميًا وتلك معدلات إنتاج الغاز الطبيعي في عامي 2020-2021.

ولجأت الحكومة خلال فصل الصيف الحالي إلى استيراد 26 شحنة غاز حتى الآن، ضمن مساعيها لتأمين إمدادات الوقود الضرورية لتشغيل محطات الكهرباء، خاصة بعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال بداية من يوم الأحد 21 يوليو الماضي، حتى سبتمبر المقبل.

اكتشافات جديدة

وأشار رئيس هيئة البترول، إلى أن العودة إلى المستويات الطبيعية تتطلب اكتشافات جديدة بمخزونات كبيرة أسوة بحقول ظهر أو شمال الإسكندرية أو غرب الدلتا أو نورس أو أتول مجتمعة، ولا توجد مؤشرات حاليًا على وجود أي اكتشافات جديدة بمخزونات كبيرة.

وجاءت مصر خلال 2021 في المركز الـ13 عالميًا والثاني على مستوى أفريقيا في إنتاج الغاز الطبيعي، بعد أن كانت في المركز الـ19 عالميًا في عام 2015، وتحوّلت إلى دولة مصدرة للغاز اعتبارًا من عام 2018 الذي شهد دخول حقل ظهر دائرة التشغيل التجاري، ووصل الحقل خلال السنوات الـ5 الماضية إلى ذروة إنتاجه عند 2.7 مليار قدم مكعب يوميا، الأمر الذي سمح لمصر بتحقيق فائض في الإنتاج وزيادة صادراتها من الغاز، لكن إنتاج حقل ظهر تراجع إلى قرابة 2 مليار قدم مكعب يوميًا خلال الفترة الأخيرة نتيجة لتشغيله بالحد الأقصى طوال السنوات الماضية.

وأضاف يوسف، أن المتوقع حدوثه خلال العام المقبل رجوع معدلات الإنتاج إلى مستوى 5 مليارات قدم مكعب يوميًا وهو المعدل الذي كان قبل الانخفاض الأخير الذي بلغ 4.8 مليار قدم معكب يوميًا.

تطوير الحقول

من جانبه، أكد خبير الطاقة، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، علي عبد النبي، أن الحكومة تستطيع العودة لمعدلات الإنتاج الغاز السابقة، عبر إعادة تطوير الحقول التي تم اكتشافها مسبقًا وفي مقدمتها حقل ظهر، إضافة إلى تعزيز التعاون مع شركاء دوليين للبحث عن آبار جديدة.

وأوضح عبد النبي، لـ"تليجراف مصر" أن هذه الإجراءات تتطلب توفر سيولة من النقد الأجنبي، والذي لم يكن متاحًا خلال العامين الماضية، إذ عانت مصر من أزمة اقتصادية نتيجة شح الدولار.

جهود الحكومة

وخلال أغسطس الجاري، شكل وزير البترول والثروة المعدنية، كريم بدوي، لجنة استشارية مهمتها الأساسية العمل على زيادة إنتاجية الحقول وإدارة الخزانات البترولية طبقًا لنهج علمي وعملي يحقق الاستدامة والكفاءة والحفاظ على التشغيل الآمن، لا سيما في ظل سعي وزارته لحفر 110 آبار استكشافية للغاز والزيت باستثمارات 1.2 مليار دولار خلال العام المالي الحالي 2024-2025.

كما وقعت هيئة البترول، اتفاقية مع شركتي "شل" و"بتروناس" الماليزية لضخ استثمارات إضافية في منطقة غرب الدلتا البحرية العميقة لتنفيذ المرحلة العاشرة لزيادة معدلات الإنتاج والاحتياطيات التي يمكن استخراجها من الغاز الطبيعي، وذلك بحجم اسثتثمارات يصل إلى 222 مليون دولار، والتزام بحفر 3 آبار لإنتاج الغاز الطبيعي لوضعها على خريطة الإنتاج بمعدل يتراوح بين 150و200 مليون قدم مكعبة قبل نهاية العام الحالي.

شملت الجهود الحكومية أيضًا توقيع اتفاقية مع شركة كايرون إنرجي يقضي بالتزام منطقة جيسوم وطويلة غرب بخليج السويس بين الهيئة وشركتي كايرون وكوفبيك لضخ استثمارات جديدة لاستمرار عمليات التنمية وزيادة معدلات الانتاج والتوسع في رقعة البحث والاستكشاف، باستثمارات قرابة 120 مليون دولار، والتزام بحفر 9 آبار منها 3 آبار استكشافية لزيادة أعمال الاستكشاف والتي ستسهم في زيادة الإنتاج من نحو 21 ألف برميل خام يوميًا إلى 26 ألف برميل خام يوميًا.

كما تسعى شركة أباتشي الأمريكية الرائدة في اكتشاف الآبار زيادة انتاجها في مصر خلال الفترة المقبلة، وذلك وفقًا لتصريحات جريج مكدانيال رئيس أباتشي مصر، أثناء اجتماعه مع وزير البترول، الأسبوع الماضي.

search