الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:14 م

السرطان التهم عينيه.. رابع الجمهورية إبراهيم ياسر من فرحة الأهل للوقوف على غسله

 الطالب إبراهيم ياسر الرابع على الجمهورية بالثانوية الأزهرية

الطالب إبراهيم ياسر الرابع على الجمهورية بالثانوية الأزهرية

داليا أشرف

A A

منذ أيام قليلة، تحديدًا شهر يوليو الماضي، احتفل شيخ الأزهر بتفوق الطالب إبراهيم ياسر، الذي على الرغم من ظروفه الصحية الصعبة وإصابته بمرض السرطان الذي أفقده عينيه، فإنه استطاع أن يسطر اسمه بين قائمة أوائل الثانوية الأزهرية بالمركز الرابع، ولكن انقلبت الحياة رأسًا على عقب، والبيت تخلله الحزن بعدما كانت الفرحة ترج جدرانه.

وفاة الطالب إبراهيم ياسر الرابع على الجمهورية 

بصوت قوي وصامد، أكد السيد ياسر، والد الطالب إبراهيم لـ"تليجراف مصر" وفاته منذ ساعتين فقط بعد صراع مع مرض السرطان، مشيرًا إلى أنه حاليًا يقف على غُسله.

الطالب إبراهيم ياسر

"ربنا يجعل تفوقه في ميزان حسناته".. عبارة خرجت من فم السيد ياسر معلنًا عن صبره واحتسابه لـ وفاة إبراهيم فلذة كبده، الذي لم يسعد بالتحاقه بالكلية وتوفي بعد أيام قليلة من إعلان الأزهر كونه الرابع على الجمهورية بالثانوية الأزهرية.

قصة الطالب إبراهيم ياسر

كان إبراهيم ياسر في حيرة من أمره، فقبل وفاته بأيام وبعد فرحته بتفوقه كان يرغب في الالتحاق بكلية لغات وترجمة، ولكن في وقت آخر كان يفكر أيضًا في كلية الدعوة الثانية، لكن قلبه كان يميل للدعوة الإسلامية أكثر.

الطالب إبراهيم ياسر

الورم الخبيث الذي لا يرحم، اختار “إحدى حبيبتي” الطالب إبراهيم ياسر (عينه) لينمو فيها وهو فقط في الثانية والنصف من عمره، وعلى الرغم من محاولة أسرته للتخلص منه من خلال العلاج الإشعاعي، لكن الورم انتقل إلى عينه الثانية، وانتهى الأمر بسلب عينيه الاثنتين.

قضى ياسر عمره كفيفا، ولكن لم يمنعه ذلك عن إبراز اسمه وسط الطلاب كأحد المتفوقين، فكان والده محبًا للأزهر الشريف، لذلك تعلم هو وإخوته الثلاثة بالأزهر، وعندما تحدث والده مع شيخ المعهد وافق على انضمامه بكل سرور".

الطالب إبراهيم ياسر

فقدان ابراهيم ياسر البصر

أثبت إبراهيم صموده وقدرته على تحدي حياته الصعبة حتى وهو كفيف، فكان الأول على معهده طوال 4 سنوات بالمرحلة الابتدائية، ولكن لا تسير الأمور دائمًا على النحو الذي رسمه إبراهيم، ففي إحدى المسابقات وهو مع مجموعة من أصدقائه تم استبعاده بعد أول جولة بسبب انعدام البصر.

لم يستلم إبراهيم أبدًا، ظل يصلي ويدعو الله أنه يكون متفوقًا ولا يصعب عليه أمر خلال دراسته حتى يحصل على أعلى المراتب، ويلتحق بالكلية التي لا طالما حلم بها، على الرغم من تأكيد معلم له في المرحلة الإعدادية أنه لن يصل إلى شيء ولن يحقق أي إنجاز بحياته.

حينما وصل إبراهيم للمرحلة الثانوية وتفوق في دراسته إلى أن أصبح ضمن أوائل عام 2024، رد على كل منتقديه طوال فترته الماضية، قائلًا: "توفيق ربنا هو اللي ساعدني في الوصول للنجاح وأهلي وزملائي..وأقول للدرس إني وصلت وأحارب مرض السرطان ولكن حصلت على المركز الرابع على الثانوية الأزهرية".

بعد معاناة مريرة قضاها إبراهيم مع مرض السرطان، فقد فيها البصر وسار في رحلته بين العلاج الكيماوي والمذاكرة، تفاقم وضعه الصحي خلال الساعات الأخيرة، وغيبه الموت اليوم الثلاثاء بعدما كان يستعد لعامه الدراسي الجديد.

search