الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:35 ص

40 يومًا بدون حكومة.. أزمة سياسية تعصف بفرنسا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

خاطر عبادة

A A

تكافح فرنسا من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد مرور نحو 8 أسابيع على الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز غير حاسم لليسار الفرنسي.

أزمة غير مسبوقة

وقالت مجلة الإيكونوميست البريطانية عما وصفته بالفشل في تشكيل ائتلاف حكومي بين أحزاب اليسار والوسط، إنه سيجعل مهمة رئيس الوزراء الجديد صعبة بشكل غير عادي.
 
وأشارت المجلة البريطانية إلى أنه في بلدان أوروبية أخرى، قد يكون هذا الأمر مألوفا من خلال عقد صفقات ائتلافية شاقة بين أحزاب سياسية متنافسة، لافتة إلى أنه في الفترة 2017-2018 استغرق الأمر في ألمانيا ما يقرب من 6 أشهر، بل وحتى فترة أطول في هولندا في وقت سابق من هذا العام.
ولكن بالنسبة لفرنسا، التي تعتز بالاستقرار منذ تأسيس جمهوريتها الخامسة منذ تأسيسها في عام 1958، فإن هذه الفجوة غير مسبوقة.

ويتزايد نفاد صبر الفرنسيين إزاء إحجام الرئيس إيمانويل ماكرون عن تسمية رئيس وزراء جديد في مواجهة غير مسبوقة مع أحزاب المعارضة، وفقا لتقرير لوكالة فرانس برس.
ولم يسبق في تاريخ الجمهورية الخامسة، التي بدأت بإصلاح دستوري في عام 1958، أن بقيت فرنسا لفترة طويلة دون حكومة دائمة، مما ترك الإدارة السابقة بقيادة رئيس الوزراء جابرييل أتال في منصبها كإدارة مؤقتة.

وبرز ائتلاف يساري من الانتخابات باعتباره القوة السياسية الأكبر ولكن دون أن يمتلك ما يكفي من المقاعد لتحقيق الأغلبية الإجمالية، في حين يشكل الفصيل الوسطي الذي ينتمي إليه ماكرون واليمين المتطرف المجموعتين الرئيسيتين الأخريين في الجمعية الوطنية.

ووسط غضب ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة، رفض ماكرون في الأسبوع الماضي، اختيارهم للخبير الاقتصادي والموظفة المدنية لوسي كاستيتس (37 عاما) لتصبح رئيسة للوزراء، بحجة أن الحكومة اليسارية ستشكل "تهديدا للاستقرار المؤسسي".

وأكد ماكرون خلال زيارة إلى صربيا يوم الخميس أنه يبذل "كل جهد ممكن" من أجل "التوصل إلى أفضل حل للبلاد".
وتتمثل مهمة ماكرون في العثور على رئيس وزراء يستطيع العمل معه، ولكن الأهم من ذلك أنه قادر على إيجاد الدعم الكافي في الجمعية الوطنية لتجنب الإطاحة به بسرعة من خلال اقتراح بحجب الثقة.

أبرز المرشحين لتولي الحكومة

وأشارت فرانس برس، إلى أنه يمكن أن يعود برنار كازنوف، (61 عاما)، القيادي السابق في الحزب الاشتراكي، إلى منصب رئيس الوزراء الذي شغله لمدة أقل من نصف عام في عهد فرانسوا هولاند من عام 2016 إلى عام 2017، وهو معروف بشكل أكبر بفترة ولايته الأطول وزيرا للداخلية في عهد هولاند، والتي شملت الهجمات الإسلامية المتطرفة على باريس في نوفمبر 2015.

ورغم ذلك، لا يحظى كازنوف بأي دعم كامل حتى من اليسار، حيث ينظر إليه البعض في الحزب الاشتراكي بعين الريبة لتركه الحزب عندما أبرم تحالفا في البداية مع حزب فرنسا المتمردة اليساري المتشدد؛ وهو الحزب الذي يرى بدوره أن رئيس الوزراء السابق وسطي للغاية.

وقد يكون من بين المرشحين الآخرين عمدة ضاحية سانت أوين الباريسية الاشتراكي كريم بوعمران (51 عاما)، الذي قال إنه سيفكر في قبول المنصب إذا طلب منه ذلك، ويحظى بوعمران بإعجاب واسع النطاق لسعيه إلى معالجة التفاوت وانعدام الأمن في المنطقة ذات الدخل المنخفض.

وقد تفاقم الجمود في بداية الألعاب الأولمبية ثم الألعاب البارالمبية، حيث أظهر ماكرون أنه ليس في عجلة من أمره لحل الوضع.

وقال جيروم جافري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم السياسية، لوكالة فرانس برس "نواجه أخطر أزمة سياسية في تاريخ الجمهورية الخامسة".

وأضاف أن فرنسا "بدون أغلبية وبدون حكومة منذ أربعين يوما"، يمثل أطول فترة من ما يسمى بالحكم المؤقت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.


وأثار تحرك ماكرون لمنع كاستيتس من تولي قيادة الحكومة غضبا فوريا من اليسار، حيث اتهمت رئيسة حزب الخضر مارين تونديلر الرئيس بسرقة نتيجة الانتخابات.

وقال مانويل بومبارد، المنسق الوطني لحزب فرنسا المتمردة اليساري المتشدد، إن القرار كان "انقلابا مناهضا للديمقراطية غير مقبول"، ودعا زعيم الحزب جان لوك ميلانشون إلى عزل ماكرون.

ويدعو بعض الزعماء اليساريين إلى مظاهرات شعبية في السابع من سبتمبر، على الرغم من أن هذه الخطوة أثارت قلق بعض الاشتراكيين وأدت إلى توترات داخل الحزب الوطني الاشتراكي.

وقال مجتبى رحمن، المدير الإداري لأوروبا في مجموعة أوراسيا الاستشارية، إن فرنسا "توجد في فراغ غير مسبوق، أو قواعد واضحة حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك".

ويعتبر يوم الأول من أكتوبر هو الموعد القانوني الذي يتعين على الحكومة بحلوله تقديم مشروع قانون الموازنة لعام 2025.

search