الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:10 م

الزوجة كلمة السر.. حيثيات الإعدام لـقاتل "منجد المعادي"

قضية منجد المعادي - صورة أرشيفية

قضية منجد المعادي - صورة أرشيفية

محمد العبساوى

A A

أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى التجمع الخامس، حيثيات حكمها بالإعدام شنقًا للمتهم بقتل “منجد المعادي”، بعد شكه فى وجود علاقة آثمة بينه وبين زوجته.

وقالت الحيثيات المودعة، برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، وعضوية المستشارين كامل سمير كامل وسامح العنتبلى وشريف السعيد، وأمانة سر وائل فراج ومحمود الرشيدى، إنه استقر فى يقين المحكمة وعقيدتها المستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة، أن المتهم شك في وجود علاقة آثمة بين المجني عليه وزوجته، نظرًا لاحتدام الخلافات الأسرية بينهما، فنصَّب من نفسه حكمًا عن جهل وجهالة فتولدت لديه فكرة قتل المجنى عليه خارقًا لشرع الله.

وجائت التحريات، أن المتهم انتقم من الضحية ظنًا منه أنه سبب خلافه مع زوجته.

منجد إفرنجى

أضافت أن المتهم فكَّر ودبر وبيت النية حتى اختمرت الفكرة وتدبيرها فى رأسه واشتد عوده وعقد العزم على تنفيذها، فأغواه شيطانه واتبع ظنه، حيث أعد لتحقيق جريمته محلاً لارتكابها باستئجاره شقة سكنية بمنطقة حدائق حلوان لإبعاده عن أعين أهليته وقطع صلتهم به، وأغواه شيطان مكره بأن اشترى هاتف جوال وتواصل به مع المجني عليه وادعى أنه يريد ترميم أثاث منزله، لكون المجنى عليه يعمل “منجد إفرنجي”، واستدرجه بتلك الحيلة الشيطانية لمقابلته بذات الشارع المتواجد به الشقة المستأجرة منه.

إزهاق روحه

ذكرت الحيثيات أن المتهم جهز مجموعة من الحقائب البلاستيكية وأعد سلاحًا أبيض، مطواة، ووضعها داخل الشقة، وفى اليوم المحدد توجه لذات الشارع وافتعل أنه تقابل معه مصادفة طالبًا منه الصعود بصحبته لاستضافته بالشقة المشار إليها، وعقب دخولهما من باب الشقة، وما إن ظفر به حتى بادر بأن كال له طعنة خسة وغدر استقرت برقبته هوى على إثرها أرضًا وسدد له عدة طعنات استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه، حتى فاضت روحه إلى بارئها.

 جثة المجنى عليه مقطعة

تابع، “استكمل الشيطان مكره وخسة عمله بأن أوعز له فى سبيل التخلص من جثمان المجنى عليه بفكرة تقطيعه إلى أجزاء وإلقائه فى أى من الأماكن المهجورة فقام بتجريده من ملابسه وفصل أطرافه ثم رأسه ثم باقى جسده وكأنما يقطع ذبيحة تضحية لشيطان ظله وقام بوضع قطعياته بالحقائب البلاستيكية والأجولة المعدة سلفًا لإتمام جريمته باستخدام ذات السلاح الأبيض، وباستخدام قطعة خشبية مثبتة عليها مسامير حديدية فى تكسير عظامه على نحو ما ثبت من تقرير الصفة التشريحية أن جثة المجنى عليه مقطعة إلى أجزاء منفصلة وموضوعة فى أكياس بلاستيكية”.

أسندت “الجنايات” أن التحريات السرية، التى دلت على ارتكاب المتهم للواقعة لوجود علاقة عاطفية وخطبة كانت تجمع بين المجنى عليه وزوجة المتهم قبل الزواج، ولشكه فى استمراريتها، فعقد العزم على التخلص منه، ففكّر وتدبر لجريمته، أقر بارتكابه الواقعة على نحو ما تقدم قاصدًا إزهاق روح المجنى عليه، وأرشد عن الشقة محل الواقعة، والذى تم ضبط فيها الهاتف الجوال والسلاح الأبيض والقطعة الخشبية المستخدمة فى ارتكاب الواقعة.

 جثة المجنى عليه

أرشد المتهم عن جثة المجنى عليه وعن الشقة مسرح الجريمة وعن السلاح الأبيض والقطعة الخشبية سالفة الوصف المستخدمة فى ارتكاب الجريمة والهاتف الجوال الذى تواصل به مع المجنى عليه، وهو ما عززته تحريات المباحث وشهادة مجربها التى تطمئن المحكمة إليها وتكاملت حلقات الاتهام بالأدلة الفنية، كما أن المحكمة لا تعول على ما أثاره الدفاع الحاضر مع المتهم من أوجه دفاع موضوعية أخرى، قوامها إثارة الشك فيما اطمأنت إليه المحكمة من أدلة الثبوت وبقصد مناقضة الصورة التى ارتسمت للواقعة فى ذهن المحكمة، ولا يسعها سوى إطراحها اطمئنانًا منها إلى أدلة الثبوت على الصراط المتقدم.

إزهاق روح المجنى عليه

أشارت الحيثيات إلى توافر نية القتل العمد لدى المتهم لما كان من المستقر أن جناية القتل العمد تتميز قانونًا عن غيرها من جرائم التعدى على النفس بعنصر خاص هو أن يقصد الجانى من ارتكاب الفعل الجنائى إزهاق روح المجنى عليه، وكان هذا العنصر ذا طابع خاص يختلف عن القصد العام الذى يتطلبه القانون فى سائر تلك الجرائم، وهو بطبيعته أمر يبطنه الجانى ويضمره فى نفسه لا يُدرك بالحس الظاهر، وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى، والأمارات والمظاهر الخارجية التى يأتيها الجانى تنم عما يضمره فى صدره، واستخلاص هذه النية موكول إلى قاضى الموضوع فى حدود سلطته التقديرية.

تابعت، “حيث إن المحكمة قد استقرَّ بعقيدتها من الصورة الصحيحة التى ارتسمت بوجدانها تحقق قصد القتل لدى المتهم، وأنه قد اتجهت إرادته ليس مجرد المساس بسلامة جسد المجنى عليه فحسب بل إلى إزهاق روحه أخذًا من أدلة قول”.

search