الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:29 ص

سوق العمل تتغير.. 10 وظائف مهددة بالزوال بسبب الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

حسن راشد

A A

مع تسارع وتيرة الابتكار في مجالات "الأتمتة" و"الرقمنة"، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) قوة محورية تُعيد تشكيل سوق العمل بشكل جذري.

وهذا التحول لا يقتصر على قطاع معين، بل يمتد ليشمل جميع القطاعات المهنية من المصانع إلى مجالس الإدارة، مهددًا وظائف أصحاب الياقات البيضاء والزرقاء على حد سواء.

تحديات غير مسبوقة

وتؤكد مستشارة الإدارة الاستراتيجية، جانان دومان، أن قطاعات مثل الإنتاج، والإعلام، والنقل، والصحة، والقانون، والتكنولوجيا تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب تبني الذكاء الاصطناعي.

وتشير دومان إلى أن السؤال لم يعد يتعلق بما إذا كانت الوظائف ستتغير أم لا، بل إلى أي درجة وبأي سرعة ستتغير؟ ما يعني أن القدرة على التكيُّف مع هذه التغييرات أصبحت ضرورية للبقاء في سوق العمل.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، تم استعراض قائمة من عشرة مهن مهددة بالزوال بسبب تطور الذكاء الاصطناعي. فيما يلي بعض التفاصيل عن تأثير الذكاء الاصطناعي على هذه المهن:

1. قطاع الإنتاج والتصنيع

يعتبر قطاع الإنتاج والتصنيع من أكثر القطاعات تأثرًا. تعتمد العديد من المصانع الآن على الأنظمة الآلية التي قللت بشكل كبير من الحاجة إلى العمالة اليدوية. استخدمت الأنظمة الذكية لأتمتة المهام المتكررة، ما أدى إلى تحسين الكفاءة والجودة وتقليل الأخطاء.

على سبيل المثال، استخدام الروبوتات في خطوط إنتاج السيارات أصبح شائعًا، حيث أصبحت هذه الروبوتات أكثر ذكاءً بفضل تكنولوجيا التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها ومراقبة الجودة المعززة، كما أدت هذه التكنولوجيا إلى تحسين إدارة سلسلة التوريد وزيادة الإنتاجية، ما قلل من الاعتماد على العمال البشريين.

2. أنظمة التفتيش

في المرتبة الثانية يأتي مفتشو الجودة، تحل أنظمة التفتيش المدعومة بالذكاء الاصطناعي محل المفتشين البشريين في العديد من الصناعات، هذه الأنظمة قادرة على اكتشاف العيوب والأنماط الشاذة بدقة عالية تفوق القدرات البشرية.

بحسب البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين دقة التفتيش بنسبة تصل إلى 30%، ما يقلل من فترات التوقف ويحسن جودة الإنتاج بشكل عام، ما أدى إلى تقليص الحاجة لمفتشي الجودة البشريين الذين كانوا يعتبرون جزءًا أساسيًا من عملية مراقبة الجودة.

3. المدققون اللغويون والعاملون في المونتاج

يشهد قطاع الإعلام والترفيه تحولًا كبيرًا بسبب الذكاء الاصطناعي، ما يضع المدققين اللغويين والعاملين في مونتاج الأفلام والمسلسلات في المرتبة الثالثة من حيث التأثر السلبي.

برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة قادرة الآن على مراجعة النصوص بدقة، واكتشاف الأخطاء اللغوية وتصحيحها مع تدخل بشري محدود. تعتمد هذه الأنظمة على تقنيات التعلم الآلي لتحليل النصوص، وتصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية، بالإضافة إلى تحسين الأسلوب الكتابي واقتراح تعديلات، نتيجة لذلك، تقل الحاجة إلى المدققين اللغويين التقليديين، ما يهدد وظائفهم بشكل كبير.

في مجال المونتاج، أصبحت أدوات التحرير المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساهم في أتمتة العديد من المهام المتكررة التي كانت تستهلك وقتًا كبيرًا، مثل مطابقة اللقطات، وضبط مستويات الصوت، وإضافة المؤثرات البصرية، ما يسمح للمحررين بالتركيز على الجوانب الإبداعية والمعقدة من عملهم.

4. قطاع سيارات الأجرة

تحتل مهنة سائقي سيارات الأجرة المرتبة الرابعة من حيث التهديد. نتيجة انتشار تطبيقات مشاركة الرحلات مثل "أوبر" و"ليفت"، وتطور المركبات ذاتية القيادة. تقدم هذه التطبيقات بدائل أكثر راحة وأقل تكلفة للركاب، ما يؤدي إلى تراجع الطلب على سيارات الأجرة التقليدية.

ومع تقدم التكنولوجيا وزيادة انتشار السيارات ذاتية القيادة، من المتوقع أن يقل الاعتماد على السائقين البشريين، ما يسهم في تقليل فرص العمل في هذا القطاع.

5. مساعدو المحامين

في المرتبة الخامسة يأتي قطاع العمل القانوني، خاصةً فيما يتعلق بمساعدي المحامين. أدى تطور أدوات البحث القانونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وبرمجيات أتمتة الوثائق إلى تقليص الحاجة إلى المساعدين التقليديين.

هذه التقنيات الحديثة يمكنها أداء العديد من المهام التي كان يقوم بها المساعدون، مثل إجراء البحوث القانونية، وإعداد مسودات العقود، وتجهيز الالتماسات القانونية. نتيجة لذلك، قد يتضاءل الطلب على خدمات المساعدين في المجالات التي يمكن أتمتتها بسهولة.

6. قطاع الرعاية الصحية

يعتبر قطاع الرعاية الصحية أحد المجالات التي يمكن أن تشهد تحولًا كبيرًا بسبب الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن يتأثر عمل الأطباء المتخصصين في تحليل الصور الطبية، مثل أطباء الأشعة بشكل خاص.

خوارزميات الذكاء الاصطناعي تتفوق أحيانًا على الأطباء في تشخيص حالات معينة مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة واعتلال الشبكية السكري، يرجع ذلك إلى قدرتها على تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي بدقة وسرعة كبيرتين، ما يقلل من احتمالية الأخطاء البشرية.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من الأدوات المساعدة في مجالات التشخيص، بما في ذلك المساعدين الصحيين الافتراضيين الذين يقدمون الدعم للمرضى، وأدوات المراقبة عن بُعد التي تستخدم الاستشعار الذكي لمتابعة حالة المرضى ونقل البيانات إلى الأطباء.

كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الصحية لتتبع الأنماط والتنبؤ بالأمراض قبل حدوثها، وإدارة المستشفيات لتحسين العمليات الإدارية وتقديم الرعاية بشكل أكثر فعالية.

7. تطوير المواقع الإلكترونية

يشهد مجال تطوير المواقع الإلكترونية تغيرات كبيرة بفضل الذكاء الاصطناعي، كان مطوروا المواقع الإلكترونية تقليديًا هم العمود الفقري لإنشاء المواقع، لكن أدوات إنشاء المواقع المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت تقدم بدائل قوية.

وبوجه عام، فإن هذه الأدوات قادرة على توليد الأكواد وتصميم المواقع تلقائيًا، بما يسمح للأشخاص غير المتخصصين بإنشاء مواقع ويب معقدة بسهولة.

ورغم أن الذكاء الاصطناعي يسهّل عملية إنشاء المواقع الأساسية ويقوم بمهام مثل إنشاء القوالب أو كتابة قطع الكود، فإن هناك جوانب من تطوير الويب لا تزال تتطلب التدخل البشري، خاصة في المهام التي تتطلب الإبداع وحل المشكلات المعقدة، كتصميم مواقع فريدة وجذابة بصريًا أو تطوير تطبيقات معقدة تتطلب تكاملًا خاصًا.

8. البائعون في المتاجر

وتُعد تجارة التجزئة من القطاعات الأخرى التي تتأثر بشكل ملحوظ بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أدى تطوُّر تقنية الدفع التلقائي والمدفوعات عبر الهاتف المحمول إلى تقليل الحاجة للبائعين والصرافين البشريين في المتاجر.

أنظمة الدفع الذكية والكاشيرات الآلية تقلل من التفاعل البشري، ما يجعل عملية الشراء أكثر كفاءة وسرعة، وتشير هذه التحولات إلى أن المتاجر التقليدية قد تحتاج لإعادة النظر في كيفية تعاملها مع العملاء وتقديم خدمات مضافة لجذب الزبائن.

ويمكن أن يكون لتبني التكنولوجيا المتقدمة تأثيرات سلبية على الوظائف التقليدية، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام فرص جديدة في مجالات الإدارة والتكنولوجيا وخدمة العملاء.

9. قطاع البنوك

وبالمثل، يتعرّض قطاع البنوك لتحولات كبيرة نتيجة للتقدم التكنولوجي في مجالات الخدمات المصرفية، فتطور نوافذ الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، وأجهزة الصراف الآلي، وتطبيقات البنوك عبر الهاتف المحمول أدى إلى تقليل الحاجة إلى موظفي النوافذ التقليديين.

وهذه الأدوات الرقمية تجعل الخدمات المصرفية أكثر سهولة للعملاء، ما يقلّل من الحاجة إلى الوجود الفعلي للموظفين في الفروع. كما أن الذكاء الاصطناعي قدّم عدة حلول مبتكرة في قطاع البنوك، فمن خلال إدارة المخاطر، يمكن للبنوك تقليل احتمالات الخسارة بشكل كبير عبر تحليل البيانات الكبيرة وتحديد الأنماط التي قد تشير إلى مخاطر مالية محتملة.

وتُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي أيضًا للكشف عن الأنشطة الاحتيالية من خلال تحليل السلوكيات غير المعتادة في الحسابات والمعاملات المالية، ما يساعد في الكشف المبكر عن الأنشطة الاحتيالية وحماية أموال العملاء.

10. قطاع السياحة والسفر

في المرتبة العاشرة والأخيرة، يأتي قطاع السياحة والسفر، حيث تواجه وكالات السفر التقليدية تحديات كبيرة بسبب التطورات في منصات الحجز عبر الإنترنت والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه التطبيقات والأنظمة للعملاء القدرة على البحث عن رحلات وفنادق وتجارب سياحية وحجزها بسهولة دون الحاجة إلى وسيط. تتيح هذه الأدوات الرقمية للعملاء إجراء حجوزات سريعة ومخصصة، بناءً على تفضيلاتهم السابقة وسلوكياتهم السياحية.

تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا على تقديم توصيات مخصصة للمستخدمين، ما يجعل تجربة السفر أكثر بساطة وسلاسة.

التكيف مع التغيرات التكنولوجية

ورغم أن العديد من المهن تواجه تحديات كبيرة بسبب الذكاء الاصطناعي، فإن زوالها ليس أمرًا حتميًا. وفقًا لدومان، قد تصبح بعض الوظائف قديمة، بينما سيتطور البعض الآخر ليتناسب مع التقدم التكنولوجي. مفتاح البقاء في سوق العمل يكمن في اكتساب مهارات جديدة، وتبني التطورات التكنولوجية، وتطوير الخصائص البشرية الفريدة مثل الإبداع، والتفكير النقدي، والقدرة على التفاعل الشخصي.

ويجب على العاملين في القطاعات المتأثرة بالذكاء الاصطناعي الاستعداد للتكيف مع التحولات الجديدة وتطوير مهاراتهم لتظل ذات صلة وذات قيمة في سوق العمل المستقبلية، ويمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة لأولئك الذين يختارون مواكبة التقدم وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي.

search