الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:32 ص

"عزلة وجحيم".. أفغانية تناشد العالم لإنقاذها من قهر "طالبان"

نساء أفغانستان

نساء أفغانستان

منى الصاوي

A A

في زوايا بيوتٍ كانت تضج بالحياة، تحولت جدران المنازل الأفغانية إلى قضبان سجنٍ خانق.
نساء أفغانستان، اللواتي طالما كافحن لأجل نيل حقوقهن، يجدن أنفسهن محاصرات في مساحاتهن الخاصة، بعد أن فرضت حركة "طالبان" الحاكمة قيودًا صارمة على حركتهن ومشاركتهن في الحياة العامة.
تحت وطأة هذه القيود، تتحول أحلام النساء وطموحاتهن إلى أصداء مكتومة، وتصبح الحرية المسلوبة شيئًا من الماضي.

حكم “طالبان”

ثلاثة أعوام مضت على حكم "طالبان"، وقد تبددت كل الوعود الزائفة التي أطلقتها الحركة بشأن احترام حقوق المرأة وحريتها، هكذا بدأت موني كركيت التي تتحدث لغة "البشتو"، حديثها لـ"تليجراف مصر".

جحيم لا يطاق

تقول موني: “شهدت أفغانستان تراجعًا كبيرًا في أوضاع المرأة، حيث أصبح قمع حقوقها تحت حكم طالبان هو الأقسى في العالم، فهناك سلسلة من المراسيم الدينية المتشددة والأحكام التعسفية بغية الحفاظ على المجتمع من الرذيلة، وإجراءات حوّلت حياة النساء إلى جحيم لا يطاق، وسلبتهن أبسط حقوقهن الإنسانية”.

جانب من محادثة “تليجراف مصر” مع الفتاة الأفغانية التي تتحدث “البشتو” حول الأوضاع في كابول

عزلة النساء

الفتاة الأفغانية ذات الـ21 عامًا، أضاف: “رغم ادعاءات (طالبان) بأنها تسعى إلى مكافحة الرذيلة وتعزيز الفضيلة منذ سيطرتها على الحكم في أفغانستان، فإن سياساتها أدت إلى نتائج عكسية، حيث زادت من عزلة النساء وتقييد حرياتهن الأساسية”.

سجن كبير

وتوضح: “سجن كبير تعيش فيه النساء تحت وطأة الحكم القمعي المهين للمرأة، أيعقل أن تغلق المنتزهات والحدائق بوجه النساء؟ فضلًا عن إغلاق التلفزيون الرسمي في ولاية قندهار، بسبب بثه صورًا وفيديوهات للبشر مع الحيوانات، الأمر الذي تعتبره الحركة المتشددة محرمًا شرعًا”.

وتشير إلى أنها كأي فتاة في جيلها تحلم بأن تعيش وسط أجواء آمنة، ويصدح صوتها بالغناء الذي جرّمته الحركة التي تكره مظاهر الحياة والبهجة.

نواجه التشدد بالغناء

بين عشية وضحاها، تفرض "طالبان" إجراءات أكثر تقييدًا للشعب الأفغاني عمومًا، إذ حظرت النساء من التحدث بصوت عالٍ في الأماكن العامة، وألزمتهن بتغطية وجوههن خارج المنازل، إلا أن هذا قوبل بالرفض من قبل المتمردات على حكم طالبان، واجتاحت الفيديوهات التي تغني فيها السيدات الأفغانيات مواقع التواصل الاجتماعي، على حد وصفها.

الحرية والانطلاق

تختتم موني حديثها قائلة: "أحلم باليوم الذي أترك فيه أفغانستان وأنطلق نحو بلاد أخرى تقدّس معاني الحرية، وترى المرأة مخلوقًا كالرجل لها حقوق وعليها واجبات، أحلم بالغناء والرقص والانطلاق.. أحلم بأن أكون فراشة ملوّنة فقد سئمت السواد المحيط بي من أفكار وألوان".

search