الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:34 م

الاستفزاز والغضب الشديد في جرائم القتل.. هل تعفي المتهم من العقوبة؟

القتل بعد الاستفزاز

القتل بعد الاستفزاز

محمد أبو الغيط

A A

تعتبر جرائم القتل العمد من الجرائم الكاملة التي تستلزم اتباع العديد من الإجراءات والقواعد القانونية الصارمة. 

ومن بين الحالات التي قد تثير تساؤلات قانونية هي جرائم القتل التي يرتكبها المتهم بعد تعرضه للاستفزاز أو العصبية. فهل يمكن أن يخفف هذا الاستفزاز العقوبة، أو يؤدي إلى حصول المتهم على البراءة؟

هذه التساؤلات طرحت بشكل واسع بعد تصريحات لبنى غانم، زوجة "سفاح التجمع" كريم سليم، خلال حوارها مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على فضائية "MBC مصر"، حيث كشفت عن تعرضها لاستفزاز وتهديدات بالقتل من والدة كريم سليم. 

هذا الأمر أثار تساؤلات حول العقوبة القانونية في حال قام شخص بقتل آخر نتيجة استفزاز أو تهديد بالقتل.

في هذا السياق، يوضح "تليجراف مصر" الرأي القانوني استنادًا إلى آراء خبراء القانون.

الغضب الشديد لا ينفي القصد الجنائي

ـوضح الخبير القانوني نبيل مدحت، أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق، أنه إذا ارتكب شخص جريمة القتل أو الضرب نتيجة شعوره بالغضب أو الانفعال بسبب استفزاز من المجني عليه، فإن الاستفزاز، مهما كانت شدته، لا يعد سببًا قانونيًا للحصول على البراءة. 

فالغضب الشديد لا ينفي القصد الجنائي، سواء كان القصد عامًا أو خاصًا،  بمعنى أن الشخص يظل مسؤولاً قانونيًا عن أفعاله حتى وإن كان في حالة غضب شديدة.

القصد الجنائي

وأضاف الخبير القانوني أن المتهم في جريمة القتل العمد لا يمكنه أن يدفع بانعدام القصد الجنائي أو نية إزهاق روح إنسان بناءً على حالة غير مزاجية. 

وبهذا، فإن الادعاء بأن المجني عليه استفز الجاني ليس سببًا كافيًا لإنكار القصد الجنائي أو الحصول على البراءة.

الإصرار والترصد

نبيل مدحت أوضح أيضًا أن إثبات أن المجني عليه قام باستفزاز الجاني يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار في تخفيف العقوبة، ولكن ليس كسبب للبراءة. 

فالاستفزاز يعتبر عاملًا مؤثرًا في انتفاء "الإصرار والترصد" في جريمة القتل، ويُعد سببًا لتخفيف العقوبة في بعض حالات النزاعات، ولكنه لا يعفي الجاني من المسؤولية الجنائية.

قانون العقوبات

ينص قانون العقوبات المصري في المادة 238 على أن الشخص الذي يتسبب عن طريق الخطأ في وفاة آخر نتيجة إهمال أو عدم مراعاة القوانين يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تتجاوز 200 جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

كما أن العقوبة قد تصل إلى الحبس لمدة تتراوح بين سنة وخمس سنوات وغرامة تتراوح بين 100 و500 جنيه في حال وقوع الجريمة نتيجة إهمال جسيم. 

وإذا تسببت الجريمة في وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص، فقد تصل العقوبة إلى الحبس لمدة تتراوح بين سنة وسبع سنوات. 

أما إذا توفرت ظروف إضافية مشددة، فإن العقوبة قد تصل إلى الحبس لمدة تتراوح بين سنة وعشر سنوات.

الجريمة والعقوبة

يُعاقب المتهم بالحبس لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سبع سنوات إذا نشأت الجريمة عن خطأ جسيم من قبل الجاني أثناء ممارسة عمله أو مهنته، أو إذا كان متعاطيًا مسكرات أو مخدرات وقت ارتكاب الجريمة.

search