الجمعة، 20 سبتمبر 2024

02:13 ص

استثمار الذكاء الاصطناعي.. هل تستحق صناديق "ETFs" المخاطرة؟

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

حسن راشد

A A

في ظل تسارع الاهتمام العالمي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح الاستثمار في هذا المجال يشكل محورًا هامًا لجذب رؤوس الأموال، إلا أن هذه الاستثمارات لم تكن دائمًا مربحة كما يتوقع البعض، فعلى الرغم من اختيار المستثمرين الصحيح لمجال الاستثمار، إلا أن النتائج لم تكن دائماً مشجعة.

هذا الواقع يعكس مدى التعقيد في الاستثمار عبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تركز على موضوعات معينة مثل الذكاء الاصطناعي، والذي يُعد من أكثر المجالات ديناميكية وسرعة في التغير.

تحديات صناديق الذكاء الاصطناعي

في مقاله المنشور في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أشار الكاتب جيمس ماكنتوش، إلى أن عام 2023 شهد ارتفاعًا كبيرًا في قيمة أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصة شركة "إنفيديا" التي حققت مكاسب ضخمة.

وعلى الرغم من هذا النمو، لم تتمكن جميع صناديق الاستثمار المتداولة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي من تحقيق العوائد المتوقعة، بل تعرضت 3 منها لخسائر كبيرة. ويرجع ماكنتوش، هذا التراجع إلى القرارات المتعلقة بتوزيع الاستثمارات داخل هذه الصناديق.

أحد العوامل المؤثرة في هذه الخسائر هو تقليل بعض الصناديق من نسبة استثماراتها في "إنفيديا" لصالح أسهم أخرى في نفس القطاع، فعلى سبيل المثال، صندوق "فيرست ترست إيه آي آند روبوتيكس" الذي تبلغ قيمته 457 مليون دولار، خصص فقط 0.8% من محفظته لأسهم "إنفيديا"، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بأسهم شركات أخرى مثل "بلاكبيري" المتخصصة في الأمن السيبراني. 

هذه الاستراتيجية كانت أحد أسباب الأداء الضعيف للصندوق مقارنةً بتلك التي ركزت استثماراتها بشكل أكبر على أسهم "إنفيديا".

AI Artificial Intelligence 3d rendering, Computer mother board chip with AI sign and glowing circuit background, Central Computer Processors CPU, AI machine learning concept.; Shutterstock ID 1726993618; purchase_order: aljazeera ; job: ; client: ; other:

استراتيجيات متنوعة 

بينما تواصل بعض صناديق الاستثمار تنويع محفظتها بشكل موسع، تفضل أخرى التركيز على أسهم معينة لتحقيق أقصى قدر من العوائد. هذا التباين في الاستراتيجيات الاستثمارية يظهر بشكل جلي في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد تحولاً سريعاً في قيم الأسهم وتوقعات السوق.

على سبيل المثال، صندوق "آي شيرز فيوتشر إيه آي آند تيك" التابع لشركة “بلاك روك”، أجرى تعديلات استراتيجية لزيادة تعرضه لشركة "إنفيديا"، في محاولة لاستغلال النجاح الكبير الذي حققته الشركة في هذا المجال، ومع ذلك، فإن نتائج هذه الاستراتيجيات يمكن أن تكون متباينة بشكل ملحوظ.

رئيس صناديق الاستثمار المواضيعية والنشطة في بلاك روك، جاي جاكوبس، يبرز أن الاعتماد على القيمة السوقية يمكن أن يكون أكثر فاعلية عندما يكون هناك عنصر "الفائز يأخذ كل شيء"، كما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يعني أن الاستثمارات التي تركز على القادة الرئيسيين في القطاع قد تؤدي إلى نتائج أفضل.

من ناحية أخرى، صناديق مثل "جلوبال إكس إيك" تتبنى استراتيجية أوسع،مما سمح لها بتحقيق أداء أفضل مقارنةً بالصناديق التي تركز على أسهم محددة.

دروس مستفادة للمستثمرين

تجربة صناديق الذكاء الاصطناعي في عام 2023 تقدم عدة دروس قيمة للمستثمرين، منها:

1. فهم مكونات الصندوق: من الضروري أن يفحص المستثمرون مكونات الصندوق واستراتيجيته قبل اتخاذ قرار الاستثمار، ولا ينبغي الاعتماد فقط على الاسم أو السمعة، بل يجب تحليل مكونات المحفظة وكيفية إدارتها.

2. أهمية التوقيت: الدخول في الوقت المناسب يمكن أن يكون العامل الحاسم بين النجاح والفشل، حيث تشير دراسة أجراها البروفيسور “إيتزاك بن ديفيد”، إلى أن صناديق الاستثمار المتخصصة قد تخسر حوالي 6% سنويًا في المتوسط خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها، ما يبرز أهمية التوقيت في هذه الاستثمارات.

3. الاستثمار على المدى الطويل: على الرغم من أن الاستثمار في المواضيع المحددة يٌروج له كاستراتيجية طويلة الأجل، إلا أن العديد من الصناديق تتعرض للإغلاق أو التغيير عندما يصبح الموضوع أقل جذبًا، لذا، يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين للالتزام بالاستثمار لفترات أطول.

28 June 2019 Bishkek, Kyrgyzstan: Nvidia logo. Mark of famous company of video cards. Inventor of the GPU.

تحديات إضافية

على الرغم من أن صناديق الاستثمار المواضيعية قد تبدو مغرية بسبب ارتباطها بمواضيع حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، فإن الاستثمار في هذه الصناديق يتطلب وعياً بالتحديات الإضافية التي قد تواجه المستثمرين.

“ماكنتوش” يسلط الضوء على بعض من أبرز التحديات التي قد تواجه المستثمرين في هذا المجال:

1. تعريف الموضوع بدقة: قد يكون تحديد موضوع الاستثمار بشكل صحيح معقداً. فعلى الرغم من أن "إنفيديا" ترتبط بالذكاء الاصطناعي، إلا أنها أيضاً جزء من صناديق استثمارية تتعلق بألعاب الفيديو والعملات الرقمية، وهذا التنوع في المجالات يجعل من الصعب اختيار الصندوق الذي يتناسب مع التوجه الاستثماري المرغوب.

2. التقلبات السوقية: السوق قد يعاقب الاستثمارات التي تعتمد على توزيع متساوي للأسهم، خاصة عندما يكون هناك أسهم معينة مثل "إنفيديا" تحقق أداءً ممتازاً وتستحوذ على نسبة كبيرة من السوق، ما يمكن أن يؤدي إلى تباين كبير في الأداء بين الصناديق المختلفة.

3. الرسوم والتكاليف: غالبًا ما تفرض صناديق الاستثمار المواضيعية رسومًا وتكاليف أعلى من تلك التي تفرضها الصناديق التقليدية، ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على العوائد النهائية للمستثمرين.

search