الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:05 ص

بعد اجتماع شيخ الأزهر ووزير الري.. حكم الإسراف في الماء

الإسراف في الماء - تعبيرية

الإسراف في الماء - تعبيرية

محمد سامي الكميلي

A A

اجتمع وزير الري والموارد المائية، هاني سويلم، مع شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، لمناقشة سُبل رفع الوعي لترشيد المياه والحفاظ عليها، ولأن الأوقاف لها دور أصيل ومحوري في الحملة القومية للمحافظة على المياه.

وأكد الطيب، على ضرورة رفع الوعي العام بالقضايا المجتمعية المعاصرة، مشيرا إلى أن هناك فجوة بين التشريعات الإسلامية المتعلقة بترشيد المياه وبين سلوك بعض المسلمين على أرض الواقع.

وعرّفت دار الإفتاء المصرية الإسراف في استعمال الماء، بأنه الإكثار من صبِّ الماء دون الحاجة، وفوق حدِّ الاعتدال؛ وقالت إنه “إسرافٌ منهيٌّ عنه شرعًا، بعموم النصوص الشرعية الواردة في النهي عن الإسراف بصفة عامة، والتي منها قوله عزَّ وجل: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]”.

وعرَّف العلامة ابن عابدين الإسراف بأنَّه: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي. ينظر: "حاشية ابن عابدين" (6/ 759، ط. دار الفكر)، بحسب الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.

وقد ورد النهي عن الإسراف في استعمال الماء في الوضوء، بصفة خاصة؛ من ذلك: ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" وابن ماجه في "سننه" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرَّ بسعدٍ وهو يتوضَّأ، فقال: "مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟!" قال: أفي الوضوء سرف؟! قال: “نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ”.

قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (1/ 157، ط. دار الكتب العلمية): [والحديث يدل على كراهية الإسراف في الماء للوضوء، وقد أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو على شاطئ النهر] اهـ.

فكلُّ هذه النصوص وغيرها تقرِّر فضيلة الاقتصاد في استخدام الماء، وتؤكِّد على النهي عن السَّرَف في استعماله ولو في أمر العبادة؛ كالوضوء والغسل.

وقال الإمام ابن قدامة في "المغني" (1/ 165، ط. مكتبة القاهرة): [ويكره الإسراف في الماء، والزيادة الكثيرة فيه] اهـ.

وتنصح دار الإفتاء المصرية بالمحافظة على نعمة الماء، وترشيد الاستهلاك في استخدامه ولو لأمر العبادة، كالوضوء والغُسْل؛ لما له من ضرورة حتمية في الحياة. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤل، والله سبحانه وتعالى أعلم.

search