الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:58 ص

المناظرة المرتقبة.. هاريس تتسلح بـ"الحنكة" ضد "لدغات ترامب"

دونالد ترامب وكامالا هاريس

دونالد ترامب وكامالا هاريس

حبيبة وائل   -  

A A

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى المناظرة المنتظرة بين نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، والرئيس السابق، دونالد ترامب، والتي تشكل “فرصة وحيدة” تجمع بينهما في مواجهة مباشرة، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

تعتبر هذه المناظرة “لحظة حاسمة” بالنسبة إلى المرشحة الديموقراطية هاريس، التي تسعى لتعزيز صورتها أمام الناخبين وإثبات جاهزيتها لتولي الرئاسة، في وقت يشهد السباق الرئاسي منافسة محتدمة، ضد رجل “هاجم شخصها أكثر من مرة”.

فرصة هاريس لإثبات جدارتها 

بالنسبة إلى هاريس، تعتبر هذه المناظرة التي ستُعقد في المركز الوطني للدستور بفيلادلفيا، بمثابة فرصة لتقديم نفسها كمرشحة قادرة على قيادة الولايات المتحدة، ومع بدء الحملة الانتخابية في الخريف، تسعى إلى إقناع الناخبين بأنها تمثل التغيير الذي يتطلع إليه الأمريكيون بعد سنوات من الانقسام السياسي. 

وفي تعليق لها خلال عطلة نهاية الأسبوع في بيتسبرغ، شددت على ضرورة "طي صفحة الانقسام وجمع البلاد معًا". 

ترامب يسعى لوقف تقدم هاريس 

من جهته، يهدف المرشح الجمهوري “ترامب” إلى عرقلة المكاسب التي حققتها هاريس منذ ترشحها للرئاسة، ففي ظل تراجعه أمام الرئيس الحالي جو بايدن في استطلاعات الرأي خلال العام الماضي، تمثل هذه المناظرة فرصة له لتوجيه انتقادات حادة إلى “نائب بايدن” وتحميلها مسؤولية التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. 

لم يتردد ترامب في شن هجمات شخصية على هاريس، مع التركيز على خلفيتها العرقية وعلاقتها السابقة بعمدة سان فرانسيسكو، ويلي براون، وفقًا لشبكة "سي إن إن".  

استعدادات مكثفة من الجانبين 

فيما يتعلق بالاستعدادات للمناظرة، اختارت هاريس البقاء في بيتسبرج والتدرب مع فريقها على جميع السيناريوهات المحتملة التي قد تواجهها أمام ترامب، وبالإضافة إلى دراسة مناظرات الرئيس السابق مع هيلاري كلينتون وجو بايدن، حرصت هاريس على الاستفادة من تجارب “الديموقراطيين” في تعاملهما مع أسلوب ترامب الهجومي. 

على الجانب الآخر، فضل ترامب اتباع نهج أقل رسمية في استعداداته، حيث اكتفى بالاجتماع مع كبار مستشاريه وعدد من الشخصيات السياسية البارزة مثل تولسي جابارد، التي سبق لها مواجهة هاريس في مناظرة خلال الانتخابات التمهيدية عام 2020. 

الولايات المتأرجحة 

تأتي هذه المناظرة في توقيت حرج قبل بدء التصويت المبكر في عدد من الولايات المتأرجحة، التي من المتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد نتيجة الانتخابات، وتُظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة في ولايات مثل بنسلفانيا وجورجيا، حيث لم يحقق أي من المرشحين تقدمًا واضحًا. وتُولي الحملتان أهمية خاصة لهذه الولايات، حيث إن فوز ترامب في بنسلفانيا وجورجيا قد يضمن له الفوز بالانتخابات حتى لو لم يحقق نجاحًا في الولايات الأخرى. 

التحديات المالية والتعريف بالمرشحة 

من ناحية أخرى، شهدت حملة “هاريس” زيادة كبيرة في جمع التبرعات، حيث أعلنت أنها جمعت 361 مليون دولار في أغسطس وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما جمعه “ترامب”، وعلى الرغم من هذه المكاسب المالية، لا تزال نائبة الرئيس تواجه تحديات في التعريف بنفسها للناخبين، إذ أظهرت استطلاعات رأي أن 28% من الناخبين المحتملين يرغبون في معرفة المزيد عنها، مقارنة بـ9% فقط بالنسبة لترامب. 

المناظرة.. لحظة الحسم 

من المقرر أن تستمر المناظرة التي يديرها مذيعا شبكة "ABC" لمدة 90 دقيقة، مع تطبيق قواعد صارمة حول استخدام الميكروفونات؛ ومع احتدام المنافسة بين المرشحين، يترقب الناخبون لمعرفة ما إذا كان "ترامب" سيواصل هجماته الشخصية ضد “هاريس” وكيف ستتعامل الأخيرة مع تلك التحديات. 

تستعد “هاريس” لمواجهة هذه التحديات بحنكة، مستعينة بخبرتها كمدعية عامة سابقة، في حين يسعى ترامب للظهور بمظهر أكثر تحفظًا، خاصة مع زيادة أهمية النبرة التي يستخدمها في التعامل مع هاريس كمرشحة قوية وامرأة قد تصبح الرئيسة القادمة للولايات المتحدة. 

search