الخميس، 19 سبتمبر 2024

11:44 ص

محافظ بورسعيد يحذر رواد المقاهي: "بلاش كوتشينة.. العبوا طاولة"

أوراق كوتشينة

أوراق كوتشينة

فاطمة نصر

A A

قاد محافظ بورسعيد، اللواء محب حبشي، حملة موسعة، فجر اليوم، في شارع الثلاثيني بحي العرب، لمواجهة ظاهرة الإشغالات المنتشرة بالشارع وممرات المواطنين، وحاور واستمع لكثير من المواطنين من بينهم رواد المقاهي.

حبشي حرص على تحية المواطنين الجالسين بأحد المقاهي في شارع الثلاثيني، قائلًا لهم: “سلام عليكم يا أغلى الناس”، وعندما وجد مجموعة من كبار السن يلعبون الورق (الكوتشينة) قال لهم: “أرجوكم بلاش كوتشينة، العبوا طاولة أو شطرنج، إنما الكوتشينة بلاش، لأنها ممنوعة قانونًا”.

أصول الكوتشينة

من الصعب تعقب تاريخ الكوتشينة ومعرفة أصولها، لسهولة ضياع أوراقها، لكن يُعتقد أن بدايتها ترجع إلى الصين والهند، ومن المعروف أنها انتشرت في الصين قبل أكثر من ألف عام، في عهد أسرة تانغ تحديدًا في القرن الـ10، كما ذُكِرت هذه اللعبة في روايات الأدب الصيني في تلك الحقبة الزمنية ذاتها، لكن من دون التطرق إلى طريقة اللعب أو أشكال الورق.

وهناك روايات تنسب أوراق اللعب إلى زوجة مهراجا في الهند، يُقال إنها اخترعتها لإلهاء زوجها عن عادته السيئة في "نتف شعر ذقنه". 

الكوتشينة في مصر

تعرف لعبة الورق في مصر بـ"الكوتشينة"، وهي مأخوذة من كلمة Cartoncini الإيطالية وتعني لعبة البطاقات.

وتم اكتشاف مجموعة من أوراق اللعب مؤرخة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في أواخر عهد الفاطميين، ويُعتقد أنها انتقلت إلى مصر عن طريق تجارة الحرير بين الصين والشرق الوسط، ويعود تاريخ إحدى هذه البطاقات إلى عهد المماليك التي يرجع تاريخها إلى القرن الـ15،  ومن المحتمل أنها كانت مملوكة لرجل ثري.

بقايا أوراق كوتشينة من القرن الـ13 و الـ16 في مصر 

وعلى عكس نظيراتها الغربية، لا تحتوي بطاقات البلاط المملوكي على صور رمزية، بل يتم التعرف عليها من خلال مجموعة من الرموز والنقوش الشبيهة بالملصقات، وفقًا لما ذكره موقع “ناشونال جيوجرافيك”، وقد يرجع ذلك إلى منع الدين الإسلامي في تلك الحقبة رسم أو تصوير الأشخاص.

المقاهي في مصر 

وعرفت مصر المقاهي في أواخر عصر المماليك مع دخول “البُن” إلى البلاد، وقد أحصى العالم المؤرخ علي باشا مبارك في خططه ما يقرب من 1027 مقهى في القاهرة عام 1880، وكان من النادر خلو المقاهي من الفنون السائدة وقتئذ ومنها السير الشعبية المصحوبة بألحان الربابة وفنون الأدب والشعر التي كانت تُقدَّم بأسلوب سلسل وراقٍ، بالإضافة للمقاهي ذات الطابع الغربي التي انتشرت فيها الشيشة والألعاب الشعبية مثل طاولة الزهر والكوتشينة، وفقًا لما ذكره كتاب “مقاهي القاهرة” لعبد المنعم شميس.

قوانين لعب الأوراق في مصر

وحدّد قانون العقوبات المصري رقم 73 لسنة 1957 أحكام ألعاب القمار، حيث نصت المادة 352 من القانون على أن: كل من أعد مكانًا لألعاب القمار يُعاقب بالحبس وبغرامة لا تتجاوز ألف جنيه، وتُضبط جميع النقود والأمتعة في المحل المذكور فيها الألعاب ويُحكم بمصادرتها.

فيما نصت المادة 353 من الفصل الخاص بأحكام ألعاب القمار واليانصيب بقانون العقوبات رقم 73 لسنة 1957 على أنه: "يُعاقب بهذه العقوبات أيضا كل من وضع للبيع شيئًا في النمرة المعروفة باللوتيري دون إذن الحكومة، ويتم مصادرة جميع النقود والأمتعة الموضوعة في النمرة لجانب الحكومة". ويقصد بهذه العقوبات "الحبس وغرامة لا تجاوز ألف جنية".

أما القانون رقم 1 لسنة 1973 في شأن المنشأت الفندقية والسياحية، فقد استثنى حالة واحدة من عقوبة لعب القمار، حيث نص في مادته رقم 3 على إنه لا يجوز مزاولة ألعاب القمار في المنشآت الفندقية والسياحية إلا لغير المصريين وبقرار من وزير السياحة.

ويتضمن القرار المنشآت الفندقية والسياحية التي يجوز لغير المصريين مزاولة ألعاب القمار فيها وشروطها، على أن يقتصر دخول الأماكن التي تزاول فيها تلك الألعاب على غير المصريين وأن يكون التعامل فيها بالعملات الأجنبية التي يصدر بتحديدها قرار من وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية.

search