الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:58 ص

"سيبني أستر بنتي".. فساتين زفاف في القمامة ولكنها محرمة

فساتين زفاف في صندوق القمامة

فساتين زفاف في صندوق القمامة

آلاء مباشر

A A

“حرام عليك سيبني أستر بنتي”، في زحام مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، التي تجمع بين الأجواء الريفية البسيطة والحضر الثقافي، يظهر محل فساتين زفاف كبير في منطقة القومية.

تظهر كومة من الفساتين المهترئة التالفة مُلقاة بصندوق قمامة على الناحية المقابلة لمحل يؤجر فساتين الزفاف في مدينة الزقازيق، كان قرر التخلص منها. 

فساتين زفاف بين صناديق القمامة

تقف بجانب صندوق القمامة سيدة ستينية منحية الظهر ترتدي جلبابا أسود، مالت على الصندوق من أجل أن تلتقط واحدا من تلك الفساتين.

بمجرد أن وقع نظر السيدة العجوز “نعمة السيد”، على الفساتين الموجودة في صندوق القمامة، أسرعت وهي تتكئ على قدمها المكسور، وتحاول أن تجمعهم لتختار من بينهم ابنتها “نرمين” المقبلة على الزواج، وتبيع الباقي كخردة حتى تتمكن من تجهيز فلذة كبدها.

صرخة أم مكلومة

“جوازة بنتي هتبوظ.. ارحمني”، بدموع منهمرة وصوت متقطع يملأه الحزن والبكاء المخنوق، توسلت السيدة العجوز لصاحب المحل، الذي حينما وجدها تجمع شتات الفساتين الهالكة، أقبل عليها وعنفها ومنعها من أخذهم، معقبًا: “دنا أولع فيهم ومش أدهملك”.

تمحور المارة حولهما ليفضوا العركة التي دارت بينهما، لينتهي الأمر بعدم حصول العجوز على فستان زفاف لبنتها، وعودة صاحب المحل إلى مكانه دون استرداد الفساتين التالفة الملقاة في الشارع.

“يا فرحة ما تمت”

“مكنتش عاوزة منه فلوس عاوزة أفرح ببنتي بس”، بهذه الكلمات روت السيدة نعمة لـ"تليجراف مصر"، تفاصيل أزمتها، إذ أنها أم لـ 5 فتيات وتعمل في التنظيف بالمحال والمنازل، لكسب قوت يومها، حتى تتمكن من سد احتياجات منزلها، بعدما توفي زوجها تاركًا لها الديون.

وتابعت أنها اعتبرت هذه الفساتين الملقاة في صندوق القمامة بمثابة طوق نجاة لها، حتى تتمكن من إتمام زواج ابنتها، التي طالت خطبتها مدة 4 سنوات، وكانت ستنتقي أفضلهم لابنتها وتبيع الآخرين.

وعلى الناحية الأخرى عقب صاحب المحل، حول منعه للسيدة العجوز من أخذ الفساتين المتهالكة: "الست دي اشتغلت معايا شهرين وأنا شاكك إنها سرقتني.. ومشيتها من المكان.. عشان كده لما شوفتها دمي فار ومستحيل 
أساعدها".

search