الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:36 ص

103 أعوام ومحى أميته.. صابر بباوي "في الكتّاب بعد ما شاب"

صابر ببلاوي

صابر ببلاوي

محمد سامي الكميلي   -  

A A

اشتكى “صابر بباوي” شيخوخته وأعراضها خصوصا ضعف السمع منها، مع وحدة فرضت عليه بانشغال أبناء رابعهم ترتيبا 60 عاما، في أمورهم الحياتية وشعوره بأنه حمل عليهم، خصوصا مع مجموعة كبيرة من الأدوية بمواعيد ثابتة، ورغبة في قراءة الإنجيل، ما دفعه إلى تحقيق ما وصف بالمستحيل.

المشهد أمام فصل محو أمية تابع لبرنامج “تكافل وكرامة”، رجل يدخل محمولا على كرسي ويحرك أطرافه بثقل، مع نظرات استغراب تحولت إلى دهشة عندما سئل عن الاسم والسن، وأجاب “أنا صابر بباوي، 103 سنين، من الإسكندرية”.

"جرجس" هو الابن الرابع في ترتيب “أبناء بباوي”، وقف إلى جوار والده في لحظة كانت خيالية عندما سمع اقتراح محو  أمية أبيه لأول مرة من صديقه، قبل أن يدخل “التاريخ”، ويحصل على شهادتها، في هدف تحقق أبعد ما يكون عن “اللقطة الاستعراضية”، وبعد معاناة عاشها رجل معمّر خلال سنواته الأخيرة.

يقول جرجس -61 عاما- لـ“تليجراف مصر”، إن عنوان قصة والده وضعه صديقه “محمد رشاد” الموظف بالشؤون الاجتماعية في الإسكندرية، عندما حكى له وضعه مع لوم نفسه على غيابه عنه ساعات، فاقترح عليه أن يُعلمه القراءة والكتابة، مضيفا أنه وقتها سخر منه بقوله "إزاي!.. هو بعد ما شاب ودوه الكتاب!”.

الموظف أقنع “جرجس” بأن يدخل والده تحت مظلة محو الأمية بمبادرة وزارة التضامن الاجتماعي “لا أمية مع تكافل”، بعدما شرح له أنه سيوفر له مُعلمين في المنزل وبلا أي تكلفة مادية، وبدها أعرض الأمر على الوالد “صابر ببلاوي”، الذي ضحك ساخرا قبل أن يوافق على الفكرة.

ثلاثة أشهر كانت كافية لإعلان محو أمية صابر بباوي، مع استجابته الجيدة، وفرت بعدها إدارة الشؤون الاجتماعية سيارة مخصصة لنقله حيث المدرسة التي يمتحن فيها، ودخل الامتحان الذي كان عبارة عن كتابة اسمه وقراءة بعض الكلمات وعد الأرقام والقيم وبعض الحسابات البسيطة. 

صابر بباوي مستفيد من برنامج الدعم النقدي “كرامة”، وهو أب لـ7 أبناء، 4 ذكور و3 إناث جميعهن أرامل حاليًا، منهن واحدة مريضة بالسرطان، وهو جد لـ55 حفيدًا، ويراعيه ابن على المعاش.

“المعمّر” قال إن أهم دوافعه للتعليم أن يقرأ نشرات جرعات الدواء ويتمكن من الحصول عليها في مواعيدها حال تأخير أحد أبنائه عنه، فضلا عن قراءة الكتاب المقدس.

search