الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

11:33 م

"سفينة آر في فليب".. مختبر بحري عملاق يتحدى الجاذبية

سفينة "آر في فليب"

سفينة "آر في فليب"

منى الصاوي

A A

في عالم البحوث البحرية، تبرز سفينة "آر في فليب" كواحدة من أغرب السفن على الإطلاق، بفضل قدرتها الفريدة على التحول من وضع أفقي إلى وضع رأسي في قلب المحيط. 

يبلغ طول السفينة 355 قدمًا، ومملوكة لمكتب الولايات المتحدة للبحوث البحرية، وتُعد الخيار الأمثل للعلماء الذين يسعون لاكتشاف أسرار الأعماق.

تصميم آر في فليب

تم تصميم RV Flip في عام 1962 من قبل الدكتورين فريد فيشر وفريد سبيس. 

تتميز هذه السفينة بقدرتها الفريدة على التحول إلى الوضع الرأسي بزاوية 90 درجة، مما يؤدي إلى ارتفاع مقدمتها 17 مترًا فوق سطح الماء، بينما يبقى الجزء الأكبر منها، بطول 91 مترًا، مغمورًا تحت الماء، ما يمنحها ثباتًا استثنائيًا وقدرة عالية على مقاومة الأمواج.

صممت السفينة RV Flip بحيث يمكنها التحول بين وضعين مختلفين، في الوضع الأفقي، يتم ملء الخزانات بالهواء، مما يجعلها تطفو على سطح الماء كعوامة، أما في الوضع العمودي، يتم ملء الخزانات بمياه البحر، مما يؤدي إلى غوص الجزء الأكبر من السفينة، حوالي 300 قدم، بينما يبقى الجزء الأخف منها طافيًا على السطح.

تصميم فريد

صُممت المفروشات داخل السفينة بطريقة مبتكرة لتناسب كلا الوضعين، بالإضافة إلى أن معظم الأشياء المستخدمة داخل السفينة قابلة للدوران، حتى طاولات الطعام وغرف الاستحمام صُممت بنسختين في وضعين مختلفين لتتناسب مع وضع السفينة سواء كانت أفقية أو رأسية.

دراسات علمية

تعد RV Flip منصة بحثية بحرية متعددة الاستخدامات، حيث تساهم في مجموعة متنوعة من الدراسات العلمية في المحيطات، بما في ذلك:

دراسة تيارات المحيط

يساعد تصميمها الفريد على فهم ديناميكيات المحيط بشكل أفضل.

التحليل الجيولوجي والبيئي

توفر ثباتها الاستثنائي في الوضع الرأسي بيئة مثالية لجمع البيانات الدقيقة.

وبفضل قدرتها على التحول إلى الوضع الرأسي، يمكن للعلماء استخدام تقنيات متقدمة مثل الغواصات الصغيرة لاستكشاف الأعماق البحرية وجمع البيانات بدقة وكفاءة عالية، مما يساهم في توسيع فهمنا للمحيطات وتعزيز جهود الحفاظ عليها.

لا تمتلك RV Flip محركات دفع تقليدية، حيث أن ذلك قد يؤثر سلبًا على دراسة الإشارات الصوتية تحت الماء، والتي تعتبر الهدف الأساسي من تصميمها، لذلك، يتم سحبها بواسطة سفينة أخرى إلى المياه المفتوحة. 

عملية التحول

تستغرق عملية تحولها من الوضع الأفقي إلى الرأسي حوالي 28 دقيقة، حيث يتم ضخ مياه البحر في خزانات ضخمة في مؤخرتها، مما يساعد في غمر الجزء الأكبر منها تحت الماء.

search