الأحد، 24 نوفمبر 2024

12:11 ص

مريم جاد
A A

مرحبا بك في المنتصف المميت.. "معادلة فاي والنصيب"

رغم لسعته ودور البرد الشديد اللي بيجي فيه، رغم الرومانسية اللي فيه مع الذكريات الحزينه اللي بتتملّك منا مع كوباية القهوة، رغم هدوئه وساعات كتيرة أوى العواصف بتاعته، إلا إن الناس كلها بتحبه وتتفق عليه.. الشتاء، أنتوا فهمتوا إيه؟!، الحب!.. آه ما هو كمان شبه الشتاء.

الحب زيّ الشتاء بالظبط في حياتنا لما بيجي بيجيب معاه راحة وهدوء ودفا بالليل، رقص تحت المطرة، عزلة، أمان بيجي ومعاه حاجات كتير أوى حلوة بس بردوا بيجيب معاه حاجات وحشة!

ساعات كتير يقولك سبحان الله دول كانوا لسه بيحبوا بعض إزاي بعدوا؟، لكن فايتهم حاجة إن الحب زي الشتا، بيقلب في ثانية، من هدوء لعاصفة وسيول، خيوط من الدموع والأسئلة، من رومانسية وضحكة مع كوباية القهوة لذكريات ووجع مع نفس كوباية القهوة.

محدش بيختلف على أنه عايز يحب، وكتير يقول الباب اتقفل ضبة ومفتاح، خلاص يجي في يوم وليلة من نظرة عين يتفتح يبقي عامل زي مطر أغسطس حاجة مبتحصلش كتير في العمر بس لما بتحصل بتخطف وبتتمنى تفضل مخطوف العمر كله.

بتحلم وأنت خايف وتقاوح وتكمل وتقول هعيش وأفرح وأفضل مخطوف وأنت بردوا خايف وتنسى حاجة مهمة جداا إن الخوف بياكل من عمرك وأحلامك، بس ساعات بيبقي إشارة لازم تفهمها عشان تلحق وترجع، وكتير مننا بيتجاهل الإشارات عشان يمشي أسرع في الطريق بس بعدها بياخد مخالفة!.

مش كل الناس بتحب الشتاء لأن في ناس بتتعب فيه جدا، و مش كل الناس بتوصل لحبها، في ناس كتير بتتساب في نص الطريق بوجع وأسئلة كتير بتتساب وهي مش عايزه غير إجابة لسؤال وحيد ملوش إجابات.. ليه؟!

مليون ليه بتتقال في الثانية جوا القلب والعقل.. ليه اتسابت في نص الطريق؟، ليه حد يضحي بحبه ويسيبه؟، ليه مشي؟، ليه مبقاش أنا؟، ليه أروح بحب الدنيا كله أرجع بخفي حنين؟ ليه مستاهلش شوية تعب؟ مليون سؤال ومفيش إجابة بتريح لأن الوحيد اللي يقدر يجاوب مشي!

القدر بيلعب لعبته، يخليك تقع في الطريق ومتختارش تحب ويخليك بتغرق مش بيسيبك تختار تقرب ولا تبعد! بيخليك تدي روحك للي قدامك ولو قالك ارميها في البحر ترميها، وتقول لو روحي معاك خدها وقليل عليك!

النصيب كمان ليه لعبة غريبة أوووى بنسميها “فرق التوقيت”.. متلازمة الحاجة الصح في الوقت الغلط. تبقي ماشي بتخبّط وتقع مليون وقعة لغاية ما تقول خلاص كفاية وفجأة يقع في طريقك حد متتخيلوش، كل الظروف تقول عليه لا، والدنيا تقول لا، بس أنت متختارش وتحبه ويحبك وتقرر إنك تتنازل عن كل حاجة حتى حياتك عشانه.

تقف قدامك الدنيا عشانه، وتوافق تديله قلبك وروحك وتبقي عارف إن المعادلة مش بتاعتك بس أنت حبيت.. فتقول يمكن أنجح وأحل معادلة إجابتها "فاي"، بتخسر المعادلة بس بتختار تستنى يمكن النصيب يغيّر لعبته وتنجح فيها لأنك بتكتشف إن لأول مرة في حياتك أنت حبيت بجد!.. فمرحباً بك في عالم المنتصف المميت عالم الموتى الأحياء على أعتاب الانتظار بسؤال وحيد مهما الوقت يطول بتسأله: فيها إيه لو كنا كملنا؟!

search