الجمعة، 20 سبتمبر 2024

08:47 ص

في قلب الهيمالايا.. أسرار أخطر مطار في العالم

مطار "بارو" الدولي

مطار "بارو" الدولي

منى الصاوي

A A

في قلب جبال الهيمالايا الشاهقة، وعلى متن طائرة إيرباص A319، يترقب تمثال بوذا صغير بقلق، بينما يقوم الطيار بمناورة أخيرة جريئة للهبوط على مدرج مطار بارو الضيق.
يهتز الركاب في مقاعدهم، يطلقون الصيحات والتصفيق مع لمس العجلات أرض المدرج بسلام.

مطار بارو الدولي

هذا ليس مشهدًا من فيلم هوليوودي، بل هو يوم عمل عادي في مطار بارو الدولي، الذي يحمل لقب "أصعب مطار في العالم" بجدارة، هنا، يواجه الطيارون تحديًا يوميًا في التغلب على التضاريس الجبلية الوعرة والظروف الجوية المتقلبة، ليقدموا لركابهم تجربة هبوط لا تُنسى في قلب بوتان الساحرة، بحسب تقرير نشره موقع CNN.

تتطلب المناورة على مدرج المطار القصير، المحصور بين قمتين شاهقتين يبلغ ارتفاعهما أكثر من 5 آلاف متر، مزيجًا فريدًا من المعرفة الفنية والهدوء المطلق، حيث يلتقي الإيمان بالمهارة، يجد تمثال بوذا الصغير نفسه شاهدًا على براعة الطيارين الذين يتحدون الجبال الشاهقة يوميًا.

وأضاف المطار وموقعه الصعب لمسة من الغموض حول السفر إلى بوتان، تلك المملكة الساحرة التي تحتضنها جبال الهيمالايا، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة، فالهبوط في مطار بارو ليس مجرد رحلة جوية، بل هو تجربة مثيرة تفتح الباب أمام اكتشاف أسرار هذه الدولة الجبلية الفريدة.

مطار "بارو" الدولي

طائرات عملاقة

تفرض الظروف الفريدة للطيران من وإلى مطار بارو قيودًا على حجم الطائرات، حيث لا يمكن للطائرات العملاقة الهبوط على مدرجه القصير، ولكن بالنسبة لعشاق الطيران، هذا القيد هو جزء من جاذبية زيارة المملكة البوتانية.

يؤكد الطيار تشيمي دورجي، الذي قضى 25 عامًا في خدمة "طيران دروك"، شركة الطيران الوطنية في بوتان، أن المطار "صعب، ولكنه ليس خطيرًا". 

ويضيف: "أنه يختبر مهارة الطيار، لكنه ليس خطرًا، لأنني لم أكن لأطير لو كان كذلك".

تجعل العوامل الجغرافية الفريدة مطار بارو، ومعظم بوتان، تحفة بصرية مذهلة، ويصنف المطار ضمن الفئة "C"، مما يتطلب من الطيارين تدريبًا خاصًا للطيران هناك، وإجراء الهبوط يدويًا بدون مساعدة الرادار.

رحلات ليلية

ويؤكد الطيار دورجي أهمية حفظ الطيارين للتضاريس المحيطة بالمطار، مشيرًا إلى أن "أخطاء بسيطة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة".

ويشرح أن الهواء الخفيف في الارتفاعات العالية يتطلب من الطائرة التحليق بسرعة أكبر بالنسبة للأرض.
تتألف بوتان، الواقعة بين الصين والهند، من جبال بنسبة تزيد عن 97٪، وتقع عاصمتها تيمفو على ارتفاع 2،350 مترًا فوق مستوى سطح البحر. 
يعد الطقس عاملًا حاسمًا آخر في مطار بارو، حيث يفضل المسؤولون هبوط جميع الطائرات قبل الظهر لتجنب الرياح القوية، كما لا توجد رحلات ليلية في مطار بارو بسبب نقص أجهزة الرادار، ما يضيف تحديًا إضافيًا للطيارين والمسافرين على حد سواء.

 موسم الرياح الموسمية

يتطلب موسم الرياح الموسمية، الذي يمتد عادة بين يونيو وأغسطس، تعديلات إضافية في عمليات الطيران في مطار بارو، فالعواصف الرعدية وحبات البرد الكبيرة ليست غريبة في هذا الوقت من العام.

العامل الأخير في مستوى صعوبة مطار بارو هو التضاريس الجبلية المحيطة به، التي يصفها دورجي بـ"العقبات". 

يبلغ طول مدرج المطار 2،264 مترًا فقط، ويحيط به جبلان شاهقان، ما يجعل رؤية المدرج من الجو ممكنة فقط عند الاقتراب منه بشكل كبير.

search