الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:01 م

من تونس لـ مصر.. محطات في حياة مضيفة الطيران المتهمة بقتل ابنتها

المضيفة التونسية

المضيفة التونسية

أحمد عادل

A A

“أميرة بنت حمد”.. مضيفة طيران تونسية تعمل على الخطوط الإماراتية، كانت تعيش حياة مرفهة في مدينة دبي، جابت العالم خلال عملها، لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب بعد تعرفها على خبير طاقة أجنبي، أوهمها بأنها تعاني من حالة نفسية وحده القادر على علاجها عن طريق علم الطاقة والروحانيات، حتى تحولت من مضيفة لمتهمة بقتل ابنتها.

في عام 2017 انتقلت “أميرة” إلى مصر رفقة زوجها وابنتها “تارا” ذات الأربع سنوات، واستقرت في منطقة التجمع الخامس، وبدأت في الترويج لنفسها كمعالجة روحانية، وخاضت عددًا كبيرًا من الجلسات الروحانية، وادعت تواصلها مع الخبير الأجنبي عن طريق التخاطر، وأنها قادرة على رؤية أشياء لا يستطيع البشر العاديون رؤيتها.

اصطحبت “أميرة” صغيرتها إلى إحدى الجلسات داخل شقة بالتجمع الخامس، وانغمست في ممارسة طقوسها الخاصة، واحتضنت ابنتها واستعانت بحزام حقيبتها وخنقتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، حينها أدركت الأم ما أقدمت على فعله محاولة التخلص من حياتها بطعن نفسها بـ"سكين" في الرقبة، قبل أن ينقذها زوجها في اللحظات الأخيرة. 

محاكمة المتهمة

بعد الحادثة المروعة، فتحت النيابة العامة تحقيقًا مكثفًا مع أميرة، التي كشفت خلال استجوابها عن تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم المأساوي، في نهاية التحقيقات، تمت إحالتها إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وفقًا لقرار الإحالة رقم 12146 جنايات التجمع الأول، والقضية رقم 1070 لسنة 2023 كلي القاهرة الجديدة.

وخلال التحقيقات مع المتهمة، قالت: "اللي حصل إنه في سنة 2017، وأنا في دبي، كنت هناك بشتغل مضيفة طيران، فجأة حصل لي وقفة روحية حتى أصبحت مستنيرة وبشوف حاجات الناس العاديين مش بيشوفوها، وبتيجي لي هواتف بتعلي من طاقتي وأنا بسميها تجليات، لدرجة إن بيجيلي موسى وعيسى وبيقولوا لي إني مريم العذراء".

وأمام هيئة محكمة جنايات التجمع الخامس، أنكرت ما ذكرته في أقوالها بالتحقيقات، وأنها لم تكن في وعيها أثناء تنفيذ الجريمة، وتعيش حالة نفسية صعبة حزنًا على فراق ابنتها، قائلة: “أنا أم والأمومة فطرية، مستحيل أعمل كدا في بنتي، ومستوعبتش اللي حصل غير لمّا ودوني العباسية، وكل يوم أصحى موجوعة على بنتي، أنا مضيفة بقالي 8 سنين ومش بتعاطى مخدرات”.

قدم الدفاع طلبًا لإعادة تقييم الحالة النفسية والعقلية لأميرة، بناءً على مزاعم بأنها لم تكن في حالة إدراك تام عند ارتكاب الجريمة، استجابةً لهذا الطلب، وأمرت المحكمة بتشكيل لجنة من أطباء الصحة النفسية لفحص قواها العقلية.

اضطرابات نفسية

في الجلسة التالية، أُرفق تقرير اللجنة الخماسية بمحضر الجلسة، حيث أكد أن المتهمة لا تعاني من أي اضطرابات نفسية تؤثر على إدراكها أو تصرفاتها، وأنها كانت في حالة وعي كامل عند ارتكاب الجريمة، ومع ذلك، دافع محامي المتهمة عن موقفها بالقول إنها كانت تحت تأثير قوة روحانية، مشيرًا إلى أن دجالًا إيطاليًا سيطر عليها عقليًا وجسديًا، إلى درجة أنه كان يعرف تفاصيل حياتها اليومية رغم بُعد المسافات.

خلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة لشهادة عدد من الأطباء النفسيين المشاركين في إعداد التقرير الطبي، ومن بينهم الدكتور محمد محمود، حيث أوضح أن المتهمة سليمة من الناحية العقلية، وأن هناك تفسيرين محتملين لما أقدمت عليه: الأول هو تعاطيها للمواد المخدرة، والثاني هو أنها تعاني من اضطراب الشخصية الحدية، الذي يتسم بإيذاء الذات والغير.

search