الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024

01:13 ص

"القاهرة التاريخية" مشروع ضخم يواجه العشوائيات وأصحاب المهن الخطرة

آثار القاهرة - أرشيفية

آثار القاهرة - أرشيفية

محمد لطفي أبوعقيل

A A

تسعى الدولة المصرية لإحياء تراث القاهرة التاريخية، في مشروع قومي ضخم يعيد للقاهرة بريقها كواحدة من أهم المدن الثقافية والسياحية في العالم. 

هذا المشروع الطموح لا يخلو من تحديات كبيرة، مثل إزالة الورش والمباني المتهالكة، والتعامل مع المناطق العشوائية، وتوعية السكان بأهمية المشروع.

القاهرة التاريخية

وقال كبير الأثريين بوزارة الآثار مجدي شاكر، إن مشروع إعادة أحياء القاهرة التاريخية يعد أحد أبرز المشاريع السياحية التي تعمل عليها الدولة خلال الفترة المقبلة، متمنيًا أن تستمر الدولة في العمل بكل طاقتها على مشروع القاهرة التاريخية، وأن يتحقق على أرض الواقع بسرعة.

ينقسم  إلى عدة مناطق

وأوضح شاكر لـ"تليجراف مصر"، أن المشروع ينقسم  إلى مناطق عدة، تشمل درب اللبان والدرب الأصفر والحطابة والحاكم بأمر الله.

مصاعب تواجه المشروع

وأضاف أن الدولة بدأت بالفعل العمل علي المشروع في بعض المناطق، موضحًا أنه سيتم مواجهة مصاعب عدة في أثناء العمل، منها  إخراج أصحاب ورش المهن الخطرة و المحلات من المباني غير القابلة للتجديد وتوفير البدائل لهم.

ومن ضمن المصاعب التي أشار إليها شاكر: التعامل مع المناطق العشوائية والعربات المتنقلة والخرابات وإزالتها من هذه المناطق.

الخطوة الأكثر صعوبة

وأوضح أن النقاش مع المواطنين وتوعيتهم بأهمية المشروع، يعد هو الخطوة الأكثر صعوبة في هذا المشروع، حيث إن أفعال بعض المتسولين تضايق السياح العرب والأجانب، لذلك التوعية سوف تساعد على إنجاز الكثير وقطع شوط كبير من المشروع، مضيفًا "أقول دائمًا يجب أن نتعامل مع البشر قبل الحجر".

وأكد شاكر، أن المشروع سوف يخلق الكثير من فرص العمل للشباب وخريجي كليات الآثار،  حيث إن السياحة هي مصدر الدخل الأفضل لأن أي تطوير بها ينعكس على الاقتصاد وتحسين مستوى الدخل، وهذا ما يعرف بصناعة السياحة.


منطقة سياحة ثقافية

وأضاف كبير الأثريين بوزارة السياحة، أنه إذا تمت الإجراءات بالرؤية التي تخطط لها الدولة فسوف يكون المشروع عظيمًا، حيث ستتحول القاهرة الكبرى إلى منطقة سياحة ثقافية، لضمان بقاء السائح لأطول فترة ممكنة، لافتًا إلى أن السائح سوف يتبع مسارًا معينًا عند مجيئه، على سبيل المثال اليوم الأول المتحف المصري الكبير ثم اليوم الثاني في المتحف الوطني واليوم الثالث منطقة المعز وهكذا.

وواصل، أنه يجب عودة القاهرة إلى شكلها في القرن الـ19، حيث عانت وقتًا طويلًا عدم التخطيط للشوارع والمباني، فأصبحت لا تعبر عن عاصمة مصر التاريخية، حيث أصبحت كئيبة شكليًا، وفق وصفه.

سياحة "أضرحة آل البيت"

ويقول الخبير السياحي مجدي صادق، أن مشروع القاهرة التاريخية سيساهم في تنشيط سياحة (زيارات جوامع وأضرحة أل البيت)، ومنها مسجد السيدة زينب الذي تم تجديد الضريح الخاص به، ومن قبله مسجد الحسين.

وأوضح صادق أن الدولة تعمل في هذا المخطط على أساس أن تصبح القاهرة منتجًا جديدًا من منتجات السياحة التي يفضلها الكثير من الدول مثل إندونيسيا وماليزيا، و كذلك سيزيد من زيارات محبي "آل البيت"،  مثل زائري السيدة نفيسة وسيدنا الحسين ومثل هذه الأماكن.

30 مليون سائح

وأضاف صادق لـ" تليجراف مصر": لا أعتقد أن الدولة ستواجه معوقات صعبة خلال إنجاز المشروع، لأنها مصرة علي جذب أكثر من 30 مليون سائح، بمنتجات سياحية مختلفة ليزور كل سائح المنتج الذي يفضله، سواء السياحة الثقافية في الأهرامات والأماكن التاريخية، أو سياحة مناطق البحر الأحمر والمتوسط وسياحة الغطس، وسياحة السفاري وسياحة زيارة أضرحة آل البيت.

مسجد الحسين من الخارج

مشروع قومي

وتابع أنه حاليًا لا توجد أي شركة أجنبية تساهم أو تدير مشروع "القاهرة التاريخية" لأنه مشروع قومي، والدولة لا تشارك القطاع الخاص في مشاريع مثل هذه، حيث إنها ملكية عامة والدستور يمنع المشاركة بالملكيات العامة، مثل الآثار والأضرحة.

search