الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:31 م

بعد واقعة "فتاة فيصل".. خبير نفسي يكشف أسباب "نقص العاطفة"

فتاة فيصل

فتاة فيصل

فاطمة نصر

A A

كشفت النيابة العامة كذب رواية “فتاة فيصل” التي زعمت تعرضها للسرقة واعتداء 5 أشخاص عليها أثناء سيرها في شارع فيصل بالجيزة، فبعد فحص كاميرات المراقبة بالمنطقة، تأكد كذب روايتها، ولاحقًا اعترفت الفتاة بأنها اختلقت القصة لجذب انتباه والدتها وحاجتها لمزيد من الرعاية والاهتمام.

تعليقًا على هذه الواقعة، يقول استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، أن الآباء أحيانًا لا يهتمون بمنح أبنائهم العاطفة والاهتمام، ما قد يدفع الأبناء لافتعال المشكلات بغرض لفت الانتباه لإشباع حاجتهم للعاطفة.

وأضاف في تصريح لـ"تليجراف مصر": “في حالة نقص العاطفة، يبحث الأطفال على أي وسيلة تعوضهم ذلك الشعور”، مشيرًا إلى أن الأمر قد يصل بهم إلى “افتعال المشاجرات، وادعاء تعرضهم للتحرش".

أعراض نقص العاطفة

ويوضح فرويز: في البداية يفتعل الطفل المشاجرات مع الأهل، حتى يقدموا له الرعاية والاهتمام، لكن في حالة تجاهل الأبوين له، فإنه يبحث عن وسائل أخرى للفت انتباههما، وغالبًا ما تكون مشاكل تستدعي حضور الوالدين، مثل استدعاء ولي الأمر في المدرسة أو قسم الشرطة، كما تظهر بعض الأعراض الجسدية التي تشير إلى شعور الطفل بالنقص العاطفي، منها ما يلي:

-التوتر الزائد والقلق.

-اضطرابات نفسية وسلوكية، تضع الطفل في خانة الجاني أو المجني عليه.

-التعبير اللفظي عن الكره، وضعف الثقة بالنفس.

-كثرة الخلافات مع الوالدين وكبار السن عمومًا.

علاج مشكلة الإهمال العاطفي 

ويؤثر الإهمال العاطفي بشكل كبير في سلوك الأطفال، وتظهر هذه السلوكيات بوضوح في مرحلة المراهقة والبلوغ، وهو أمر بالغ الخطورة، حيث إن الأطفال في هذه المرحلة تكون فريسة سهلة لمن يقدم لهم الاهتمام والحنان.

وينصح فرويز الآباء بضرورة اعتماد الحوار الهادئ والبنّاء بين أفراد الأسرة، والاستماع إليهم والأخذ بآرائهم، ما يزيد من ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى تجنب السلوكيات العدوانية مع الأطفال كالضرب والسب.

تفاصيل الادعاء

وكانت فتاة “فيصل” قد ظهرت في مقطع فيديو عبر صفحتها، روت فيه تفاصيل الحادثة، قائلة: "كنت راجعة من الدرس في منطقة الهرم، وتحديدًا في شارع فيصل، حين لاحظت 5 أشخاص يتبعونني، وعندما حاولت ركوب سيارة، فوجئت بأحدهم يسحب حقيبتي بعنف، فسقطت على الأرض وكدت أفقد الوعي، استمر في شد الحقيبة مني بينما كنت ملقاة على الأرض، ثم قال لي 'سيبي الشنطة'".

وأضافت: "حين حاول شخص ما الدفاع عني، ضربه أحد المعتدين بآلة حادة في وجهه، وعندما رأيت ذلك، بدأت بالصراخ، لكن الناس كانت تشاهد فقط ولم يساعدني أحد، ثم رفع المعتدي الآلة الحادة وضربني بها وسحلني على الأرض، وعندما حاولت الرد، أخرج أحدهم سلاحا أبيض وهددني، وحاول رجل مسن التدخل وزعق لهم، ولكن دون جدوى".

وأوضحت الفتاة: "بعد ذلك، شاهدت شخصاً من المعتدين يفتح الحقيبة ويسرق الأموال منها، بينما كنت عاجزة عن الدفاع عن نفسي أو حتى التصرف، فكرت فيما قد يحدث لو كانت فتاة أخرى في نفس الموقف وفقدت حياتها، شعرت بصدمة كبيرة من موقف الناس الذين كانوا يشاهدون ما يحدث ويصورونني وأنا أتعرض للضرب والسرقة دون أن يتدخل أحد".

واختتمت حديثها قائلة: “لم أتعرض لموقف كهذا في حياتي، وأتمنى أن يهدي الله هؤلاء المعتدين وينتقم منهم، هم السبب في خوفي من النزول من البيت مرة أخرى أو الذهاب إلى الدروس، عندي17 سنة، ومن حقي أخرج وأتعلم، ولا ينبغي أن يحدث لي هذا".

search