الإثنين، 07 أكتوبر 2024

07:12 ص

مصريون يرفضون دعوات ترحيل اللاجئين: أصحاب مكان

طلبة لاجئين يتلقون التعليم في إحدى المدارس

طلبة لاجئين يتلقون التعليم في إحدى المدارس

إسلام الزيني وجهاد سداح

A A

انتشرت في الفترة الأخيرة دعوات عبر  وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بترحيل اللاجئين من مصر، بحجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وهي التي رفضها المصريون، معتبرين أنهم أصحاب مكان ومرحب بهم في أي وقت، وهو ما جاء متوافقا مع آراء استطلعها "تليجراف مصر" شملت خبراء ومتخصصين في مجالات عدة.

لا تفرقة بين الأخوة

أسامه عبده، محام، (52 عاما) نموذج لكثير من المصريين الذين قاموا باحتواء أبناء الجاليات العربية الوافدة إلى مصر وتعاموا معهم كضيوف، ليس هذا فحسب بل ساعدهم في خلق فرص عمل لهم، حيث قام أسامه بتوظيف سوريين وسوداني معه، مؤكدا أن مصر دائمًا تستضيف جميع الجنسيات من كل أنحاء العالم من دون تفرقة، معتبرًا أن وصفهم بـ"لآجئين" مرفوض، مفضلا عليها كلمة "الأخوة".

ضريبة الخدمات

فيما قال نادر البيسي، (26 عاما) الذي يعمل في شركة أدوية، إن كثير من رجال أعمال مصريين يوفرون فرص عمل للشباب، ومن بينهم "ضيوف مصر"،  ولا أرى أنهم عبء على الاقتصاد ولكن عليهم دفع ضريبة نظير ما يتلقونه من خدمات.

 10 % من تعداد السكان

ومن الناحية الاقتصادية، يرى الخبير الاقتصادي السيد خضر، أنه يمكن الاستفادة من وجود تسعة ملايين لاجئ في مصر يمثلون نحو 10% من تعداد السكان، في المجالات المختلفة، مشيرًا إلى أن اتجاه الحكومة إلى تدقيق أعداد اللاجئين، خطوة هامة نحو الاستفاده من تواجدهم في مصر وحصر ما تتحمله من خدمات لرعايتهم.

 أسعار الشقق

ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن رغبة "ضيوف مصر" في توفير سكن قريب من القاهرة، أدى إلى ارتفاع أسعار إيجار بعض "الشقق"، ما زاد من مشكلة الباحثين من المصريين عن وحدات سكنية في تلك المناطق، وعبر بعضهم عن ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وعلى المستوى الاجتماعي، قال، حدث تقارب بين المصريين وضيوفهم، وهناك حالات كثيرة للزواج من المصريين سوريين ويمنيين وغيرهم، لذلك فإن الحديث عن أي تضرر جراء وجود هذه الجنسيات في مصر لا يعبر عن الحقيقة.

القادرة على حمايتهم

ومن جانبه، يقول الخبير الأمني، اللواء عادل العمدة، إن استقبال مصر لأكثر من 9 ملايين لاجئ، يدل على أن هؤلاء يشعرون بالأمن والاستقرار في مصر عن غيرها من الدول، وأن مصر قادرة على حمايتهم، وتوفير متطلبات الحياة لهم.

وأضاف، أن مصر قادرة على حماية جميع ضيوفها، أما من يخالف القانون فالأجهزة الأمنية قادرة على التعامل معه، مشيرًا إلى أن السوق المصري تستوعب جميع العمالة الخارجية، ولا يوجد أي ضرار من وجودهم في مصر.

دعوات سلبية 

وأشار إلى أن مصر تقدم الخدمات لضيوفها كالمصريين تمامًا، مشيرا إلى أن هذه الدعوات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، لن تجدها في الحياة الطبيعية على أرض الواقع، فالمصريين أفضل من يعاملوا ضيوفهم، وهذه الدعوات لا تعبر عن المصريين ولن نلتف إليها.

ومن جانبها، قالت خبيرة علم الاجتماع وفاء علي، إن دعوات ترحيل "اللاجئين" ليست من طباع المصريين الذين يتسمون بالكرم، و"اللاجئين أصبحوا أخوة لنا واندمجوا في حياتنا بشكل طبيعي، مطالبة بمساندتهم في ظروفهم الصعبة، وخصوصًا أن من يترك دولته لديه ظروف قهرية، لذا يجب الوقوف بجانبهم.

وذكرت خبيرة علم الاجتماع، أن جنسيات كثيرة تعيش في مصر رغم تحسن أوضاع بلادهم، إلا أنهم استقروا في مصر ومرحب بهم من الجميع.

التأثير النفسي 

ومن جانبها، قالت خبيرة علم نفس ميرفت محمد، إن المصريين لم يتأثروا نفسيا من وجود اللاجئين، بل على العكس هناك ترابط مع  المصريين، ونحن لا نقول كلمة "لاجئ" إلى ضيف، ونادرا ما تسمعها.

وأضافت، أن دعوات "ترحيل اللاجئين" فردية ولا تعبر عن المصريين، موكدة أنها ليست من طباع الشعب المصري، الذي يتسم بالكرم وحسن الضيافة، فكرم المصريين جزء من ثقافتنا.

موقف الحكومة

وأكد رئيس مجلس الوزراءالدكتور مصطفى مدبولى، أهمية تدقيق أعداد "ضيوف مصر"، وفى الوقت نفسه حصر وتجميع ما تتحمله الدولة مقابل ما يتم تقديمه من خدمات لهم فى مختلف القطاعات، الذين يحصلون عليها على أفضل وجه مثلهم مثل المصريين.

رسوم الإقامة

اتخذت الحكومة إجراءات جديدة، لتوفيق أوضاع "ضيوف مصر"، وهم الأجانب المقيمون في البلاد بصورة غير شرعية، وطالبتهم بسرعة توفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم، بشرط وجود مستضيف مصري، مقابل سداد مصروفات إدارية تعادل 1000 دولار تودع بالحساب المخصص لذلك في الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية التابعة لوزارة الداخلية.


 

search