الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:19 ص

"سكك حديد بلا ذهب".. تجار الأصفر في الصعيد يدفعون الثمن

الذهب في مصر

الذهب في مصر

محمود كمال

A A

"القطارات ليست لنقل المصوغات"، بهذه الرسالة المختصرة يوجه العاملون في هيئة السكة الحديد تحذيرهم إلى تجار الذهب، مؤكدين رفضهم التام لأن يصطحب التجار حقائبهم المحملة بكميات من المصوغات الذهبية بعد استلامها من المصانع في القاهرة لنقلها إلى الصعيد، ليتجه التجار للبحث عن وسائل نقل بديلة وأكثر تكلفة.

قال خبير المشغولات الذهبية أمير رزق، إن تجار الذهب، مثلهم مثل التجار الآخرين، يسعون دائماً لتحقيق الربح من تجارتهم دون أن يتكبدوا خسائر بسبب تكلفة النقل.

أضاف رزق لـ “تليجراف مصر”، أن التجار لا يمكنهم التلاعب في سعر جرام الذهب، لأنه سعر معلن ومعروف للجميع. حتى المصنعية، التي تمثل جزءاً من الربح، تظل ضمن حدود معينة لا يمكن تجاوزها، ما يضمن شفافية التعاملات وحفاظ التاجر على مصلحته دون الإضرار بالزبائن.

خلال الفترة الأخيرة، تلقت الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالقاهرة عدداً من الشكاوى من تجار الذهب في عدة محافظات، وخاصة من الصعيد في محافظتي الأقصر وأسوان، والتي تفيد هذه الشكاوى بمنع التجار من استخدام القطارات لنقل حقائب تحتوي على مصوغات ذهبية مدموغة بعد استلامها من المصانع في القاهرة.

بحسب بيان الشعبة العامة للذهب، فإن التجار يواجهون صعوبة في نقل هذه المصوغات إلى محافظات الصعيد بأمان لإعادة بيعها للمستهلكين هناك، نتيجة رفض عناصر الأمن في محطات السكة الحديد السماح بدخول “حقائب الذهب” إلى القطارات، خوفاً من السرقة أو الفقدان، وهو ما قد يحمل السكك الحديدية المسؤولية. 

البحث عن وسائل نقل بديلة

أضاف البيان أن هذا الوضع يدفع التجار للبحث عن وسائل نقل بديلة، مثل الطيران الذي يزيد من تكلفة المصوغات على المستهلكين، أو اللجوء إلى السفر بسيارات أجرة أو خاصة، مما يشكل خطراً كبيراً نظراً لطول المسافات على الطرق الصحراوية وصعوبة تأمين الشحنات.

قال رئيس شعبة الذهب هاني ميلاد، إنه تم بحث المسألة بدقة، حيث تأكد رفض مسؤولي محطات السكة الحديد السماح لتجار الذهب بنقل مشغولاتهم الذهبية المدموغة، على الرغم من تسديدهم جميع الرسوم لمصلحة الدمغة والموازين وحصولهم على الأوراق الرسمية التي تثبت ذلك. 

أضاف ميلاد، خلال بيان، أنه تم رفع مذكرة للاتحاد العام للغرف التجارية، مؤكدا استجابة أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، والذي قام بإرسال مذكرة إلى الفريق كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، لعرض المشكلة وحلها. 

منذ بداية العام الحالي، شهد الذهب ارتفاعاً بنحو 29%، ويتجه نحو تحقيق أفضل أداء فصلي له منذ مارس 2016، حيث سجل زيادة بحوالي 14% منذ يوليو. 

وتأتي هذه الزيادة مدفوعة بتوقعات من مؤسسات مالية كبيرة، مثل سيتي بنك وجولدمان ساكس، التي تشير إلى احتمال وصول سعر الأوقية إلى 3000 دولار قريباً، وذلك استنادا إلى الطلب المتزايد على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً وحافظاً للقيمة، خاصة مع بدء دورة خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

search