الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024

10:08 ص

"المزاج يحكم".. الواجب المنزلي الموحد يفجر "ثورة إلكترونية"

طالب يكتب الواجب المدرسي

طالب يكتب الواجب المدرسي

أبدى أولياء أمور غضبهم من سياسة الواجب المنزلي في نظام الدراسة الجديد الذي أقرته وزارة التعليم، معددين مبررات رفضه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبينها أنه يزيد الأعباء المالية على الأسرة، ويرهق الطلاب، فضلا أزمة بسبب عدم التزام بعض المدرسين بجداول شرح الدروس، في وقت تطرح واجباتها إلكترونيا.

طبقت وزارة التعليم، قرار الواجب المنزلي الموحد للطلاب بالصفوف المختلفة على مستوى جميع المدارس منذ اليوم الدراسي الأول للعام الجديد، وكذلك التقييم الأسبوعي والملخصات، وتنشره وتقييماته عبر موقعها الإلكتروني.

تعتمد فكرة الواجب الموحد على مستوى الجمهورية، بحسب ما أعلنه وزير التعليم محمد عبد اللطيف، خلال اجتماعه مع رؤوساء تحرير الصحف والمواقع الإلكتروني، على توفير الوزارة الواجبات المنزلية للطلاب بجميع المراحل الدراسية من الصف الرابع الابتدائية حتى الثالث الثانوي، على موقعها الإلكتروني.

تتيح الوزارة، لجميع الطلاب، إمكانية طبعة هذه الواجبات والإجابة عنها، على أن يتابع تصحيحها مع المدرسين في كل مادة.

ردود أفعال أولياء الأمور

ترى مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، داليا الحزاوي، أن نظام الواجب المدرسي يأتي في مصلحة أولياء الأمور والطلاب، حتى لا يتم استغلالهم من بعض المعلمين بسبب أعمال السنة التي تقدر بنسبة 40% من الدرجات، خصوصا أنها ستكون موحدة على مستوى الجمهورية، ولا تدخل للمعلم فيها.

تقول الحزاوي لـ"تليجراف مصر"، إن هناك بعض التحفظات من أولياء الأمور بشأن إجراء التقييمات المنزلية، إذ يعتبرون القرار مرهق ماديا بسبب إجبارهم على الاشتراك في خدمة الإنترنت بشكل دائم لمتابعة التقييمات والواجب المنزلي لأبناءهم.

اضافت، أن ائتلافها استقبل شكاوى من كم التقييمات اليومية والأسبوعية المطلوبة، والتي تشكل ضغطا كبيرا على الطالب وولي الأمر، فضلا أن وقت الحصة المدرسية لا يكفي للشرح في وسط ما هو مطلوب من المعلم تأديته من أعمال تصحيح الواجب.

شكوى متداولة لولي أمر عبر فيسبوك، تقول “إنها فوجئت بواجب منزلي لدرس لم يشرح في الحصة الدراسية بالمدرسة، بسبب سير بعض المعلمين (بمزاجهم) دون التزام بخطة العام الدراسي الموضوعة للانتهاء من المناهج”، حسب قولها. 

نظام مكلف ومرهق

ولاء إبراهيم، ولي أمر طلاب بمراحل تعليمية مختلفة، تقول إن التقييم الأسبوعي مرهق ومكلف، إذ تتكلف عناء طباعة ورق كل مادة يوميا، ما يزيد الأعباء المالية على أسرتها، والأمر يحتاج لإعادة نظر من المسئولين لتخفيف العبء عنهم.

طالبت ولاء في حديثها لـ"تليجراف مصر"، بأن يسمح للطلاب بتقديم الواجب مكتوبا بدلا من طباعته من موقع وزارة التعليم، تخفيفا على أولياء الأمور.

يؤكد الخبير التربوي، الدكتور تامر شوقي لـ"تليجراف مصر"، أن القرار به عيوب ومميزات، بشأن الأخيرة فهو ضمانة وجود واجبات حقيقية يلتزم بها الطلاب وتلزمهم بالحضور إلى المدرسة، مع إلزام المعلمين بالشرح في الحصص.

نهاية لاستغلال المعلمين 

يرى شوقي أن قرار الواجب الموحد، يقضي على وجود بعض الدرجات للواجبات دون واجبات حقيقية، والتغلب على وضع بعض المعلمين واجبات تفوق مستوى الطلاب لإجبارهم على الدروس الخصوصية، وتوفير أدلة أو قرائن على الدرجات التي يحصل عليها الطالب.

فيما يخص عيوب القرار، من وجهة نظر الخبير التربوي فإنه يتيح للطالب غش الإجابات دون أن يحلها بنفسه، ويحلها ولي الأمر بحلها بدلا من ابنه، ويشجع بعض المكاتب على بيع الإجابات للطلاب، كما أن الواجبات لا تراعي الفروق الفردية بين مستويات الطلاب المختلفة.

أعباء مادية على أولياء الأمور

يضيف أنها تحميل أولياء الأمور أعباء مادية زيادة من اشتراكات في الإنترنت وتحميل وطباعة الواجبات، وتقييد حرية وابداع المعلم في وضع تكليفات تناسب طلابه، وتوليد نسخ كربونية متشابهة من الطلاب ولا تتيح لهم المجال للإبداع أو التفكير.

يؤكد شوقي أن هذا النظام قد يشجع ثقافة سعى الطالب للحصول على درجة الواجب بأي وسيلة وإن كان الغش دون أي اهتمام بالتعلم الحقيقي، ولا تناسب الطلاب الذين تغيبوا عن الحصص بشكل قهري ومضطرين لحلها، وبالتالي لا مفر أمامهم إلا غشها، كما أنها لا تناسب الطلاب في الفصول التي تغيب عنها المعلم لعدة حصص.

اقترح الخبير التربوي أن تضع وزارة التعليم إطارا عاما أو مواصفات للواجب المنزلي يلتزم بها المعلمون تحت إشراف الموجهين، وليس تحديد الواجبات وتوحيدها.

تفاصيل الواجب المنزلي

كشف مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم لـ"تليجراف مصر"، تفاصيل الواجب المنزلي الموحد على مستوى الجمهورية، مؤكدا أنها عبارة عن أسئلة مقالية قصيرة ينقلها الطالب من المعلم داخل الفصل الدراسي.

يوضح المصدر أن خطوات أداء الواجب المنزلي تتضمن قيام المعلم بالاستعانة بمجموعة من الأسئلة الخاصة بالواجب المنزلي على موقع الوزارة، إذ يكتبها على السبورة داخل الفصل، على أن ينقلها الطالب ثم يحلها في المنزل ويسلمها في اليوم التالي للمعلم لمراجعتها وتقييمها.

أكد المصدر أن الهدف من النظام هو المتابعة المستمرة للتحصيل داخل الفصل، وتقييم أداء الطلاب وقياس نواتج التعلم.

search