الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:58 ص

رغم كثرة أفلامه.. هل فشل الفيشاوي في أن يصبح "سوبر ستار"؟

أحمد الفيشاوي

أحمد الفيشاوي

عبدالله الصاوي

A A

يستعد الفنان أحمد الفيشاوي لطرح فيلمه الجديد "عادل مش عادل"، حيث حدّد يوم 24 يناير الجاري لبدء عرضه في دور السينما.

ويشارك في البطولة شيري عادل، ومحمود البزاوي، ودينا، ومحمد رضوان، وأوتاكا، وبدرية طلبة، وأحمد بجه، والمطربة نوال، وآخرون، وهو قصة وسيناريو وحوار أدهم سعيد وحسام كمال، وإخراج أحمد يسري.

شهدت الفترة الأخيرة تعاقد أحمد الفيشاوي على أكثر من فيلم، منها فيلم كوميدي جديد يحمل عنوان "بنقدر ظروفك"، مع المنتج السوداني سمير النيل، والعمل من تأليف الأخير، ويتولى إخراجه أيمن مكرم، كما أن الفيشاوي انتهى أخيرًا من تصوير فيلمه الجديد "السيستم"، الذي يجمعه بالفنانين طارق لطفي ونسرين طافش.

وإذا نظرنا لمشوار الفيشاوي السينمائي سنجد أنه شهد انطلاقة قوية في بدايته، ما جعل الجميع يتوقع له أن يكون “سوبر ستار” في غضون سنوات قليلة، لكن سرعان ما تحوّل إلى نجم الأفلام محدودة التكلفة، من دون تحقيق نجاح جماهيري يذكر، أو إيرادات جيدة.

بداية أحمد الفيشاوي سينمائيًا كانت في عام 2002، من خلال فيلم "شباب على الهوا"، الذي شهد انطلاقة جيل جديد من الفنانين، كانوا وجوهًا جديدة وقتذاك، أبرزهم نيللي كريم، وأحمد رزق، وبعد ذلك تحوّل الفيشاوي سريعًا إلى نجم سينمائي، وقدم أعمالًا تعتمد على البطولة المطلقة.

ملصق فيلم “شباب على الهوا”

في عام 2005 تصدر الملصق الدعائي لفيلم "الحاسة السابعة"، وتعاون فيه مع الفنان أحمد مكي الذي تولى إخراج العمل، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر، وأرجع البعض السبب حينها إلى قضية الفيشاوي وهند الحناوي، ونفيه نسب ابنته “لينا”، حيث أثرت هذه القضية بشكل كبير في جماهيريته.

ملصق فيلم “الحاسة السابعة”

لاحقًا، قدّم الممثل الشاب أعمالًا أكثر أهمية، ففي عام 2007 قدّم فيلم "45 يوم"، ورغم أنه حصد إشادات من الجمهور والنقّاد، فإنه لم يحقق سوى 2 مليون و800 ألف جنيه إيرادات، ما كان سببًا في تحوّل الفيشاوي من بطل رئيسي للأعمال السينمائية، إلى بطل مشارك إلى جواره نجوم آخرين.

ملصق فيلم “45 يوم”

في عام 2008 كان الفيشاوي على موعد مع شريط سينمائي جديد، حيث قدّم فيلم "زي النهارده"، وشاركه البطولة مجموعة من الوجوه الجديدة حينذاك، هم آسر ياسين وبسمة وأروى جودة، وهذا العمل أخرجه عمرو سلامة، وحقّق إيرادات جيدة. 

ملصق فيلم “زي النهاره”

وبعد عامين من تلك التجربة، قدّم الفيشاوي فيلم "تلك الأيام"، الذي جمعه بالنجم محمود حميدة، لكنه لم يكن فيلم تجاريًا، وهذا أثر في مستوى إيراداته، حيث حقق إيرادات متواضعة. وفي عام 2013 عاد الفيشاوي وقدّم فيلم "هاتولي راجل"، وشاركه البطولة شريف رمزي ويسرا اللوزي، والوجوه الجديدة حينذاك إيمي سمير غانم وكريم فهمي. واستطاع هذا العمل أن يحقق إيرادات تجاوزت 6 ملايين جنيه، بعد أن نافس في موسم عيد الأضحى السينمائي في ذلك العام.

ملصق فيلم “هاتولي راجل”

وبعد تلك التجربة قدّم فيلمي "سكر مُر" و"أولاد رزق" الجزء الأول، لكنه في هذين العملين كان مشاركًا وليس بطلًا رئيسيًا، إلا أنه في عام 2015 قدّم فيلم "خارج الخدمة"، الذي قام ببطولته المطلقة وشاركته البطولة النسائية الفنانة شيرين رضا، ولكن هذا الفيلم مثل أغلب أعمال الفيشاوي السينمائية لم يحقق الإيرادات المرجوة منه. 

ملصق فيلم “خارج الخدمة”

وفي عام 2017 أطل الفيشاوي على الجمهور بفيلم "الشيخ جاكسون" الذي يُعد من الأعمال التي حققت إيرادات، حيث حصد 5 ملايين و750 ألف جنيه، وفي العام نفسه قدم فيلم "القرد بيتكلم" الذي شاركه في بطولته الفنان عمرو واكد، ويعد هذا العمل من أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات في مسيرة أحمد الفيشاوي، حيث حصد 11 مليون و540 ألف.

ملصق فيلم “الشيخ جاكسون”

وبعد عام واحد، قدّم فيلم "عيار ناري"، الذي حقق إيرادات بلغت 7 ملايين و175 ألف جنيه، ثم قدّم أعمالًا عِدة، ففي 2020 عُرِض له فيلمان "يوم وليلة" و"الحارث". وفي 2021 قدم أفلام "ريتسا" و"ثانية واحدة" و"30 مارس"، وفي السنة التالية قدم فيلمي "الدعوة عامة" الذي شاركه في بطولته محمد عبد الرحمن، و"أشباح أوروبا" الذي شارك في بطولته إلى جوار الفنانة هيفاء وهبي، وجميعها لم يحقق إيرادات جيدة.

ملصق فيلم “أشباح أوروبا”

وفي مايو 2023 قدم الفيشاوي فيلم "رهبة"، الذي تم رفعه من دور العرض السينمائي بعد مرور خمسة أسابيع فقط على عرضه، وذلك لتحقيقه إيرادات ضعيفة قُدِرت بمليون و700 ألف جنيه.

ملصق فيلم “رهبة”

وبعد هذه المسيرة التي قدم فيها الفيشاوي العديد من الأفلام، يبرز سؤال منطقي يبحث عن إجابة: ما الأسباب التي تجعل أفلام الفيشاوي تتعثر في تحقيق الإيرادات؟ وهل يرجع السبب إلى أن الفيشاوي شخصية مختلفة بالنسبة لقطاع كبير من الجمهور؟ أم يرجع السبب إلى قناعاته المعلنة التي تسبب له مشكلات عِدة مع الجمهور؟ أم أن السببب يعود إلى إطلالاته الصادمة، كارتدائه قرطًا في أذنه، ودقه الوشوم على جسمه؟
أسئلة عديدة تتبادر إلى أذهان الكثيرين، خصوصًا في ظل استمراره في تقديم أعمال سينمائية عديدة لا تحقق النجاح، بل إن بعضها يتم طرحه في دور السينما، ويتم رفعه من دون أن يشعر بذلك قطاع كبير من الجمهور.

وقع بين متناقضين

الناقد الفني، طارق الشناوي، ذهب في تحليله لهذه المسألة إلى أن أحمد الفيشاوي وقع بين شيئين متناقضين، الأول أنه موهوب ومن أكثر أبناء الفنانين موهبة، ولكن ما ينقصه هو عقل يدير هذه الموهبة، وهذا هو الشيء الثاني، ونتيجة لذلك لن يكون نجم شباك، لأنه حصل على فرص كثيرة ولن يحقق شيئًا، ونجومية الشباك تحتاج إلى عمل وجهد أكثر.
وأشار الشناوي في تصريحات لـ"تليجراف مصر" إلى أن اختيارات الفيشاوي تأتي تحت مسمى “بدون عقل”، إضافة إلى مشكلاته الشخصية، وأضاف "أعتقد أن أحمد الفيشاوي لن يكون نجم شباك، كان من الممكن أن يحدث ذلك منذ عشر سنوات، لكن في الوقت الحالي لا".

الشهرة والنجاح

فيما قال الناقد الفني، سمير الجمل، إن أحمد الفيشاوي موهوب ومقبول شكلًا، ووجود والده الفنان فاروق الفيشاوي ووالدته الفنانة سمية الألفي، كان من الممكن أن يساعده، لكنه ضل الطريق، وهذا يعد درسًا لأي فنان يدخل الوسط الفني لا بُد أن يسأل نفسه سؤالًا "عاوز تقدّم فن ولا عاوز تعمل تقاليع؟"، وأنا هنا لا أتحدث عن حياة الفيشاوي الخاصة، ولكن في الحقيقة ما كتب عن حياته الخاصة أكثر مما كُتب عن أعماله الفنية، فالشهرة مختلفة عن النجاح، أي شخص من الممكن أن يصبح مشهورًا، لكن ليس من السهل أن يكون ناجحًا، وأكبر دليل على هذا أن هناك لصوصًا وقتلة حققوا شهرة كبيرة.
وأشار إلى أن الفيشاوي وقع تحت بند التجارة بالخصوصيات "لم ينجح في حياته الخاصة ولا العامة، واللي اعتمدوا على إنهم اشتغلوا بيموتوا بسرعة، ويجب عليه أن يطوِّر من نفسه".
وتابع الجمل “من الممكن أن يحتذي الفيشاوي بالفنان ماجد الكدواني، الذي حصل على فرصة لتقديم البطولة المطلقة من قبل، لكنه لم ينجح في ذلك، وعاد ليقدم أدوارًا لا تعتمد على البطولة المطلقة، ولكنه من أذكى الفنانين في الوقت الحالي، وذلك لقدرته على اختيار أعماله".

search