السبت، 05 أكتوبر 2024

02:18 ص

عريس أكتوبر.. أسيوطي ترك زوجته الحامل من أجل العبور

الشهيد فرغلي فرغلي غلاب

الشهيد فرغلي فرغلي غلاب

فاطمة نصر

A A

في ذكرى انتصار أكتوبر المجيد، عيون تفرح للنصر، وعيون تبكي على الفراق، ملحمة تاريخية خلفت وراءها آلاف القصص والحكايات التي رويت على لسان أبطالها وأبنائهم وأحفادهم، وكل عزيز من أقربائهم وستظل تروى على مر الزمان.

العريس الأسيوطي

وعلى لسان حفيد أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، الشهيد فرغلي فرغلي غلاب، يروي قصة العريس الأسيوطي، الذي دفعه حبه لوطنه ورغبته القاتلة في الدفاع عنه بعد النكسة التي تعرضت لها مصر عام 1967، إلى ترك عروسه الحامل وابنه الذي لم يولد، والذهاب لأداء الواجب الوطني.

الشهيد فرغلي فرغلي غلاب

أنور السادات

سافر غلاب لأراضي سيناء على الرغم من رفض والديه، وترك زوجته الحامل التي كانت على وشك أن تضع ابنها الأول، لكن حبه لأهله لم يطغى على حبه لوطنه، وإصراره على المشاركة في الحرب المجيدة.

تجند فرغلي في الثاني من أبريل عام 1973 بسلاح قوات المدفعية، واستشهد أثناء القتال، أي بعد ذهابه للتجنيد بـ 6 أشهر.

لم تسنح للشهيد فرصة رؤية وليده الوحيد في تلك الفترة سوى مرة واحد فقط من أجل تسميته، وكان الطفل حينها يبلغ من العمر 4 أشهر، لم يكن يعلم أحد أنه اللقاء الأول والأخير بين الأب والابن.

عاد فرغلي مرة أخرى إلى أرض المعركة بعد أن أطلق على ابنه اسم "السادات"، تيمنًا باسم رئيس مصر حينها “أنور السادات”.

نعي وزير الحربية لأسرة الشهيد عام 1973

أرض الفيروز

استشهد فرغلي في الـ21 من أكتوبر، لم يحفر هذا  التاريخ على شاهد قبره فقط بل حفر في قلوب عائلته أيضًا، خاصة الابن الذي لم يتعرف على أبيه إلا من خلال بعض الصور الفوتوغرافية، وزوجة رغم ريعان شبابها إلا أنها رفضت الزواج من غيره، واكتفت بالعيش على ذكراه، والكفاح من أجل تربية نجلها الوحيد.

شاهد قبر الشهيد في أرض الفيروز

دفن فرغلي أثناء الحرب في أرض الفيروز، ونقل جثمانة بعد 6 أشهر من الوفاة إلى مقابر العائلة في محافظة أسيوط، وسط مشاعر الفخر والعزة التي امتزجت مع مشاعر الحزن والفراق، بتوديع عريس الجنة وشهيد الحرب، فرغلي فرغلي غلاب. 

search