الأربعاء، 02 أكتوبر 2024

09:10 م

بعد واقعة شيرين عرفة.. خبراء نفس واجتماع يحذرون من "اللي عنده معزة"

شيرين عرفة

شيرين عرفة

منار فؤاد

A A

على طريقة المثل الشعبي الدارج "اللي عنده معزة يربطها"، أثارت شيرين عرفة ابنة المخرج شريف عرفة، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات القليلة الماضية، بسبب تعليقها على مشاجرة نشبت بين نجلها وزميل له في المدرسة قائلة: "من حق ابني يدافع عن نفسه، دلوقت إحنا في زمن لازم تبقى بلطجي وعربجي".

وجهة نظر شيرين عرفة عكست قلقًا حقيقيًا بشأن التغيرات الاجتماعية والضغط الذي يشعر به الآباء في تربية أبنائهم، وهل يعتمدون أسلوب "اللي يضربك اضربه" في تقويم الابن؟ وهو ما قد يؤدي بدوره إلى انتشار الفوضي والبلطجة في المدارس؟

تأثيرات العنف والبلطجة

استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك، الدكتور مدحت حنفي البصيلي، قال لـ"تليجراف مصر"، إن التربية التي تتبنى فكرة أن الطفل يجب أن يكون "بلطجيًا" أو أن يعتمد على العنف في الدفاع عن نفسه يمكن أن تؤثر في الطفل بعدة طرق، منها:

- تطوير سلوكيات عدوانية:

إذا اعتقد الطفل أن العنف هو وسيلة مقبولة لحل النزاعات، فقد يصبح أكثر عرضة للاعتداء البدني أو اللفظي على الآخرين، ما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في العلاقات النفسية وتدهور السلوك.

- صعوبات التعامل مع المشاعر:

تعليم الطفل أن يكون "بلطجيًا" قد يمنعه من تعلُّم كيفية التعامل مع مشاعره بشكل صحي، ويمكن أن يؤدي هذا إلى قمع المشاعر، ما قد يسبب مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب.

- تدني تقدير الذات:

عندما يعتمد الطفل على العنف لإثبات قوته أو حقوقه، قد يؤثر ذلك في تقديره لذاته، حيث إن عدم التمكن من التعامل مع الصراعات بطرق إيجابية قد يؤدي إلى شعوره بالضعف أو الفشل.

- نمو القيم السلبية:

إذا كانت الرسالة التي يتلقاها الطفل مفادها أن العنف والقوة هما الحلول المقبولة، فقد يصبح في المستقبل شخصًا يتبنى قيمًا سلبية، ما يؤثر في سلوكه وتفاعلاته مع المجتمع.

- التأثير في الصحة النفسية:

القلق المستمر من الحاجة إلى الدفاع عن النفس قد يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب، حيث يمكن أن يتسبب الضغط النفسي في تأثيرات طويلة المدى على الصحة العقلية للطفل.

واختتم البصيلي حديثه بتأكيده على أن كل هذه العواقب السلبية طويلة الأمد تؤثر في التطوّر النفسي للطفل، لذا يجب أن تسعى الأسر إلى تربية الأطفال بطريقة تعزّز قيم التعاطف، والحل السلمي للنزاعات، والذكاء العاطفي.

الآثار الاجتماعية

بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتور طلعت ذكي، إن تربية الطفل تنعكس بشكل أو بآخر على طريقة تعامله مع الآخرين، والعنف يمكن أن تكون له آثار سلبية على حياته الاجتماعية، وذلك على النحو التالي:

- مشكلات التواصل

الأطفال الذين يتعرضون لتربية تعتمد على العنف قد يواجهون صعوبة في تطوير مهارات التواصل الفعلية، وقد يصبحون أقل قدرة على التعبير عن أنفسهم بشكل سلمي أو يواجهون صعوبة في فهم وجهات نظر الآخرين.

- تدهور العلاقات الاجتماعية

اعتماد الطفل على السلوك العدواني قد يؤدي إلى نفور أصدقائه وأقاربه منه، بما يؤثر سلبًا في حياته الاجتماعية، بالتالي قد يشعر بالعزلة أو الرفض، ما ينعكس سلبًا على صحته النفسية.

- عدم الانسجام في المجتمع

الطفل الذي يتبنى العنف وسيلة لحل النزاعات، قد يشعر بعدم الانتماء إلى المجتمع، ما قد يؤدي إلى مشكلات أكبر كالانخراط في سلوكيات منحرفة أو عدم القدرة على الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي.

- عدم القدرة على التعامل مع الضغوط

إذا لم يتعلم الطفل كيفية التعامل مع النزاعات بطرق سلمية، فإنه قد يواجه صعوبة في التعامل مع الضغوط الاجتماعية والنفسية مستقبلًا، ما قد يفاقم المشكلات.

- التأثير في التعليم

الصراعات المستمرة والعدوانية يمكن أن تؤثر في أداء الطفل بالمدرسة، ما يؤثر على فرصه الأكاديمية والمهنية في المستقبل.

search