الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:31 م

بقطعة من جسده لشقيقته.. "أحمد" حديث السعودية

أحمد الصقري

أحمد الصقري

منار فؤاد

A A

الفشل الكلوي، هو مرض خطير يؤثر بشكل كبير على حياة المريض ويحد من قدرته على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وعادةً ما يحتاج مرضى الفشل الكلوي إلى غسل الكلى بانتظام أو إلى زراعة كلى جديدة من أحد المتبرعين، وهي عملية ربما تكون معقدة بسبب صعوبة العثور على متبرع تتوافق تحاليله الطبية مع المريض.

التبرع بالكلى

في مدينة حائل بالسعودية، قرر الشاب أحمد خلف البنتان الصقري التبرع بكليته لشقيقته وإنهاء معاناتها، والتي كانت تعاني من فشل كلوي لسنوات، وحالتها الصحية متدهورة، وبعد قلق “أحمد” وحزنه لرؤية شقيقته تعاني، ورغم المخاطر المحتملة، والتفكير طويلًا في كيفية مساعدتها، حزم أمره بقرار شجاع.

حب وتضحية

عندما تدهورت حالة الفتاة الصحية، كان أمام الأسرة خياران، إما الانتظار على قوائم التبرع، وهي عملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، أو محاولة البحث عن متبرع من داخل العائلة، ولأن حب “أحمد” لشقيقته كان أقوى من أي مخاوف، اتخذ القرار وأعلنته لعائلته وأصدقائه، فكان دعمهم وتشجيعهم أكبر دافع له، وبعد سلسلة من الفحوصات الطبية اللازمة تأكد الأطباء من ملاءمة للنقل.

مخاطرة صحية

قرار أحمد بالتبرع لم يكن سهلاً، لأنه يتضمن مخاطرة صحية لشخص سليم مثله. لكنه، دون تردد، قرر تقديم كليته لشقيقته لإنقاذ حياتها. التبرع بالأعضاء هو أمر معقد، حيث يخضع المتبرع لفحوصات دقيقة للتأكد من سلامته وصلاحيته للتبرع، كما أن العملية نفسها تحمل بعض المخاطر على المتبرع.

استعادة الصحة 

بعد أسابيع من إجراء التحضيرات، جرت العملية الجراحية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، تحت إشراف فريق طبي متميز، وتمت العملية بنجاح، واستطاعت شقيقة أحمد استعادة صحتها تدريجياً بعد فترة من النقاهة.

بعد العملية، غمر الفرح قلب أحمد عندما رأى شقيقته في حالة جيدة، وبدأت تستعيد عافيتها، وأضاءت ابتسامتها حياته، وشعر أنه قدم لها أغلى هدية.

تفاعل وتداول القصة 


لاقت هذه القصة تفاعلاً كبيراً على مستوى المجتمع السعودي، حيث تداولتها وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين بروح التضحية التي أظهرها أحمد تجاه شقيقته، وأصبحت قصتهما مصدرا لإلهام الكثيرين، “أحمد” لم يكن مجرد شخص تبرع بكليته، بل كان رمزًا للعطاء والوفاء بإثباته أن العائلة هي أثمن ما في الحياة.
 

search