الإثنين، 25 نوفمبر 2024

02:47 ص

لتدخين السجائر والاستحمام.. موتى "توراجا" يعودون من الحياة الأخرى

من مظاهر احتفال مانيني

من مظاهر احتفال مانيني

فاطمة نصر

A A

قبيلة توراجا من أكبر الأقليات الإندونيسية، وتستوطن في منطقة جنوب سولاويسي الشهيرة بالجبال المرتفعة، يؤمنون بأن الموت ليس نهاية للحياة، بل هو بوابة العبور لحياة جديدة تسمى "بويا"، وعلى الرغم من قدم المعتقدات إلا أنهم مازالوا يتمسكون بثقافتهم وتقاليدهم، لإيمانهم بأن أرواح أمواتهم ستعود يوما ما لزيارتهم.

مريض حي

لدى القبيلة العديد من العادات والمعتقدات التي قد تكون غريبة على مسامع البعض، ومنها أنهم لا يعتبرون الميت ميتًا حتى يو جنازته، والذي قد يستغرق حدوثه أكثر من عامين، خلال تلك الفترة تقوم العائلة بالعناية به على أنه مريض حي، إذ يستمر الأهل في تقديم الطعام والشراب له، والتحدث إليه، وتحميمه وتغيير ملابسه باستمرار كما لو كان حيًا، ويمكن وضع سيجارة في فم جثة وإشعالها.   

الجنازة

بعد مرور فترة ما بين السنة والثلاث سنوات، يحضر أهل الميت مراسم الجنازة التي تستمر 12 يوم تقريبًا، بهدف نقل الميت من الحياة الدنيا إلى الحياة الأخرى التي تدعى "بويا"، الاحتفال بالميت يكون أشبه بالعرس، حيث تقام الرقصات الشعبية وتقدم الهدايا، و تذبح المواشي.

تدفن الجثث في مغارات حفر داخل الجبال أو الهضاب تدعى “باتان”، حيث يعتقدون بأن الأرض مقدسة، ولا يجوز دفن الميت تحت الأرض أو حتى ملامسة جسده الأرض لقداستها، كما أنه كلما علا شأن الميت في حياته الاجتماعية، علا موقع دفنه.

من مظاهر احتفال مانيني

احتفال “مانيني”

 “مانيني” هو احتفال تنظيف الجثامين، حيث يخرج أهالي قبيلة توراجا موتاهم من القبور في شهر أغسطس من كل عام للاحتفال بهم، حيث تقوم القبيلة التي يبلغ تعداد سكانها المليون نسمة، بنبش قبور موتاهم في مشاهد صادمة وإخراجهم لزيارت عائلية.

يبدأ موكب الطقوس بإخراج الميت من الباتان، ويقومون بتجفيفها وتحنيطها وغسل القبور، كما تستبدل الملابس القديمة للمتوفى بأخرى جديدة، والتقاط الصور التذكارية، وتبادل أطراف الحديث مع الجثة.

عادة تنفذ هذه الطقوس من قبل عائلة واحدة أو القرية بأكملها في وقت واحد وهو ما يجعل الحدث يستغرق مدة طويلة من الوقت، وفي نهاية الاحتفال تلف الجثث وتعاد مرة أخرى إلى الباتان، بعد الصلاة عليها وتقديم القرابين.

search