السبت، 05 أكتوبر 2024

06:16 م

بعد الإعلان عن مخطط رأس الحكمة.. من يبني المشروع الضخم؟

رئيسا الإمارات ومصر أثناء الإعلان عن مخطط مشروع رأس الحكمة

رئيسا الإمارات ومصر أثناء الإعلان عن مخطط مشروع رأس الحكمة

أزاحت مصر والإمارات أمس الستار عن مُخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة  الواقعة على ساحل البحر المتوسط، في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين التي أسفرت في فبراير الماضي عن توقيع أضخم صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر. 

من جانبه قال مدير عام مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، الدكتور عادل عامر، إن صفقة رأس الحكمة تعد أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ الدولة، إذ جاءت بقيمة 35 مليار دولار هذا فضلًا عن العوائد المنتظرة سواء أثناء مراحل بناء وتطوير المشروع أو بعد تشغيله. 

شراكة اقتصادية متميزة 

وأوضح عامر في تصريح لـ"تليجراف مصر" أن صفقة رأس الحكمة ترجمت العلاقات الاقتصادية والسياسية المتميزة بين مصر والإمارات، ومنحت الاقتصاد المصري دفعة إيجابية مهدت الطريق لخروجه من أزمة قاسية دامت لأكثر من عامين نتيجة لتداعيات حرب أوكرانيا وحرب غزة وتضرر إيرادات قناة السويس. 

وأشار إلى أن مشروع تطوير رأس الحكمة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي للدولة سيكون له أثر ممتد سواء خلال مراحل البناء أو بعد تشغيله وسينعكس إيجابا على العديد من القطاعات الاقتصادية بالإضافة إلى القطاعين العقاري والسياحي، إذ من المتوقع أن يمنح قطاعات الصناعة والطاقة والتجارة أيضا دفعة إيجابية كون الشركات المساهمة في تطويره ستكون غالبيتها مصرية، كما سيخلق فرص عمل لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة. 

رئيسا الإمارات ومصر أثناء الإعلان عن مخطط مشروع رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط

من جانبه أشار عضو غرفة شركات السياحة مجدي صادق إلى أن مشروع رأس الحكمة سيساهم في إنعاش السياحة وتحديدا الوافدة من أوروبا ودول الخليج، وبالتبعية سيدر مليارات الدولارات للدولة وسيسهم في خلق المزيد من فرص العمل في قطاعات متعددة، إذ ستشهد التنمية السياحية في مدينة رأس الحكمة والمناطق المجاورة طفرة سترفع الطلب على التوظيف حتى قبل تشغيل المشروع. 

يمتد مشروع رأس الحكمة على مساحة 170.8 مليون متر مربع، ووفقا للمعلن من المتوقع أن يدر سنويا للاقتصاد المصري  قرابة 25 مليار دولار سنويا فيما تشير التقديرات الأولية إلى أن إجمالي الاستثمار التراكمي للمشروع  سيصل إلى 110 مليارات دولار بحلول العام 2045، كما سيوفر نحو 750 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر، فضلًا عن استثمارات على مدار سنوات تنفيذه بقرابة 150 مليار دولار.

الشركات المطورة لرأس الحكمة 

مخطط المشروع المُعلن عنه أمس، يشمل تطوير منطقة سكنية تمتد على مساحة 80 مليون متر مربع تستوعب نحو 190 ألف فيلا وشقة إلى جانب مناطق ترفيهية وتجارية ومرافق سياحية ومنطقة استثمارية ومنطقة حرة،  فضلا عن 5 مراسٍ ومطار دولي ومحطة قطارات، وسيتم تخصيص 12 مليون متر مربع  من مساحة المشروع لتجارة التجزئة والترفيه والاستجمام، وتخصيص 25٪ للمساحات المفتوحة.

من يطور هذا المشروع الضخم؟

وكانت الحكومة وقعت في فبراير الماضي صفقة تطوير رأس الحكمة مع شركة "القابضة الإماراتية"، وهي أحد صناديق الثروة السيادية التابعة لحكومة أبوظبي، التي أعلنت بدورها أمس، تعيين مجموعة "مُدن القابضة" مطورًا رئيسيًا لمشروع رأس الحكمة، لتكون مسؤولة عن تطوير البنية التحتية وتوفير حلول متقدمة لجذب أبرز الأحداث الترفيهية والرياضية والثقافية للمنطقة وكذلك زيادة أعداد السائحين واقتناص حصة من سوق السياحة على سواحل البحر المتوسط.

وتتمتع “مُدن القابضة” التابعة للشركة العالمية القابضة، أحد الصناديق السيادية المملوكة لحكومة أبوظبي، بخبرة لنحو 19 عامًا في تصميم وتنفيذ مخططات التنمية العمرانية، ومن المفارقات أن المجموعة غيرت علامتها التجارية من كيو القابضة إلى "مُدن القابضة" في فبراير الماضي.

مدن القابضة توقع اتفاقيات مع شركات مصرية وإماراتيةوامريكية لتطوير رأس الحكمة 

وتتجاوز القيمة السوقية لشركة "مُدن القابضة" حاليًا عتبة الـ60.5 مليار درهم، وخلال النصف الأول من هذا العام حققت مبيعات بنحو 7.6 مليار درهم مع قفزة في إيراداها بقرابة 333% على أساس سنوي وفي صافي الأرباح بنحو 277% مقارنة بالمستويات المسجلة في الفترة المماثلة من العام الماضي، ما يعكس قوة المركز المالي للشركة.

وستقوم "مُدن" بالإشراف على مراحل تطوير المشروع بالتعاون مع كبرى الشركات الإماراتية والمصرية، ومن بين الأسماء التي وقع عليها الاختيار للمساهمة في ترجمة مخطط المشروع إلى واقع ملموس، أسماء كبرى مثل مونتاج إنترناشيونال الأمريكية وكاندي إنترناشيونال الإيطالية وبرجيل الإماراتية، والسويدي إليكتريك المصرية وأوراسكوم للإنشاءات المصرية وإي آند الإماراتية من خلال ذرعها المصرية إى آند مصر. 

وتتمتع غالبية هذه الشركات بخبرة طويلة كلا في تخصصه، على سبيل المثال تعد شركة السويدي إليكتريك التي تأسست في العام 1938 واحدة من أعرق وأكبر شركات الهندسة والبنية التحتية في الشرق الأوسط وهي أيضا مصنفة ضمن أقوى 500 شركة عائلية عربية وفق مجلة فوربس. 

وتعد أوراسكوم للإنشاءات؛ واحدة من أعرق شركات المقاولات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مملوكة لمجموعة أوراسكوم التي يعود تاريخ تأسيسها للعام 1950، وساهمت في تطوير العديد من المشروعات في مصر وسويسرا ولندن وغيرها من مدن العالم، لذا ليس غريبًا أن يقع الاختيار عليها لتصبح مقاولًا رئيسًا للأعمال التمهيدية في مجال البناء.

search