الأحد، 06 أكتوبر 2024

03:35 م

المفتي: أصدرنا أكثر من 1.6 مليون فتوى خلال 2023

الدكتور نظير عيّاد - مفتي الجمهورية

الدكتور نظير عيّاد - مفتي الجمهورية

أحمد خطاب

A A

ألقى مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم نظير عياد، محاضرةً مهمة عقب افتتاح البرنامج التدريبي بعنوان "التأهيل الفقهي وإدارة الفتوى بين الأصالة والمعاصرة"، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية لتدريب علماء دُور الإفتاء الماليزية. 

استعرض عياد، في محاضرته تاريخ نشأة دار الإفتاء المصرية، مؤكدًا على رسوخ منهجها الفقهي وأهمية الجمع بين الأصالة والمعاصرة في إصدار الفتاوى الشرعية.

وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية تُعتبر من أقدم المؤسسات الدينية في مصر، حيث تأسست عام 1895م في عهد الشيخ حسونة النواوي، ومنذ ذلك الحين وهي تتحمل مسؤولية تقديم الفتاوى بمختلف أشكالها لخدمة المجتمع الإسلامي. 

وأوضح أن الدار أصدرت أكثر من 1.6 مليون فتوى خلال عام 2023، مما يعكس حجم الجهود المبذولة لتلبية احتياجات المسلمين المتزايدة في مصر والعالم.

كما استعرض فضيلته مهام دار الإفتاء المتعددة، والتي تشمل إصدار الفتاوى الشرعية بكافة أشكالها، سواء الشفوية أو المكتوبة أو الهاتفية أو الإلكترونية. 

وأكد أن الدار تقوم أيضًا بإعداد الأبحاث العلمية المتخصصة، وقد دربت 5,567 متدربًا خلال عام 2023، مما يعزز من قدرات العلماء والمفتين في التعامل مع المستجدات الفقهية. كما تقوم الدار باستطلاع أوائل الشهور العربية ودراسة قضايا الإعدام الواردة إليها.

وتناول المفتي الدور العالمي الذي تضطلع به دار الإفتاء من خلال إنشاء "الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم" في ديسمبر 2015، والتي تضم حتى الآن 111 عضوًا ممثلين لأكثر من 85 دولة. 

وأضاف أن الأمانة عقدت تسعة مؤتمرات دولية منذ عام 2016، مما يبرز أهمية التعاون الإفتائي الدولي.

كما تناول، المراحل الأربع لسيرورة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، وهي: تصوير المسألة، والتكييف الفقهي، والحكم الشرعي، وأخيرًا تنزيل الحكم على الواقع. 

وأوضح أن هذه المنهجية تضمن إصدار الفتاوى بدقة وحكمة، بما يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى التيسير ورفع الحرج عن الناس.

وأشار إلى أنه يتعين على المفتي أن يتجنب إيقاع الناس في حرج ومشقة، وأن ينظر إلى مآلات فتواه؛ فإذا رأى أن الفتوى قد تؤدي إلى عسر أو حرج، ينبغي عليه اختيار ما يخفف عن الناس، حتى وإن كان ذلك مخالفًا لمذهبه. 

وشدد على ضرورة الانتباه إلى أن العلماء قد حذروا من التمسك بما هو مسطور في الكتب دون اعتبار لتغير الزمان والمكان والأحوال.

وأكد مفتي الجمهورية، أن منهجية دار الإفتاء تعتمد على المنهج الأزهري الرصين، الذي يعكس سماحة الإسلام ورحمته. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، موضحًا أن الرفق والحكمة هما أساس الفتوى في الإسلام.

وفي إطار التعاون بين دُور الإفتاء على مستوى العالم، شدد عياد، على أهمية تعزيز الشراكات العلمية والتدريبية، خاصة مع دُور الإفتاء الماليزية. 

وأوضح أن دار الإفتاء تلتزم بمبدأ تغيير الفتوى وفقًا لتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، مشيرًا إلى أن العرف يلعب دورًا كبيرًا في تغيير الأحكام الشرعية، مما يضمن تلبية احتياجات الناس وفقًا لمستجدات حياتهم.

وأوضح أن "رأي ولي الأمر في مصر، سواء المجالس النيابية أو السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ملزم لدار الإفتاء وفقًا للدستور المصري، حيث لا يمكن أن يصدر عن هذه السلطات ما يتناقض مع الشريعة الإسلامية، بل إن كل ما قد يصدر مخالفًا للشريعة يكون والعدم سواء، وذلك طبقًا للدستور المصري، وتقوم المحكمة الدستورية العليا بإلغائه".

واختتم مفتي الجمهورية محاضرته بالتأكيد على التزام دار الإفتاء المصرية بالاعتماد على قطعيات الشريعة، والرجوع إلى إجماع العلماء، وأخذ رأي ولي الأمر في المسائل المستحدثة. 

search