دور الرياضة في حرب أكتوبر.. من سلاح النصر إلى أداة العبور

حرب أكتوبر المجيدة
هادي البرعي
لم تكن الرياضة المصرية مجرد هواية أو تسلية خلال فترة حرب السادس من أكتوبر المجيدة عام 1973، بل تحولت إلى سلاح فعّال وأداة لدعم قواتنا المسلحة في معركتها لاستعادة الأرض من الاحتلال الإسرائيلي.
مع اشتداد الصراع في الجبهة، أظهرت الرياضة المصرية قوتها وقدرتها على التأثير في النفوس وتوحيد الشعب حول هدف واحد هو الكرامة والحرية.

الرياضة تحت المجهر قبل الحرب
قبل يوم السادس من أكتوبر، كانت الأخبار الرياضية تتصدر صفحات الجرائد القومية، حيث استحوذت على مساحات واسعة لم تكن مألوفة في الظروف العادية.
وقد كان لهذا التركيز على الرياضة دورٌ استراتيجي، حيث حاولت الصحف المصرية إبعاد الجماهير عن الأوضاع السياسية والعسكرية، وكأن شيئًا لم يحدث.
ومن بين الأخبار البارزة كان خبر تعاقد نادي الزمالك مع اللاعب السابق حسن شحاتة، وكذلك مفاوضات الأهلي مع المدرب المجري ناندور هيديكوتي، الذي كان عقده وقتها قد حظى باهتمام خاص.

أهمية التأثير الإعلامي
نجحت الصحافة في خداع العدو الإسرائيلي، موهمة إياه بأن مصر ليست في وارد الحرب، مما منح قواتنا المسلحة ميزة استراتيجية.
فقد تم استخدام الأخبار الرياضية بشكل فعّال لصنع شعور مزيف من الأمان لدى العدو، مما ساهم في تيسير تنفيذ خطط الهجوم في السادس من أكتوبر.

مباراة غزل المحلة والطيران: رمزاً للصمود
تجلت الأهمية التاريخية للرياضة في مباراة غزل المحلة مع الطيران في الدوري الممتاز، حيث انطلقت المباراة في الوقت الذي كانت فيه القوات المصرية تُنفذ هجومها على مواقع العدو.

وقد أذهل المشهد اللاعبين والجماهير على حد سواء عندما بدأ الهتاف في المدرجات لصالح الطيران، والذي جاء بعد إعلان الإذاعة المصرية عن نجاح الهجوم.

رغم محاولات الحكم لإلغاء المباراة، إلا أن الضغوط الجماهيرية أسفرت عن إلغاء اللقاء، ليظهر مدى تلاحم الرياضة مع أحداث الوطن.

تكاتف الأندية لدعم الجيش
لم يقتصر دور الأندية على مجرد متابعة الأحداث، بل سعت جميع الأندية لتقديم الدعم للقوات المسلحة. فقد فتح النادي الأهلي أبوابه لتدريب الجيش والمقاومة الشعبية، كما أطلق حملة للتبرع بالدم لمساندة مصابي الجيش.
وبالمثل، ساهم نادي الزمالك في تقديم الدعم، حيث استضاف فريق الإسماعيلي للتدريب.
مشاركة اللاعبين في الحرب
لم يكن اللاعبون بعيدين عن الأحداث، حيث ارتدى العديد منهم زي المحارب.

فقد كان من بينهم الراحل محمود الجوهري، المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، وفكري صالح، اللذان عملا كضباط في الجيش.

كما حصل المعلق الشهير محمود بكر على قلادة النيل تقديرًا لمشاركته في فرق الاستطلاع.

ولا ننسى دور أسطورة نادي الزمالك، حمادة إمام، الذي خدم كضابط وعاد برتبة عقيد، بالإضافة إلى عبده أبو حسين من نادي المصري البورسعيدي، الذي قدم روحه فداءً للوطن.

إرادة واحدة وحب للوطن
تتعدد الأشكال والطرق التي ساهمت بها الرياضة المصرية في دعم الوطن خلال حرب أكتوبر، ولكنها اجتمعت جميعًا على حب الوطن والإصرار على حريته.
قدمت الرياضة نموذجًا يحتذى به في التضحية والفداء، مُظهرة كيف يمكن أن تكون الرياضة وسيلة للوحدة والتلاحم في أوقات الأزمات.
في النهاية، كانت الرياضة المصرية خلال تلك الفترة أكثر من مجرد نشاط، بل كانت رمزًا للكرامة والصمود في وجه التحديات.

أخبار ذات صلة
الزمالك يقرر تقديم شكوى ضد "الدماطي" للجنة الانضباط لهذا السبب
01 أبريل 2025 11:42 م
إيلانجا يسجل ومانشستر يونايتد يخسر للمرة الـ13 في البريميرليج
01 أبريل 2025 11:40 م
الأهلي يتقدم على الهلال السوداني بصاروخية محمد هاني (فيديو)
01 أبريل 2025 09:24 م
في ليلة عودة ساكا.. آرسنال يعبر فولهام بثنائية بالدوري الإنجليزي
01 أبريل 2025 11:37 م
موعد مباراة الإياب بين الأهلي والهلال السوداني في دوري الأبطال
01 أبريل 2025 11:15 م
بيراميدز يسحق الجيش الملكي برباعية في ذهاب ربع نهائي الأبطال
01 أبريل 2025 11:11 م
"ريمونتادا +90".. الاتحاد يهزم الشباب ويتأهل إلى نهائي كأس الملك
01 أبريل 2025 10:48 م
الزمالك يفوز على الأهلي في دوري الجمهورية
01 أبريل 2025 07:49 م
أكثر الكلمات انتشاراً