الأحد، 06 أكتوبر 2024

08:24 م

9 سنوات تصنت حتى التفجير.. تفاصيل خنق حزب الله بـ"بيجر"

تفجير أجهزة البيجر

تفجير أجهزة البيجر

حبيبة وائل

A A

كشف تقرير أمريكي، تفاصيل جديدة عن عملية تفجير أجهزة اتصال “بيجر” التي أدت إلى مقتل العشرات من عناصر حزب الله في لبنان، وصنفت واحدة من أكثر عمليات الاختراق نجاحًا. 

تضمن التقرير تفاصيل دقيقة حول كيفية التخطيط لهذه العملية وتنفيذها، بناءً على مقابلات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين وعرب وأمريكيين، بالإضافة إلى معلومات من مسؤولين لبنانيين وأشخاص مقربين من حزب الله، وفق ما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. 

تفاصيل العملية 

يُظهر كيف أن الهجوم لم يُضعف فقط صفوف قيادة حزب الله، بل حفز إسرائيل أيضًا على التفكير في استهداف زعيم الحزب، حسن نصر الله.  

حاول حزب الله البحث عن شبكات إلكترونية مقاومة للاختراق، لكن الموساد تمكن من خداع الحزب ودفعه لشراء أجهزة تبدو مثالية، تم تصميمها وتجميعها في إسرائيل. 

بدأت العملية في عام 2015، عندما أدخل الموساد أجهزة الاتصال اللاسلكية المفخخة إلى لبنان، في مواصفاتها بطاريات ضخمة ومتضمنة لمتفجرات مخفية، ونظام إرسال، ما مكن الموساد من التنصت على اتصالات حزب الله، على مدار تسع سنوات، وأُبقيت هذه الأجهزة كخيار قنبلة في أي أزمة مستقبلية، مع الاحتفاظ بالتصنت على حزب الله. 

تسويق أجهزة الاتصال 

تجلى ذلك بشكل أكبر عندما أصبح هناك منتج جديد يُعرف باسم "براق"، وهو جهاز اتصال لاسلكي صغير مزود بمتفجرات قوية.

بدأ الحزب في عام 2023 يتلقى طلبات لشراء كميات كبيرة من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تحمل علامة "أبولو" التايوانية، واعتُبرت هذه العلامة التجارية عالمية، ما جعلها خالية من الشبهات أو الروابط مع المصالح الإسرائيلية. 

تلقى الحزب عروضًا من مسؤول تسويق موثوق به، كانت قد عملت سابقًا مع الشركة التايوانية وأرادت تسويق أجهزة الاتصال الخاصة بها، وقد أوضحت تلك المسؤولة لماذا كان النموذج الأكبر المزود ببطارية أكبر هو الخيار الأفضل مقارنة بالنموذج الأصلي، كما أنها لم تكن على دراية بأن الأجهزة كانت تُجمع فعليًا في إسرائيل تحت إشراف الموساد. 

الاستعدادات والتفجيرات 

مع تفعيل العملية في سبتمبر الماضي، بدأت الهواتف الذكية والأجهزة اللاسلكية تُصدر أصواتًا أو اهتزازات في أنحاء لبنان وسوريا، مرفقة برسائل مشفرة تطلب من عناصر حزب الله التحقق من الرسائل عن طريق الضغط على زرين، ومع الانفجارات التي نجمت عن ذلك، تسبب ذلك في تفجيرات واسعة النطاق، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من عناصر حزب الله. 

انطلقت الآلاف من أجهزة الاتصال المجهزة بمكونات متفجرة، تلتها انفجارات أخرى بعد أقل من دقيقة، ما زاد من حجم الدمار، وجرى إخفاء مكونات القنبلة بعناية شديدة لدرجة أنه كان من المستحيل تقريبًا اكتشافها حتى عند تفكيك الجهاز. 

تصعيد النزاع مع إسرائيل 

في هذا الوقت، كان النقاش يحتدم في الأوساط الأمنية الإسرائيلية حول إمكانية استهداف نصر الله. كانت هناك مخاوف من أن يؤدي اغتياله إلى نشوب حرب شاملة مع حزب الله، وربما مع إيران أيضًا، لكن مع تصاعد الأزمات في الجنوب اللبناني، أُعطيت الموافقة النهائية على العملية من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. 

بعد تنفيذ الانفجارات، بدأت إسرائيل بقصف مواقع حزب الله بقنابل تزن 2000 رطل، وتحديدًا في 27 سبتمبر، حيث قاد نتنياهو هجومًا استهدف مركز قيادة حزب الله في عمق بيروت. 

في النهاية، أكدت التقارير في 28 سبتمبر على مقتل نصر الله في ضربة إسرائيلية، ما جعل هذه العملية واحدة من أكثر العمليات التي أثرت بشكل كبير على حزب الله في لبنان. 

search