الإثنين، 07 أكتوبر 2024

10:21 م

إحياء الصحراء.. مشروع حقن الرمال بالطين لإنقاذ الزراعة

صورة من المشروع

صورة من المشروع

محمد لطفي أبوعقيل

A A

تواجه الزراعة في مصر، وخاصة في المناطق الصحراوية مثل الوادي الجديد، تحديات كبيرة تتمثل في ضعف التربة وارتفاع نسبة الرمل، مما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة. 

هذه المشكلات تتسبب في انخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة تكاليف الزراعة، مما يؤثر سلبًا على الأمن الغذائي في البلاد. 

بالإضافة إلى ذلك، تعاني الأراضي الصحراوية من مشكلات تتعلق بنقل التربة الطينية وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يزيد من صعوبة استصلاح هذه الأراضي.

في ظل هذه التحديات، يظهر مشروع حقن التربة الرملية بالطين كحل مبتكر لتحسين خصائص التربة وزيادة إنتاجية الزراعة.

 نقل أمراض التربة الطينية

وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة الدكتور جمال صيام، إن حقن التربة الرملية بالطينية موجود منذ فترة طويلة، حيث يقوم به كل أصحاب الأراضي الزراعية الصحراوية.

وأضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن هذه الطريقة تتسبب في نقل أمراض التربة الطينية إلى الرملية كذلك الحشائش التي تحتاج إلى عمالة كثيرة للتخلص منها.

 زيادة الرقعة الزراعية في مصر

وتابع، نجاح تجربة الوادي الجديد سيساهم بشكل كبير في زيادة الرقعة الزراعية في مصر باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى أراض زراعية منتجة.

وأكمل، حل مشاكل التربة الرملية سيساهم في توسع المساحات المزروعة من المحاصيل التي تحتاج إلى تربة رملية مثل البطاطس والطماطم و البطاطا والأعشاب وغيرها من الخضروات الجذرية.

خفض الفجوة الغذائية

وأوضح، أن أصحاب المزارع الصحراوية يعانون من التكلفة المرتفعة لنقل التربة الطينية في الأراضي الصحراوية، وإذا نجح المشروع في خفض هذه التكاليف فسوف سيساهم في خفض تكاليف إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية مما يعني توافرها بشكل كبير وانخفاض أسعارها.

وأكد أنه يجب العمل على دعم المشاريع الزراعية التي تعمل على توسيع الرقعة الزراعية وتحسين الانتاجية الزراعية لضمان خفض الفجوة الغذائية التي قد تحدث بسبب الزيادة السكانية في مصر.

كيف يعمل المشروع؟

من جانبه قال مدير مشروع حقن التربة الرملية الدكتور علي عبد العزيز، إن أراضي الوادي الجديد، خاصة الفرافرة والخارجة، تحتوي على نسبة عالية من الرمل تتجاوز 82%، مما يؤدي إلى ضعف التربة وفقدان كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة بسبب تسربها بعيدًا عن جذور النباتات.

وأضاف عبدالعزيز في تصريحات له، أن تقنية حقن التربة الرملية بالطين تهدف إلى تحسين خصائص التربة بزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والمغذيات، مما يعزز إنتاجية الأراضي الزراعية.

تقليل الاستخدام

وأوضح أن المشروع يساهم في تقليل استخدام الأسمدة بنسبة 35% إلى 50%، وتوفير 50% إلى 60% من مياه الري، مما يدعم توسيع المساحات المزروعة وزيادة الإنتاج لتحقيق الأمن الغذائي.

وتابع، أن المشروع يوفر أكثر من 75% من الأسمدة العضوية التي تكلف المزارعين مبالغ كبيرة، مما يمثل حلاً مستدامًا من الناحية المالية والبيئية لتطوير الزراعة في المناطق الصحراوية.

وأشار، إلى أن تكلفة حقن فدان من المحاصيل الحقلية والخضروات تتراوح بين 20 و30 ألف جنيه، في حين تصل تكلفة حقن فدان من الأشجار إلى 21 ألف جنيه، وذلك حسب عدد الأشجار ومساحة الأرض المزروعة.

search